سوق عقارات دبي مرآة لتدفق الثروات العالمية

ابوظبي - ياسر ابراهيم - الأحد 28 ديسمبر 2025 12:06 صباحاً - تشير بيانات مؤشر نايت فرانك العالمي للعقارات الفاخرة إلى ارتفاع أسعار العقارات في دبي بنسبة 140 % خلال السنوات الخمس الماضية، ما يعكس حجم انتقال الثروات نحو وجهة جاذبة للأثرياء. ويشكل قطاع العقارات نحو 8 % من الناتج المحلي الإجمالي لإمارة دبي، فيما يضم مركزها المالي العالمي أكثر من 100 صندوق تحوط مسجل، ما يعزز مكانة الإمارة مركزاً استثمارياً عالمياً يجذب الأثرياء والمواهب عالية المهارة، وفقاً لتقارير كشفت عنها «بلومبرغ».

Advertisements

وتسعى الإمارات إلى ترسيخ مكانتها مركزاً عالمياً للأعمال، مستفيدة من سياسات ضريبية منخفضة أو منعدمة على الدخل الشخصي، إلى جانب توظيف صندوقها السيادي البالغ 1.1 تريليون دولار لاستقطاب المصرفيين ومديري صناديق التحوط والمتخصصين في تكنولوجيا المعلومات.

في المقابل، شهدت مدن مثل لندن وباريس أداءً أضعف نتيجة تشديد السياسات المالية واعتماد موازنات تركز على دعم المتقاعدين، بينما أصبحت دبي والإمارات أكثر جذباً للعائلات الثرية والمهارات العالمية، خاصة مع تركيزها على جودة الحياة والبنية التحتية المتقدمة.

ووفقاً لـ«بلومبرغ»، قد يتطلب وقف نزيف الهجرة من الدول الغربية استخدام مزيج من الحوافز والعقوبات، عبر استثمار نقاط القوة القائمة مثل الجامعات النخبوية ورأس المال الاستثماري، وإعادة النظر في السياسات الضريبية والإنفاق الاجتماعي لدعم الأجيال الشابة والحفاظ على الكفاءات الحيوية.

وكشفت تقارير «بلومبرغ» أن النخب الثرية في الدول الغربية تتجه بشكل متزايد نحو الإمارات وسويسرا، بعد أن تحولت هذه الدول إلى وجهات مفضلة للأثرياء بفضل حوافز ضريبية كبيرة تستهدف ذوي الدخل المرتفع على وجه الخصوص.

وقد بدأت بنوك وصناديق تحوط كبرى مثل MAN Group وOAK Hill Advisors، المرتبطة تقليدياً بالمراكز المالية العريقة، بالانتقال إلى الإمارات، حيث يسهم الصندوق السيادي في دعم هذا التحول الكبير.

بحلول عام 2026، قد تتحول الهجرة إلى أزمة حقيقية للمجتمعات الغربية المتقدمة التي تعاني من الشيخوخة؛ ففي المملكة المتحدة وحدها تقدر هيئة الإحصاء الوطنية البريطانية أن نحو 110 آلاف بريطاني تتراوح أعمارهم بين 16 و34 عاماً غادروا البلاد خلال عام واحد انتهى في مارس الماضي.

ويشير ليونيل لوران، كاتب العمود في «بلومبرغ»: «لم أعد أستطيع حصر عدد الأصدقاء العاملين في سن الإنتاج الذين غادروا المملكة المتحدة أو فرنسا إلى الإمارات أو سويسرا بحثاً عن ضرائب أكثر قابلية للتنبؤ ـ أي أقل».

أخبار متعلقة :