مركز «شراع» يستهدف 1000 رائد أعمال بحلول 2030


ابوظبي - ياسر ابراهيم - الثلاثاء 14 أكتوبر 2025 08:22 مساءً - في وقتٍ تتسارع فيه التحولات الاقتصادية العالمية، تبرز دولة كنموذجٍ ملهمٍ في بناء اقتصادٍ يقوم على المعرفة والابتكار، واستلهاماً من رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في بناء إنسانٍ قادر على الإبداع والمنافسة، ومن توجيهات سمو الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مركز الشارقة لريادة الأعمال (شراع)، التي تؤمن بأن تمكين الشباب وريادة الأعمال هما ركيزتان لمستقبل الإمارة، يواصل المركز، الذي تأسس في عام 2016، أداء دوره الحيوي كمحرك رئيسي للنمو وممكن لرواد الأعمال، عبر منظومة متكاملة من البرامج والمبادرات التي تدعم المواهب وتحول الأفكار إلى مشاريع مستدامة ذات أثر حقيقي وقابلة للتوسع محلياً وعالمياً.
وتأتي جهود شراع منسجمة مع حملة «الإمارات: عاصمة رواد الأعمال في العالم»، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، بهدف ترسيخ مكانة الإمارات كوجهة عالمية لريادة الأعمال، وتوفير سبل الدعم كافة للشباب الإماراتي للاستفادة من البيئة الاقتصادية الفريدة من خلال تدريب واحتضان 10,000 رائد ورائدة أعمال إماراتي، وتوفير 30,000 فرصة عمل.

Advertisements

ومن خلال حزمة برامجه الرائدة، يسهم شراع في ترجمة هذه الأهداف إلى واقع ملموس، عبر تمكين رواد الأعمال، وبناء بيئة ريادية تحتضن الأفكار المبتكرة وتدفعها نحو النمو والتأثير العالمي. فمنذ تأسيسه، دعم المركز أكثر من 450 شركة ناشئة، حققت مجتمعة إيرادات تجاوزت 370 مليون دولار أمريكي، واستقطبت رأس مال يقارب 300 مليون دولار أمريكي، وأسهمت في إنشاء أكثر من 2,600 فرصة عمل. وتؤكد هذه الأرقام الدور المتنامي لـ«شراع» في بناء منظومة ريادة أعمال حيوية تسهم في ترسيخ اقتصاد معرفي مستدام يعزز مكانة الشارقة كمركز رائد للابتكار والفرص.

وانطلاقاً من رؤيته المستقبلية، يهدف شراع إلى دعم أكثر من 1,000 رائد أعمال بحلول عام 2030، من خلال إطلاق مبادرات نوعية تسهم في تطوير بيئة ريادية متكاملة في الشارقة، قائمة على الابتكار والاستدامة والفرص الاقتصادية الشاملة.

منظومة دعم متكاملة
وقالت سارة بالحيف النعيمي، المدير التنفيذي لمركز الشارقة لريادة الأعمال (شراع): «نؤمن في شراع أن بناء اقتصاد يقوم على المعرفة يبدأ من تمكين الإنسان، ومن الإيمان بقدرته على تحويل فكرته إلى مشروع، وشغفه إلى قيمة مضافة لمجتمعه ووطنه. ونعمل على تطوير منظومة متكاملة تقدم الدعم في مختلف مراحل رحلة رائد الأعمال، وتزوده بالأدوات التي تمكنه من النمو المستدام والمنافسة في الأسواق الإقليمية والعالمية. رؤيتنا تركز على ترسيخ ثقافة الابتكار، وتوسيع دائرة الفرص أمام المواهب المتميزة، وإنشاء بيئة تحفزهم على بناء شركات تحدث فرقاً حقيقياً في الاقتصاد الوطني. إن الاستثمار في الإنسان هو حجر الأساس لمستقبل مزدهر، وشراع اليوم يمضي بخطى واثقة لترجمة هذا المبدأ إلى أثر ملموس يسهم في تعزيز مكانة دولة الإمارات كمركز عالمي لريادة الأعمال والابتكار».

ويواصل شراع ترجمة رؤيته إلى واقع ملموس من خلال مجموعة من المبادرات النوعية التي تغطي مختلف مراحل رحلة رائد الأعمال، بدءاً من تطوير الفكرة وحتى التوسع والنمو. وتعمل هذه المبادرات ضمن منظومة متكاملة تهدف إلى تزويد رواد الأعمال بالأدوات والخبرات والفرص التي تمكنهم من تحويل أفكارهم إلى مشاريع قادرة على المنافسة والمساهمة في تنمية الاقتصاد الوطني القائم على الابتكار والاستدامة.

منصة لبناء الشركات وتوسيع الأثر
وفي هذا الإطار، يقدم شراع من خلال «استوديو الشارقة للشركات الناشئة» برنامج مسرعات متكامل لتمكين رواد الأعمال من توسيع نطاق أعمالهم وتسريع وتيرة نموهم. وتشمل هذه البرامج حزمة متكاملة من المزايا التي تجمع بين الاستشارات المتخصصة، وفرص الحصول على التمويل، والأدوات الرقمية التي تتجاوز قيمتها 3 ملايين درهم. وعلى مدى أربعة أشهر، يخوض المشاركون رحلة تدريبية شاملة تزودهم بالخبرات العملية والإرشاد، وتفتح أمامهم أبواب التواصل مع المستثمرين والشركاء، بما يمكنهم من بناء استراتيجيات نمو مستدامة والانطلاق نحو أسواق جديدة بثقة واستعداد.

ملتقى الابتكار وريادة الأعمال
وفي سياق جهوده لتعزيز ثقافة ريادة الأعمال، يواصل شراع تنظيم «مهرجان الشارقة لريادة الأعمال»، الذي أصبح على مدى الأعوام المنصة الأكبر في المنطقة لتمكين رواد الأعمال وتوسيع آفاقهم. يجمع المهرجان تحت سقف واحد رواد الأعمال والمستثمرين وصنّاع القرار، ويتيح مساحة فريدة للحوار وتبادل الخبرات من خلال جلسات تحفيزية وورش عمل تواكب أحدث الاتجاهات في عالم الابتكار وريادة الأعمال.

كما يحرص على استضافة قادة وخبراء عالميين أحدثوا أثراً إيجابياً مستداماً، لإلهام الجيل القادم من رواد الأعمال الطموحين. ومنذ انطلاقته في عام 2017، استقطب المهرجان أكثر من 44 ألف زائر من مختلف أنحاء العالم، فيما يستعد لإطلاق نسخته التاسعة يومي 31 يناير و1 فبراير المقبلين، محتفيًا بمسيرة من التأثير والإلهام والابتكار في المشهد الريادي المحلي والعالمي.

جسر يربط الابتكار بالقطاعات الحيوية
وفي خطوة تعكس التزام شراع بربط الابتكار بالاقتصاد، أطلق المركز «تحدي بوابة الشارقة»، وهو برنامج ابتكار مؤسسي يشكل منصة استراتيجية لتعزيز التكامل بين الشركات الناشئة والقطاعات الحيوية ذات الأولوية في الإمارة. ويهدف التحدي إلى إيجاد حلول مبتكرة للتحديات التي تواجهها قطاعات رئيسية مثل التعليم، التكنولوجيا، الزراعة، الاستدامة، والذكاء الاصطناعي، وتمكين الشركات الناشئة الواعدة من تطوير نماذج وأفكار عملية تسهم في دعم النمو الاقتصادي، وترسيخ مكانة الشارقة كمركز إقليمي للابتكار وريادة الأعمال.

رائدات الأعمال في قلب التحول الاقتصادي
وتجسّد زمالة الشارقة لصانعات الأثر التزام الإمارة العميق بتمكين المرأة وتعزيز حضورها في المشهد الريادي، حيث تستهدف الزمالة تمكين القيادات النسائية ودعم رائدات الأعمال في المنطقة من توسيع نطاق تأثيرهن والوصول إلى الموارد والإرشاد وشبكات الدعم التي تعزز مساهمتهن في الاقتصاد. ويأتي إطلاق الزمالة امتداداً لرؤية شراع في دعم رائدات الأعمال، إذ تشكل الشركات التي تقودها نساء 51% من إجمالي المشاريع المحتضنة في المركز، وهي نسبة تتجاوز المعدلات العالمية، وتؤكد أن الشارقة لا تدعم النساء وتمكنهن من قيادة التغيير.

تمكين الجيل الجديد من رواد الأعمال
ويُعد برنامج دوجو لريادة الأعمال أحد برامج شراع المصمم خصيصاً بوصفه حاضنة لدعم رواد الأعمال الشباب في تطوير أفكارهم وتحويلها إلى مشاريع قابلة للتطبيق والنمو.

ويتضمن البرنامج 3 مراحل مكثفة تبدأ من التحقق من المشكلات، مروراً بتطوير المنتج القابل للتجربة (MVP)، وصولاً إلى استراتيجيات الانطلاق في السوق. وينفذ البرنامج من خلال مراكز شراع في الجامعة الأمريكية في الشارقة، ودعم البرنامج على مدار الثلاث سنوات الماضية أكثر من 200 طالب وطالبة من 21 جامعة في الإمارات، مما يجعله منصة تعليمية وتطبيقية تُقرّب مفاهيم ريادة الأعمال من بيئة الطلبة والأكاديميين. وخلال هذه الرحلة، يحصل المشاركون على الإرشاد والدعم الذي يمكنهم من تحويل أفكارهم إلى شركات ناشئة جاهزة للمنافسة في السوق المحلية والعالمية.

ويمثل مرسى شراع للاستثمار منصة استراتيجية تتيح للشركات الناشئة فرصة الوصول المباشر إلى المستثمرين، من خلال لقاءات فردية مصممة وفق اهتمامات كل طرف.

وتهدف المنصة إلى تسريع وتيرة النمو، وإنشاء فرص استثمارية مستدامة تعزز من جاهزية الشركات للتوسع الإقليمي والعالمي، وتسهم في تنشيط حركة التمويل الريادي في دولة الإمارات والمنطقة.

قصة مستمرة من التأثير والرؤية
من خلال حزمة البرامج والمبادرات المتكاملة، يواصل شراع دوره كمساهم رئيسي في بناء مستقبل ريادة الأعمال في الإمارات، وداعم حقيقي للمواهب والابتكار. ويمثل شراع منظومة متكاملة تدفع عجلة الابتكار، وتفتح أمام رواد الأعمال آفاقاً جديدة للنمو، وتحوّل الشارقة إلى بيئة تزدهر فيها الأفكار وتتحوّل إلى إنجازات واقعية.

أخبار متعلقة :