ابوظبي - ياسر ابراهيم - الأحد 28 ديسمبر 2025 12:06 صباحاً - تتقدم الأسواق العالمية نحو نهاية العام على وقع مكاسب في وول ستريت، إذ عززت المؤشرات الأمريكية أداءها في أسبوع تداول قصير، مدفوعة بتحسن شهية المخاطرة وعودة التدفقات إلى الأسهم القيادية، في وقت يترقب فيه المستثمرون ما إذا كان «رالي سانتا كلوز» سيجد طريقه إلى الأسواق هذا العام.
تتباين الصورة خارج الولايات المتحدة، إذ تعكس الأسواق الأوروبية حالة من الحذر والترقب وسط ضبابية السياسة النقدية وتداخل العوامل الجيوسياسية، بينما تحافظ الأسواق الآسيوية، وعلى رأسها اليابان، على زخم إيجابي بدعم من مكاسب قوية في مؤشر نيكاي مع اقتراب إغلاق دفاتر العام.
تتوازى حركة الأسهم مع أداء لافت في أسواق السلع، حيث يستقر النفط عند مستويات محدودة التقلب، بينما يلمع الذهب مدعوماً بتوقعات التيسير النقدي، وتراجع عوائد الفائدة، في إشارة إلى إعادة تموضع استثماري، تمزج بين البحث عن العائد والتحوط من المخاطر.
مكاسب في وول ستريت
سجلت المؤشرات الأمريكية مكاسب أسبوعية، خلال تعاملات الأسبوع الرابع من ديسمبر (أسبوع تداول قصير نظراً للعطلات)، في وقت تتحول فيه أنظار المستثمرين إلى ما يعرف تاريخياً بـ«رالي سانتا كلوز».
ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي خلال الأسبوع بنحو
1.20 %، مضيفاً أكثر من 576 نقطة، ليغلق عند مستوى 48,710 نقطة. جاء الأداء مدعوماً بعمليات شراء انتقائية مع اقتراب نهاية العام، في ظل سعي مديري المحافظ إلى تحسين المراكز وإعادة التوازن.
أما مؤشر S&P 500 الأوسع نطاقاً فنجح في تحقيق مكاسب أسبوعية بلغت 1.40 %، ليواصل التداول قرب مستوياته القياسية عند حدود 6,930 نقطة، كما صعد مؤشر ناسداك المركب، الذي تهيمن عليه أسهم التكنولوجيا، بنحو 1.22 % خلال الأسبوع، ليغلق عند مستوى 23,593 نقطة.
يأتي هذا الأداء الإيجابي في وقت تترقب فيه الأسواق ما إذا كان «رالي سانتا كلوز» سيتحقق هذا العام، وهو النمط الموسمي الذي غالباً ما تشهد خلاله الأسهم الأمريكية مكاسب في الأيام الأخيرة من ديسمبر وبدايات يناير.
تاريخياً ارتبط هذا الرالي بعمليات إعادة التموضع، وتحسن المعنويات، إلا أن المستثمرين هذا العام يتعاملون بحذر أكبر، في ظل بيئة عالمية تتسم بعدم اليقين الجيوسياسي، وتباطؤ النمو في بعض الاقتصادات الكبرى.
وتتجه الأنظار بقوة إلى العام المقبل، حيث تبقى أسعار الفائدة العامل الحاسم في تسعير الأصول.
في الوقت نفسه يحتل الذكاء الاصطناعي موقع القلب في نقاشات المستثمرين، فبينما تراهن الأسواق على أن هذه التكنولوجيا ستقود موجة نمو جديدة، وتعيد تشكيل نماذج الأعمال والإنتاجية، تزداد التساؤلات حول ما إذا كانت التقييمات الحالية تعكس بالفعل القيمة الحقيقية أم أنها تسعير مسبق لسيناريوهات متفائلة للغاية، وتبقى أرباح الشركات، وقدرتها على تحويل الاستثمار في الذكاء الاصطناعي إلى عوائد ملموسة، الفيصل في حسم هذا الجدل.
أداء متباين في أوروبا
فيما أنهت الأسهم الأوروبية تعاملات الأسبوع على أداء متباين، عاكساً حالة من الترقب والحذر، التي تسيطر على المستثمرين مع اقتراب نهاية العام، في ظل تباين المعطيات الاقتصادية، واستمرار الغموض بشأن المسار المقبل للسياسة النقدية في منطقة اليورو وبريطانيا، إلى جانب تأثيرات العوامل الجيوسياسية والرهانات المرتفعة على قطاعات بعينها، وعلى رأسها التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.
وسجل مؤشر ستوكس 600 الأوروبي ارتفاعاً طفيفاً بنحو 0.20 %، ليغلق عند مستوى 588.7 نقطة.
وفي ألمانيا حقق مؤشر داكس مكاسب أسبوعية بنحو
0.21 %، منهياً التعاملات عند مستوى 24,340.06 نقاط.
في المقابل، أنهى مؤشر كاك الفرنسي الأسبوع على تراجع بنحو 0.59 %، مغلقاً عند مستوى 8,103.58 نقطة.
أما في لندن فقد أغلق مؤشر فوتسي 100 البريطاني منخفضاً بنحو 0.27 % خلال الأسبوع، مختتماً التعاملات الأسبوعية عند مستوى 9,870.68 نقطة.
ومن الأسواق الأوروبية إلى الأسواق الآسيوية فقد سجل مؤشر نيكاي الياباني مكاسب أسبوعية بنسبة 2.51 % تقريباً منهياً التعاملات عند 50,750.39 نقطة في الختام، وذلك مقارنة مع 49,507.21 نقطة الأسبوع الماضي.
النفط يستقر
وفي أسواق السلع، وفي خط متوازٍ مع ترقب الأسواق لتداعيات التصعيد الأمريكي ضد فنزويلا والسيناريوهات التالية سجلت أسعار النفط أداء مستقراً نسبياً، خلال الأسبوع.
صعدت العقود الآجلة لخام برنت بنحو 0.2 % إلى 60.64 دولاراً للبرميل عند تسوية تعاملات الجمعة 26 ديسمبر، مقارنة مع 60.47 دولاراً للبرميل بنهاية الأسبوع الماضي.
كما صعدت العقود الآجلة للخام الأمريكي بنحو 0.14 % إلى 56.74 دولاراً للبرميل، مقارنة مع 56.66 دولاراً للبرميل بنهاية الأسبوع الماضي.
الذهب يلمع
كما سجل الذهب أداء قوياً خلال الأسبوع، مدعوماً بتوقعات السياسة النقدية، إذ ارتفعت العقود الآجلة للذهب بنحو 3.77 % خلال الأسبوع، فيما صعدت الأسعار في المعاملات الفورية بنحو 4.48 %، في إشارة إلى تنامي الطلب الاستثماري على المعدن الأصفر. جاء هذا الأداء في سياق أوسع من الصعود القوي للمعادن النفيسة، حيث قفزت أسعار الفضة في المعاملات الفورية بنحو 17.83 %، مستفيدة من مزيج من العوامل الاستثمارية والصناعية.
يعكس هذا الزخم استفادة الذهب المباشرة من بيئة أسعار الفائدة المنخفضة، في ظل تزايد التوقعات باتجاه مزيد من التيسير النقدي من جانب الاحتياطي الفيدرالي خلال العام المقبل، فعندما تتراجع أسعار الفائدة تنخفض تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب، كونه أصلاً لا يدر عائداً، ما يعزز جاذبيته مقارنة بالسندات والأدوات ذات الدخل الثابت.
أخبار متعلقة :