حال قطر

مدير إدارة الصمود والمخاطر بالأمن السيبراني : المناورة السيبرانية منصة حيوية لتعزيز الجاهزية الوطنية والعربية في مواجهة الهجمات العابرة للحدود

مدير إدارة الصمود والمخاطر بالأمن السيبراني : المناورة السيبرانية منصة حيوية لتعزيز الجاهزية الوطنية والعربية في مواجهة الهجمات العابرة للحدود

الدوحة - سيف الحموري - تتصدر المناورة السيبرانية الوطنية، التي تنظمها الوكالة الوطنية للأمن السيبراني، مشهد الاستعدادات المحلية والعربية لمواجهة التهديدات الرقمية المتزايدة، مع إعلان انطلاق نسختها الـ 12 في 16 نوفمبر المقبل، تحت شعار "هجمات عابرة للحدود"، بمشاركة جهات ومؤسسات وطنية وعربية، في تمرين يحاكي التحديات الواقعية التي تواجه البنى التحتية الرقمية الحيوية.

وفي هذا الإطار، أكد السيد محمد مرشد المناعي مدير إدارة الصمود والمخاطر والتأمين السيبراني في الوكالة الوطنية للأمن السيبراني، أن المناورة تمثل منصة حيوية مهمة لاختبار الجاهزية السيبرانية للدولة على المستويين القطاعي والمؤسسي، وتعكس تحولا نوعيا في آليات قياس الامتثال الوطني لمختلف الأطر التنظيمية والتشريعية، في ظل بيئة تهديدات سيبرانية تتطور بوتيرة متسارعة.

وقال المناعي في حوار خاص لوكالة الأنباء القطرية "قنا": "إن اختيار شعار (هجمات عابرة للحدود) جاء انعكاسا للواقع الجيوسياسي الراهن، والذي تتشابك فيه التهديدات الرقمية مع صراعات المصالح والنفوذ"، موضحا أن الهجمات السيبرانية باتت تنفذها اليوم جهات منظمة وممولة، قادرة على التسلل إلى الأنظمة والبقاء فيها لأشهر دون اكتشاف، ما يخلق واقعا أمنيا جديدا يتطلب استعدادا نوعيا ووعيا استباقيا.

وأشار إلى أن المناورة السيبرانية تستند إلى سيناريوهات فنية متقدمة، صممت لاختبار قدرة المؤسسات على الاستجابة الفعلية للهجمات، ومدى امتثالها لأطر وطنية متعددة، مثل قانون حماية خصوصية البيانات، وإطار إدارة الحوادث السيبرانية، وسياسة تصنيف البيانات، والإطار المؤسسي لإدارة الأزمات السيبرانية، إذ يتم دمج هذه السياسات ضمن بيئة المحاكاة، لتعكس متطلبات الامتثال في حالات الأزمات السيبرانية.

وكشف أن عدد الجهات المشاركة في المناورة لهذا العام يتجاوز 160 جهة محلية، تمثل أكثر من عشرة قطاعات حيوية، منها قطاعات المال، والطاقة، والخدمات الحكومية، والاتصالات، وغيرها، ما يؤكد تنامي الوعي المؤسسي بأهمية هذا التمرين كأداة قياس وتطوير.

وبين مدير إدارة الصمود والمخاطر والتأمين السيبراني بالوكالة الوطنية للأمن السيبراني، أن هذه النسخة ستشهد توسعا غير مسبوق على المستوى الإقليمي، وذلك من خلال استضافة دولة قطر أول تمرين عربي مشترك للأمن السيبراني، وذلك ضمن مبادراتها في مجلس وزراء العرب للأمن السيبراني تحت مظلة جامعة الدول العربية، في إطار توجه استراتيجي لتعزيز الأمن السيبراني العربي المشترك.

ولفت إلى أن مشاركة الدول العربية في النسخة الـ12 من المناورة، يأتي بعد النجاح الذي حققه التمرين الخليجي السيبراني في النسخة السابقة، موضحا أن تصميم السيناريو العربي هذا العام يأخذ في الاعتبار خصوصية أنظمة العمل في المؤسسات السيبرانية الرسمية في كل دولة، ويعكس كذلك طبيعة التهديدات العابرة للحدود التي تستهدف البنية الرقمية للمنطقة برمتها.

وقال المناعي: "إن المناورة السيبرانية ليست مجرد تمرين نظري، بل تعتبر من أهم أدوات تقييم الوعي السيبراني المؤسسي، حيث سبق وأن كشفت نسخة العام الماضي عن بعض الفجوات في الجاهزية عند الانتقال إلى الحوسبة السحابية، ما دفع الوكالة الوطنية للأمن السيبراني لتطوير بعض السياسات التنظيمية بهذا الإطار"، منوها بأن المخرجات التي يتم جمعها عبر المناورة السيبرانية تستخدم مباشرة لتحديث السياسات الوطنية، ورفع الكفاءة العامة لمنظومة الأمن السيبراني في الدولة.

وأضاف أن "المناورة السيبرانية تنقسم إلى ثلاث فعاليات رئيسية، الأولى مخصصة للجهات والمؤسسات الوطنية ومزودي الخدمات، والثانية تتمثل في التمرين العربي المشترك، والثالثة هي مسابقة (التقاط العلم) الموجهة إلى طلاب الجامعات، والتي تهدف إلى تنمية قدراتهم التقنية وربطها بواقع سوق العمل السيبراني، من خلال التعامل مع تحديات هجومية ودفاعية، تحاكي بيئة الأمن الرقمي الحقيقية".

وفي سياق متصل، أكد المناعي أن الاستعدادات الميدانية للمناورة السيبرانية ستبدأ قبل انطلاقها بحوالي أسبوعين، وذلك من خلال ورش تعريفية ستنظمها الوكالة الوطنية للأمن السيبراني للمشاركين، يتم خلالها تقديم نظرة شاملة عن بيئة التمرين والسيناريوهات المطروحة، بهدف تمكين الجهات المشاركة من التفاعل المسبق مع المناورة وضمان جاهزيتها، وتعزيز الاستفادة من السيناريوهات بوجه عام.

ولفت إلى أن الوكالة دعت المؤسسات والجهات المشاركة إلى إشراك فرق متعددة التخصصات في المناورة السيبرانية، بما يشمل فرق الأمن السيبراني، وإدارة المخاطر، والموارد البشرية وغيرها، بهدف تكريس استجابة مؤسسية متكاملة من المناورة.

وشدد على أن المناورة السيبرانية باتت تمثل مرجعية مهمة للجهات والمؤسسات الوطنية، كونها لا تقتصر على اختبار الجاهزية فحسب، وإنما تعتبر فرصة استثنائية لتقييم الأداء المؤسسي في بيئة تحاكي الواقع، لكشف الثغرات التنظيمية والتقنية قبل أن تتحول إلى أزمات حقيقية.

وأوضح أن حجم المشاركة الواسع بالمناورة السيبرانية لهذا العام، يعكس الثقة التي باتت تحظى بها المناورة كأداة وطنية وإقليمية استراتيجية، تتكامل فيها الأبعاد التقنية والتنظيمية والبشرية، بما يسهم في رفع مستوى الوعي السيبراني للدولة.

وبين السيد محمد مرشد المناعي مدير إدارة الصمود والمخاطر والتأمين السيبراني في الوكالة الوطنية للأمن السيبراني، في ختام حديثه لـ /قنا/، أن المؤسسات والجهات الوطنية أصبحت تسارع في التسجيل سنويا بالمناورة السيبرانية، نظرا لما تقدمه من قيمة حقيقية في اختبار السياسات التنظيمية، وتحسين الاستجابة، وتعزيز القدرة على احتواء مختلف التهديدات، منوها بأن الأمن السيبراني لم يعد مسؤولية تقنية فحسب، وإنما مسألة أوسع تتطلب تكاملا مؤسسيا.

إلى ذلك، تسعى الوكالة الوطنية للأمن السيبراني، عبر المناورات السيبرانية التي تنفذها سنويا، إلى تعزيز كفاءة الجهات والمؤسسات الوطنية ورفع مستوى جاهزيتها السيبرانية، من خلال تحديد مكامن الضعف والعمل على معالجتها وتحصينها، كما تقوم الوكالة بتقييم أداء جميع المشاركين وتحليل نتائجهم، وتقديم الدعم اللازم لهم، بما يسهم في ترسيخ منظومة أمن سيبراني وطنية متقدمة.

Advertisements

قد تقرأ أيضا