الدوحة - سيف الحموري - أكدت مؤسسة الرعاية الصحية الأولية أن الاحتفال باليوم العالمي للقلب، والذي يصادف في التاسع والعشرين من سبتمبر سنوياً يحمل رسالة إنسانية وصحية موحدة: هي الحفاظ على القلب وحمايته من الأمراض. ويأتي الاحتفال هذا العام 2025 تحت شعار «لا تفوّت نبضة» في تذكير لنا جميعاً بأن كل نبضة قلب هي فرصة للحياة، وأن إهمال صحتنا قد يعني خسارة ما لا يمكن تعويضه. وقالت المؤسسة في بيان أمس: إن أمراض القلب والأوعية الدموية تعد من أبرز أسباب الوفاة على مستوى العالم، ولا تقتصر على كبار السن فقط، بل باتت تمتد لتصيب الفئات العمرية الأصغر بسبب أنماط الحياة غير الصحية. 
ولفتت إلى أن رغم التقدم الكبير في الخدمات الصحية والبنية التحتية الطبية في قطر، ما زالت أمراض القلب من أكثر التحديات الصحية شيوعاً. 
وقال الدكتور محمد العتيبي، استشاري طب الأسرة في مركز لعبيب الصحي التابع لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية، إن أمراض القلب لا تأتي فجأة، بل تتشكل عبر سنوات من العادات غير الصحية. 
وأضاف: إن من أبرز عوامل الخطورة التدخين الذي يضاعف احتمالية الإصابة بأمراض الشرايين، وتعمل قطر على خفض معدلاته بين الشباب عبر تشديد قوانين بيع التبغ وتنفيذ حملات توعوية في المدارس والجامعات. كما أن السمنة وزيادة الوزن تمثل تحدياً آخر. 
وأشار إلى ضرورة المواظبة على الفحوص الدورية لضغط الدم والكوليسترول ومستوى السكر في الدم عبر عيادات الفحص الدوري المتوفرة في جميع المراكز الصحية التابعة لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية، وممارسة النشاط البدني المنتظم مثل المشي نصف ساعة يومياً لتحسين الدورة الدموية وتقوية القلب. 
وأضاف: إن اعتماد التغذية الصحية والابتعاد عن الوجبات السريعة يمثلان خطوة مهمة، في حين تظل عيادات الإقلاع عن التدخين، البالغ عددها 16 عيادة موزعة على المراكز الصحية وتديرها كوادر متخصصة، أداة فعالة لمساعدة المدخنين على ترك هذه العادة الضارة، إضافة إلى وجود عيادات مماثلة في مؤسسة حمد الطبية. كما يشدد الدكتور على أهمية إدارة التوتر والضغط النفسي عبر ممارسة أنشطة الاسترخاء أو قضاء وقت مع العائلة في الأماكن المفتوحة، وهي ثقافة متنامية في المجتمع القطري. 
وشدد على أن المرضى المصابين بالسكري أو ارتفاع ضغط الدم مطالبون بالعلاج الطبي والمتابعة المنتظمة، لأن إهمال الأدوية قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة على القلب.
وأكد الدكتور العتيبي أن قطر تسير بخطى واضحة لتعزيز الصحة العامة، فقد أطلقت إستراتيجية وطنية للأمراض المزمنة، ووفرت أحدث المراكز الطبية لعلاج أمراض القلب، كما تم افتتاح عدة عيادات للقلب في المراكز الصحية لتسهيل الوصول إلى الخدمة. وإلى جانب ذلك، تنظم الدولة فعاليات مجتمعية مثل اليوم الرياضي للدولة الذي يشجع على جعل الرياضة جزءاً أساسياً من أسلوب الحياة اليومي.