ابوظبي - ياسر ابراهيم - الأحد 28 ديسمبر 2025 12:06 صباحاً - في ظل تسارع الاعتماد العالمي على الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة، تكشف الإمارات عن معادلة مختلفة في سوق العمل: المهارات البشرية تبقى اللاعب الأهم في تشكيل مستقبل الوظائف.
وأظهر تقرير «استطلاع نبض المهارات في الإمارات 2025» الصادر عن مؤسسة عبدالله الغرير أن 6 من كل 10 مهارات مطلوبة لدى أصحاب العمل في الدولة هي مهارات بشرية، أبرزها: التواصل، القيادة، حل المشكلات، التفكير النقدي، العمل الجماعي، والقدرة على التكيف.
يعد التقرير أول تحليل وطني يرصد تطور المواهب في الإمارات في اقتصاد قائم على الذكاء الاصطناعي ويركز على الاستدامة، وتم إنجازه بالشراكة مع شركة «كورنرستون» العالمية، وبدعم منصة «مسار الغرير» الوطنية لمعلومات المسارات الوظيفية.
البيانات، المدعومة بمنصة «سكاي هايف»، تشير إلى أن 59 % من المهارات المطلوبة في سوق العمل الإماراتي هي بشرية، مقابل 41 % تقنية، ما يعكس رؤية إماراتية تعتبر التكنولوجيا أداة تمكين، بينما يظل الإنسان محور التنمية.
وتؤكد الدكتورة سونيا بن جعفر، الرئيسة التنفيذية لمؤسسة عبدالله الغرير، أن التكنولوجيا وحدها لا تكفي، بل الإنسان هو العنصر الحاسم، وأن قدراته القائمة على التكيف ووضوح الهدف تمثل ميزة تنافسية للدولة.
حيث أظهر التقرير نمواً لافتاً في عدد الشهادات المعتمدة في الذكاء الاصطناعي بنسبة 483 % خلال عامين، بينما يبقى الاهتمام بمهارات الاستدامة ضعيفاً (2.1 % فقط من الباحثين عن عمل). كما أظهرت البيانات أن أصحاب العمل يركزون على مهارات التواصل والتحليل بمعدل يفوق ما يمتلكه الجيل زد بنسبة 2.5 ضعف، ما يشير إلى فجوة في إبراز هذه المهارات.
ويدعم التقرير منصة «مسار الغرير» التي تربط نحو 45 ألف شاب إماراتي بفرص عمل قائمة على المهارات، وتوجههم نحو مسارات تدريبية لتعزيز قابليتهم للتوظيف في القطاعات المستقبلية، موائمة بيانات التعليم والتدريب مع أولويات الاقتصاد الوطني.
ويشير الدكتور يوسف العساف، رئيس جامعة روشستر للتكنولوجيا بدبي إلى أن سوق العمل لا يحكمه الذكاء الاصطناعي وحده، بل قدرة الإنسان على توظيفه بذكاء. بينما يؤكد البروفيسور سعيد خلفان الظاهري، مدير مركز الدراسات المستقبلية في جامعة دبي أن التركيز المفرط على المهارات التقنية دون تنمية المهارات البشرية يخلق فجوة بين مخرجات التعليم واحتياجات السوق، داعياً الجامعات لدمج التواصل والعمل الجماعي والتفكير التحليلي ضمن المناهج إلى جانب تدريس الذكاء الاصطناعي.
من جانبه، يرى محمد باقر، نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة «جي أم جي» أن المهارات التقنية يمكن اكتسابها بسرعة، بينما المهارات البشرية تتطلب وقتاً وخبرة، مؤكداً أن سوق الإمارات غني بالفرص لمن يمتلك المهارات المناسبة، ما يجعل الاستعداد للمستقبل ضرورة للمحترفين.
المهارات تشمل التواصل والقيادة وحل المشكلات والتفكير النقدي والعمل الجماعي والقدرة على التكيف
