محمد دوجي.. كيف ينفق أصغر ملياردير في أفريقيا ثروته؟

ابوظبي - ياسر ابراهيم - الأحد 9 نوفمبر 2025 04:36 مساءً - يعيش محمد دوجي، قطب الأعمال التنزاني وأصغر ملياردير في أفريقيا، حياة فريدة تجمع بين الفخامة الهادئة والاستثمارات المدروسة والعمل الخيري المؤثر، ما يجعله نموذجا لرؤية جديدة للثروة في القارة السمراء.

Advertisements

وينحدر دوجي من عائلة بدأت من متجر صغير في مدينة سينغيدا قبل أن تتحول إلى شركة استيراد وتصدير ضخمة، ثم إلى تكتل اقتصادي عملاق بعد عودته من الولايات المتحدة حيث درس إدارة الأعمال الدولية والمالية بجامعة جورجتاون.

وفي عام 2013، أصبح دوجي أول تنزاني يظهر على غلاف مجلة فوربس، كما اختارته فوربس إفريقيا "شخصية العام" في 2015، وفي خطوة لافتة، وقع عام 2016 على مبادرة "تعهد العطاء" التي يتعهد فيها كبار رجال الأعمال بالتبرع بنصف ثرواتهم للأعمال الخيرية.

ويشغل دوجي منصب الرئيس التنفيذي لمجموعة MeTL، التكتل الاقتصادي الشامل الذي يعمل في أكثر من 30 قطاعا، من الصناعة إلى الزراعة، وقدرت مجلة فوربس ثروته بأكثر من 2.2 مليار دولار.

ورغم ضخامة ثروته، يركز دوجي على تحقيق توازن بين الرفاهية والكفاءة والهدف الاجتماعي، وفقا لـ businessinsider.

ومن أبرز ممتلكاته طائرته الخاصة، التي يستخدمها للسفر عبر القارات من أجل الأعمال والعمل الخيري.

ويرى دوجي أن "الوقت هو أغلى ما نملك، والطائرة تمنحني المرونة لأفعل المزيد، ليس للأعمال فقط، بل للناس أيضا"، ما يعكس فلسفته في استثمار الثروة لتحقيق أكبر أثر ممكن.

كما يمتلك دوجي محفظة عقارية واسعة في دار السلام، تشمل أبراجا تجارية ومساكن فاخرة تمثل مزيجا من العمارة الحديثة والدفء الأفريقي. وتعد هذه العقارات استثمارات طويلة الأجل وتجسيدا للنمو الاقتصادي المتسارع في تنزانيا، وتعكس ثقته في الأسواق الأفريقية الصاعدة.

يميل دوجي إلى السيارات الفاخرة ذات الطابع العملي والأنيق، مثل مرسيدس-بنز S-Class وتسلا موديل 3 ورينج روفر أوتوبيوغرافي.

ويولي دوجي اهتماما كبيرا بمظهره الشخصي، غالبا ما يرتدي بدلات مصممة خصيصا ويحرص على التفاصيل الدقيقة في إكسسواراته، معتبرا أن الانضباط يظهر في كل شيء، من طريقة القيادة إلى طريقة ارتداء الملابس. ويأتي أسلوبه الشخصي متسقا مع فلسفته في الأعمال: البساطة والدقة والفعالية.

وتتجلى رؤية دوجي الاجتماعية في استثماراته الوطنية، أبرزها دعمه لنادي سيمبا الرياضي، الفريق الأول لكرة القدم في تنزانيا، حيث استثمر ملايين الدولارات في تطوير مرافق النادي والتعاقد مع لاعبين معروفين وتعزيز العلامة التجارية للنادي على مستوى دولي، مؤكدا أن كرة القدم توحد أفريقيا وأن النادي يمثل منصة لإلهام الشباب ووضع تنزانيا على الخريطة.

وأكثر ما يميز دوجي هو عمله الخيري من خلال مؤسسة Mo Dewji، التي خصصت أكثر من 6 ملايين دولار لدعم التعليم والرعاية الصحية ومكافحة الفقر في تنزانيا، مع هدف واضح يتمثل في توفير الفرص لكل طفل تنزاني. ويعتبر دوجي أن العطاء ليس مجرد واجب، بل إن الفخامة الحقيقية القدرة على ترك أثر ملموس في حياة الآخرين.

يذكر أن دوجي قد تعرض لعملية اختطاف في عام 2018، قبل أن يتم إطلاق سراحه بعد تسعة أيام فقط، وهو متزوج من زميلته في المدرسة الثانوية، ولديه ثلاثة أبناء، ويواصل إدارة مجموعته الاقتصادية من العاصمة التجارية دار السلام التي تُعدّ من أكثر المدن الإفريقية جذبا للسياح.

ويمثل محمد دوجي نموذجا جديدا للمليارديرات الأفارقة، يجمع بين الفخامة، وريادة الأعمال، والعمل الخيري، ويؤكد أن الثروة الحقيقية ليست بما تجمعه، بل بما تقدمه للآخرين، ليصبح رمزا للثراء الهادف والإرث المؤثر في عصر الطموح الأفريقي الجديد.

أخبار متعلقة :