الدوحة - سيف الحموري - أكد المهندس صالح حمد العبدالله المتخصص في الهندسة الميكانيكية والمبتكر في النادي العلمي القطري أنه يعمل حالياً على تطوير مشروع ابتكاري يحمل اسم «واصل»، وهو عبارة عن روبوت توصيل ذاتي القيادة صمم خصيصا لتوصيل الطلبات من المراكز التجارية والمطاعم إلى المنازل.
وأوضح العبدالله أن الروبوت الجديد يمثل الجيل الثاني من «واصل»، حيث تم تطوير نسخة أولى منه خلال العام الماضي، في حين شهد العام الحالي تحسينات نوعية في التصميم والبرمجة والاستجابة الذكية للطريق. وقال: واصل لم يعد مجرد نموذج أولي، بل أصبح منظومة توصيل ذكية متكاملة يتم اختبارها حالياً لتحديد كفاءتها في التنقل والتوصيل وفق العنوان المدخل بدقة عالية.
وقال المهندس العبدالله إن الروبوت مصمم على هيئة سيارة صغيرة ذاتية القيادة تسير على الأرصفة، وهو مزود بنظام خرائط ونعمل حاليا على ادخال خوارزميات معينة لضمان الدقة في أداء المهام، وأضاف: الروبوت مزود بإمكانية التحكم به في أي مكان داخل البلاد وذلك باستخدام أبراج الاتصالات، ما يتيح التدخل البشري للتحكم به في حال واجه الروبوت أي تحديات أو عراقيل أثناء سيره، حيث يتم التدخل الفوري لتوجيهه وتجاوز العقبة.
وبين العبدالله أن الروبوت واصل يضم صندوق شحن بحجم 50×50 سنتيمترا، مخصصا لحفظ وتسليم الطلبات بأمان، ولا يمكن فتحه يدويا. حيث يُفتح الصندوق تلقائيا فقط بعد أن يتعرف الروبوت على صاحب الطلب باستخدام نظام كاميرات ذكية، ويحتوي الروبوت على كاميرا أمامية وأخرى خلفية، بالإضافة إلى كاميرا ذات زاوية رؤية 360 درجة تتيح له تقييم البيئة المحيطة والتحرك بدقة وفق اتجاه السير الصحيح. وأشار العبدالله إلى أن الروبوت مزود بميكروفون ومكبر صوت مدمجين، ما يتيح التواصل بين الجهة المصدرة للطلب وصاحب الطلب مباشرة، في حال الحاجة لمناقشة أي تفاصيل متعلقة بالتوصيل أو المنتجات، مما يعزز من جودة الخدمة وسرعتها.
وأكد العبدالله أن الفئة المستهدفة من هذا الابتكار هي شركات التوصيل العاملة في قطر، حيث يمكن لهذه الشركات دمج «واصل» ضمن منظومتها اللوجستية، خاصة في المناطق السكنية والفرجان، حيث يسهل عليه التنقل والوصول بسرعة اكبر من المركبات التقليدية.
ولفت مبتكر المشروع إلى أن الروبوت يجمع بين السرعة والكفاءة، ويمكن أن يُحدث نقلة نوعية في طريقة التوصيل الحديثة، خصوصا في ظل التوسع العمراني والطلب المتزايد على خدمات التوصيل الذكية.
وفي ختام تصريحه، ثمّن المهندس العبدالله الدور الكبير الذي يقوم به النادي العلمي القطري في دعم المبتكرين والمخترعين، مشيرا إلى أن النادي يوفر بيئة حاضنة ومتكاملة تشمل المكاتب والأدوات التقنية والدعم اللوجستي، مما يتيح للمخترعين تطوير مشاريعهم وتحويل أفكارهم إلى نماذج واقعية قابلة للتطبيق.
ويعد مشروع «واصل» أحد النماذج الملهمة التي تجسد طموح الشباب القطري في المساهمة الفاعلة في تطوير حلول تكنولوجية مبتكرة، تدعم الاقتصاد الرقمي وتواكب التحول الذكي الذي تشهده الدولة في مختلف القطاعات.
