الارشيف / حال قطر

أكد الاحتفاظ بحقها المشروع في الرد.. رئيس الوزراء: قطر بقيادة صاحب السمو ستواصل دورها الإنساني والدبلوماسي دون تردد

أكد الاحتفاظ بحقها المشروع في الرد.. رئيس الوزراء: قطر بقيادة صاحب السمو ستواصل دورها الإنساني والدبلوماسي دون تردد

الدوحة - سيف الحموري - نحن دعاة سلام.. لا دعاة حرب وقد اخترنا السلام منهجا
إسرائيل بقيادة المتطرفين تجاوزت جميع الحدود التي تفرضها الأعراف الدولية
قادة إسرائيل الحاليون مصابون بالغرور وسكرة القوة لأنهم ضمنوا الإفلات من العقاب 
الاعتداء على أرضنا خلال انشغالنا بالوساطة يكشف نوايا إسرائيل المبيتة لإجهاض أي مسعى للسلام

 

أكد معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، أن دولة قطر بقيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى ستواصل دورها الإنساني والدبلوماسي دون تردد أينما كان، مشددا على أن قطر لن تتهاون مع أي مساس بأمنها وسيادتها وتحتفظ بحقها المشروع في الرد عبر الوسائل التي يكفلها القانون الدولي. وقال رئيس مجلس الوزراء، خلال الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن الدولي لبحث الهجوم الإسرائيلي على قطر الذي انعقد الليلة الماضية إن دولة قطر تقدر وتثمن جهود مجلس الأمن وأعضائه وصولا إلى اعتماد البيان الصحفي أمس وتقدر التضامن مع قطر الذي أبداه أعضاء المجلس في بياناتهم في هذه الجلسة بعد الهجوم الإسرائيلي الغادر في الدوحة في 9 سبتمبر الجاري الذي أدانه البيان الصحفي.

وأضاف معاليه «نخاطب مجلس الأمن اليوم على إثر تصعيد بالغ الخطورة يعد تهديدا للسلم والأمن الإقليميين ومن ثم فهو يقع في صميم ولاية المجلس بموجب ميثاق الأمم المتحدة حيث استهدف هجوم إسرائيلي غادر عصر يوم الثلاثاء الماضي أحد المقرات السكنية المخصصة من قبل دولة قطر لسكن الوفود التفاوضية ضمن سلسلة الوساطات المتعددة التي تقوم بها قطر وهي مبان يقيم فيها أعضاء وموظفو الوفد التفاوضي لحركة حماس وعائلاتهم بشكل علني ومعروف لكل المعنيين بالوساطة بل والإعلاميين والدبلوماسيين الذين عقدوا لقاءات مع أعضاء الوفد فيه».
وتابع بالقول «بعد مباشرة الجهات الأمنية إجراءات الاستدلال الفني والتحقق من هويات الأشخاص الذين أصيبوا بالقصف الإسرائيلي تبين أنه أدى إلى سقوط عدد من الضحايا وكان منهم الشهيد المواطن القطري الوكيل عريف بدر سعد محمد الحميدي الدوسري الذي كان يبلغ من العمر 22 عاما والذي استشهد أثناء أداء واجبه، إضافة إلى إصابة عدد من المدنيين ومنتسبي قوات الأمن الداخلية القطرية المنوط بهم حماية المجمع بإصابات تتفاوت من متوسطة إلى بليغة وجميعهم يتلقون الرعاية الطبية حاليا»، مضيفا أنه «تتواصل إجراءات الاستدلال وجمع المعلومات والتعرف على باقي المفقودين في الموقع وهذا بالإضافة إلى ما حدث من ترويع للآمنين من المدنيين والأطفال في حي سكني مليء بالمدارس ودور الحضانة والبعثات الدبلوماسية».
وأكد رئيس مجلس الوزراء أن «ما حدث يمثل انتهاكاً سافراً لسيادة دولة ذات عضوية كاملة في الأمم المتحدة قامت به قيادة متطرفة بعيدة كل البعد عن سلوك الدول المتحضرة المؤمنة بالسلام»، مضيفا أن «انتهاك سيادة دولة تبذل جهوداً حثيثة من أجل وقف إطلاق النار وإنقاذ الأرواح يضع النظام الدولي برمته أمام اختبار حقيقي، لقد تجاوزت إسرائيل بقيادة المتطرفين المتعطشين للدماء جميع الحدود التي تفرضها الأعراف والقوانين الدولية بل حتى أبسط الأصول الأخلاقية في التعامل ليس مع الدول بل حتى بين البشر، ولم يعد ممكن التنبؤ بما يمكن أن تفعله».
وتساءل معاليه «كيف يزورنا مسؤولون إسرائيليون للتفاوض ونستضيفهم على أرضنا وقيادتهم تخطط لقصفها بعد أيام ويقصفونها فعلا، هل سمعتم عن دولة تهاجم دولة الوساطة بطائرات حربية مقاتلة وتعمل خلال العملية التفاوضية على تصفية أعضاء الوفود التي تفاوضها في مقر اجتماعاتهم، ومن ثم يخرج رئيس وزرائها بتبريرات مشينة ومقارنات مغلوطة يحاول فيها شرعنة فعلته التي أدانها العالم أجمع، بينما كان ينبغي للسيد رئيس الوزراء استذكار نموذج طالبان التي كان لها مكتب سياسي في الدوحة كقناة للتواصل وأثمرت هذه القناة للتوصل إلى اتفاق إحلال السلام في أفغانستان الذي أفضى إلى إنهاء الحرب بعد عقود مريرة ولم تقدم الولايات المتحدة خلال فترة تفاوضها على استهداف مفاوضيها على مر كل هذه السنين، بل على العكس شهد العالم نجاح بلادي بالشراكة مع الولايات المتحدة الأمريكية برئاسة الرئيس دونالد ترامب في إنهاء أطول حرب في تاريخ الولايات المتحدة في عام 2020».
واستكمل رئيس مجلس الوزراء قائلا «هذا هو نهجنا الذي يستهدفه رئيس الوزراء الإسرائيلي والذي يحاول تشويهه عبر تبريرات رخيصة للتكسب العاطفي»، معتبرا أن «هذه الانتهاكات المتواصلة للقانون الدولي وهذه التصرفات التي لا تعرف الأصول في التعامل بين البشر لا تثبت إلا شيئا واحدا، وهو أن قادة إسرائيل الحاليون مصابون بالغرور وسكرة القوة، لأنهم ضمنوا الإفلات من العقاب والمساءلة، ففضلا عن الإبادة الجماعية في غزة والكارثة الإنسانية غير المسبوقة في القطاع والتي لم يتخذ المجتمع الدولي حيالها إجراء رادعا ها هي أياديهم المخربة تطال دولا ذات سيادة وتعبث بأمن المنطقة بلا حسيب أو رقيب».
وأكد معاليه خلال كلمته أن»الغطرسة وصلت إلى حد المجاهرة ليس فقط بأوهام إعادة تشكيل المنطقة بالقوة بل أيضا بدوافع غيبية وأفكار أصولية تحرك متطرفي الحكومة الإسرائيلية الحالية كما يقولون علانية لجماهيرهم ظنا منهم أن أحدا لا يسمع ما يقولونه سوى حشودهم».
 واستكمل بالقول «من نافل القول إن دول المنطقة وشعوبها لا يمكن أن تقبل بهذا السلوك والخطاب المرافق له، نحن نؤمن إيمانا كاملا بالوساطة وحل النزاعات بالطرق السلمية ويحظى دور قطر هذا بتقدير إقليمي وعالمي وقد أكدت تجربتنا أن الوساطة القطرية بالشراكة مع جمهورية مصر العربية الشقيقة والولايات المتحدة الأمريكية بما حققت من نتائج ملموسة في الإفراج عن 148 رهيئة من الإسرائيليين والأجانب والمئات من الأسرى الفلسطينيين وإيصال المساعدات الإنسانية لأهل غزة كانت بارقة الأمل النادرة في هذا النزاع الدامي».
واعتبر الشيخ محمد بن عبدالرحمن أن «الاعتداء على أرضنا خلال انشغالنا بالوساطة كشف بوضوح عن نوايا إسرائيل المبيتة لإجهاض أي مسعى نحو السلام وإطالة أمد المعاناة الإنسانية للشعب الفلسطيني الشقيق الذي يتعرض لحجم من المعاناة تعجز الكلمات عن وصفه، كما يكشف بأن المتطرفين الذين يحكمون إسرائيل اليوم لا يأبهون بحياة الرهائن وأن تحريرهم ليس أولوية لديهم وإلا فكيف يفسر اختيار توقيت ومكان الهجوم في الوقت الذي كانت فيه المفاوضات تعقد لمناقشة وقف اطلاق النار وفق المقترح الأمريكي الأخير، ولقد اجتمع الوفد التفاوضي لحركة حماس لمناقشة الرد على الورقة الأمريكية فقصفت إسرائيل هذا الاجتماع».
وطالب معاليه مجلس الأمن بتحمل «مسؤوليته التاريخية»، معتبرا أن «الصمت أمام فرض شريعة الغاب واستهداف دولة ذات سيادة في وضح النهار يقوض قواعد العمل الدولي ويهدد مستقبل أي عملية سلام في المنطقة».
 وشدد على أن «استمرار هذه الاعتداءات لا يستهدف قطر وحدها بل هو تهديد صريح باستهداف كل دولة تعمل على إحلال السلام مما يزعزع الثقة بالمنظومة الأممية ذاتها»، مضيفا أن «دولة قطر بقيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى تؤكد على أنها ستواصل دورها الإنساني والدبلوماسي دون تردد أينما كان هذا الدور طريقا نحو حقن الدماء، لكنها في الوقت ذاته لن تتهاون إزاء أي مَسّ بسيادتها وأمنها وتحتفظ بحقها المشروع في الرد عبر الوسائل التي يكفلها القانون الدولي».
وقال رئيس مجلس الوزراء «نحن في قطر دعاة سلام لا دعاة حرب وقد اخترنا السلام منهجاً ولن يردعنا عنه دعاة الحرب والدمار «، مضيفا «نضع أمام مجلس الأمن هذه الحقائق ونذكركم وإن كان معرض حديثنا عن الهجوم على دولة قطر بأننا اليوم نناقش اعتداء على كل المساعي الدبلوماسية للوصول إلى الحلول السلمية وأن الطريق الوحيد للسلام يمر عبر المفاوضات ويبدأ بوقف إطلاق النار وإطلاق سراح جميع الرهائن والأسرى والدخول غير المشروط للمساعدات الإنسانية لقطاع غزة ورفع الحصار عنها».
واختتم معاليه كلمته قائلا «اسمحوا لي نيابةً عن كل محبي السلام في العالم أن أكون متفائلاً يجب ألا نستسلم لغطرسة المتطرفين وأن نستمر في السعي نحو سلام دائم عنوانه حل الدولتين من خلال إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة على ترابها الوطني وفق قرارات الشرعية الدولية، دولتين وشعبين متعايشين بسلام، ولن يتحقق ذلك إلا من خلال شركاء يؤمنون بهذه المبادئ».

Advertisements