ابوظبي - ياسر ابراهيم - الأحد 16 نوفمبر 2025 08:36 مساءً - في إنجاز علمي غير مسبوق، كشف فريق من العلماء الصينيين عن قدرة نوع من السرخس الدائم الخضرة (Blechnum orientale) على تكوين بلورات طبيعية داخل أنسجته تحتوي على العناصر الأرضية النادرة، وهي معادن حيوية تستخدم في صناعة كل شيء من توربينات الرياح وبطاريات السيارات الكهربائية إلى الهواتف الذكية والأجهزة الطبية.
استخدم الباحثون تقنيات تصوير وتحليل كيميائي عالية الدقة لاكتشاف المونازيت النانوي، أحد المعادن الغنية بالعناصر الأرضية النادرة، متبلورا داخل خلايا السرخس وخلال الفراغات بين جدرانها.
وأشار العلماء إلى أن هذه العملية البيولوجية تتم بطريقة ذاتية التنظيم تشبه "حديقة كيميائية" مصغرة، وتتيح تكوين المعادن في ظروف طبيعية عند سطح الأرض، بعكس عمليات التعدين التقليدية التي تتطلب درجات حرارة وضغطًا عاليًا وتسبب أضرارا بيئية كبيرة.
هذا الاكتشاف يفتح الباب أمام مفهوم التعدين النباتي، وهو أسلوب صديق للبيئة يعتمد على زراعة نباتات "مركزة للغاية" لامتصاص المعادن الثقيلة من التربة، ثم استخلاصها من الكتلة الحيوية للنبات، وفقا لموقع"interestingengineering".
وتتميز هذه الطريقة بأنها تقلل الاعتماد على التعدين التقليدي، وتخفض التلوث البيئي وتجنب النزاعات الجيوسياسية المرتبطة بالموارد.
ووفقا للفريق البحثي، تتركز العناصر الأرضية النادرة بشكل أكبر في صيوان السرخس (الوريقات)، حيث تتبلور خارج الخلايا لتفصل المعادن الضارة عن العناصر الغذائية، مما يجعل النبات مصدرًا طبيعيًا ومستدامًا للمعادن النادرة. وأوضح الباحثون أن هذا المسار الجديد يمكن أن يؤدي إلى نموذج دائري أخضر يجمع بين الإصلاح وإعادة التدوير في آن واحد، ويوفر بدائل مستدامة لصناعات التكنولوجيا الحديثة التي تعتمد على هذه المعادن.
ويشير هذا الإنجاز أيضا إلى إمكانية استخدام النباتات كأدوات للتعدين المستدام، ما قد يعيد تعريف طرق الحصول على الموارد الطبيعية ويقلل الآثار البيئية الضارة لاستخراج المعادن الأرضية النادرة. ويعد هذا الاكتشاف الأول من نوعه عالميًا، حيث يظهر أن النباتات ليست مجرد مكونات للبيئة بل مصادر محتملة للثروات المعدنية الحيوية بطريقة طبيعية وآمنة.
أخبار متعلقة :