الدوحة - سيف الحموري - بدأ هواة البر حزم أمتعتهم وشدّ رحالهم لتدشين موسم التخييم 2025 في ربوع المناطق البرية، مستثمرين اعتدال الجو للترويح عن النفس واستنشاق نقاء الطبيعة والهواء العليل، بعيداً عن زحام المدينة وصخب الحياة اليومية.
وأكد عدد من المواطنين التزامهم بالشروط التي وضعتها الجهات المعنية للخروج بموسم التخييم دون مخالفات، تعزيزاً للحفاظ على البيئة والحياة الفطرية في الدولة، منوهين بضرورة تشديد العقوبة على المخالفين الذين يضربون بشروط التخييم عرض الحائط دون أدنى مسؤولية.
وأشادوا بدور وزارة البيئة والتغير المناخي في تسهيل آلية التسجيل، من خلال إتاحة الموقع الإلكتروني وتطبيق «بيئة»، منوهاً بتوزيع الأيام والمناطق بطريقة منظمة سهلت عملية التسجيل على المواطنين وضمان عدالة الفرص للجميع.
ويجب على المخيمين الالتزام بالآداب العامة وعدم إزعاج الآخرين والتعدي على راحتهم من خلال استخدام البعض لمكبرات الصوت والعبث بالسيارات أو الدراجات النارية بطريقة عشوائية قد تعرض المناطق العشبية للأذى وحياة المخيمين للخطر.
جابر الكبيسي: توزيع الأيام والمناطق سهّل عملية التسجيل
أكد جابر الكبيسي، صاحب مخيم بحري في منطقة المرونة، أن مظاهر التخييم وأدواته شهدت تنوعاً وتطوراً كبيرين في السنوات الأخيرة، بما فيها تنوع أشكال الخيام وتعدد أنواعها ودخول الكبائن الفخمة والمجهزة بوسائل الراحلة الحديثة من طراز 5 نجوم على الخط.
وأوضح انخفاض أسعار مستلزمات التخييم بالخارج مقارنة بالداخل، ما حدا إلى شراء كثيرين هذه المستلزمات من السعودية والبحرين والإمارات، حيث اشترى أحد الشباب كبينة مجهزة من المملكة العربية السعودية بمبلغ 40 ألف ريال، لتوفير مبلغ 80 ألف ريال حيث يبلغ سعرها بنفس المواصفات داخل قطر نحو 120 ألف ريال، مشيرا إلى أن أسعار بعض الكبائن تصل إلى 200 ألف ريال.
وأضاف أن العديد من المخيمين ما زال يفضل الخيام لأنها خفيفة الوزن وسهلة الحمل وتوفر دفئاً في الليالي الباردة كما أن مستواها قريب من سطح الأرض وتحاكي بساطة حياة الآباء والأجداد، بما تمثله من موروث شعبي، بينما اختار آخرون البيوت المتنقلة «الكبائن» المجهزة بأحدث وسائل الترفيه خاصة أن بعضهم يقبل على التخييم لمدة شهر أو شهرين متتاليين، وأحياناً طوال أيام الموسم من كل عام.
وأشاد الكبيسي بدور وزارة البيئة والتغير المناخي في تسهيل آلية التسجيل، من خلال إتاحة الموقع الإلكتروني وتطبيق «بيئة»، منوهاً بتوزيع الأيام والمناطق بطريقة منظمة سهلت عملية التسجيل على المواطنين وضمان عدالة الفرص للجميع.
ودعا المخيمين إلى الالتزام بالآداب العامة وعدم إزعاج الآخرين والتعدي على راحتهم من خلال استخدام البعض لمكبرات الصوت والعبث بالسيارات أو الدراجات النارية بطريقة عشوائية قد تعرض المناطق العشبية للأذى وحياة المخيمين للخطر.
خليفة تيمور: منع الممارسات الخاطئة المرتبطة بموسم التخييم
قال خليفة تيمور أحد أصحاب المخيمات، إن التخييم تقليد سنوى لدى القطريين ويختلف بحسب الشخص أو العائلة، فالبعض يذهب إلى التخييم ويعود يومياً، وبعضهم الآخر يخيم آخر الأسبوع فقط، فيما يقبل بعض المواطنين على التخييم لمدة شهر أو شهرين متتاليين، سواء كان ذلك في المناطق البرية أو البحرية.
وأشار إلى ارتفاع تكاليف التخييم ومستلزماته في ظل استغلال التجار للموسم ودخول شركات التجهيزات على الخط وزيادة الإقبال على موسم التخييم من قبل المواطنين، لافتاً إلى اتجاه العديد من المواطنين إلى استخدام الكبائن للتخييم لما تتضمنه من تجهيزات كما تقي الأهل والأطفال وكبار السن من البرد أو الحرارة، وكذلك من الغبار والأتربة والأمطار.
وأكد أن مناطق العنة في سيلين بما فيها المخيمات الحديثة أصبحت تجذب الفئات الشبابية أكثر لما توفره من مساحات لممارسة الألعاب والرياضات التي تناسب مختلف الأعمار من الشباب سواء كانت رياضات حديثة أو تراثية مثل القنص والصيد الذي يقربهم من حياة الآباء والأجداد.
ونوه بالجهود المبذولة من مختلف الجهات المعنية لمنع المخالفات البيئية التي يرتكبها بعض الأفراد والشركات والحفاظ على الحياة البرية في موسم التخييم، واستعرض بعض الحلول لتشديد الرقابة في المناطق البرية وزيادة الوعي المجتمعي بأهمية الحفاظ على البيئة، بما فيها وجود نقاط ثابتة لدوريات الحماية البيئة لضمان عدم ارتكاب المخالفات التي قد يشهدها البر في مثل هذه الأوقات والمواسم، وتوظيف التقنيات الحديثة والكاميرات في مراقبة مناطق التخييم والروض والمحميات الطبيعية في مختلف المناطق، إلى جانب تسوير المزيد من الروض في المناطق البرية لحمايتها من الدهس بالسيارات.
وأكد أهمية إشراك المواطنين في برامج حماية البيئة والمبادرات المجتمعية لرفع الوعي البيئي، وتشديد الرقابة على هذه المناطق لمنع الممارسات الخاطئة المرتبطة بموسم التخييم، ومعاقبة مرتكبيها وفقاً لأحكام القانون، مشيراً الى ان سلوك دهس الروض والنباتات البرية يتزايد في موسم الشتاء ويتسبب في تدمير كبير للبيئة والتربة من خلال ما يلحقه من أذى كبير وتدمير للحياة الفطرية والنباتية، فضلا عما يسببه من تشويه لجمال الطبيعة في البر.
حسين صفر: الكبائن أسهل من حيث الراحة والتجهيزات
قال حسين صفر أحد المواطنين المخيمين في المنطقة الجنوبية «سيلين» إن هناك إقبالا كبيرا من المواطنين على مناطق التخييم بما فيها المخيمات البحرية، وأكد لجوء بعض المواطنين إلى شراء المستلزمات من أسواق خارجية، في ظل ارتفاع أسعارها في السوق المحلي.
وأكد أن الكبائن أسهل من الخيم التقليدية من حيث الراحة والتجهيزات، موضحا أن التخييم قديما كان بسيطا للغاية فكانت العائلات تحمل فقط بيوت الشعر وتجهيزات بسيطة، لكنه كان أفضل في إمكانية الترحل والانتقال من مكان إلى آخر، بخلاف الوقت الراهن فمكان التخييم ثابت وهو مساحة لتلاقي الأهل والأصدقاء في ظل الأجواء المعتدلة.
وأكد أن الجهات المسؤولة بذلت جهودا كبيرة للتسهيل على المواطنين في موسم التخييم من خلال الإجراءات وكذلك الضوابط والشروط التي وضعتها ضمن حرصها على حماية البيئة والمناطق البرية في هذا الموسم، منوهاً بإصدار العديد من القوانين لحماية البيئة والبر القطري، حيث يبقى دور المؤسسات لضمان تطبيق هذه القوانين على الوجه الصحيح، لافتاً إلى أن التخييم وحماية البيئة مسؤولية جماعية تستدعي التوعية بأهميتها خاصة لمرتادي البر تعزيزاً للحفاظ على الحياة الفطرية في الدولة.
وأشار إلى أن المخالفات البيئية بما فيها النظافة العامة تساهم في الحد من الممارسات الخاطئة وردع المتجاوزين سواء من يرمون المخلفات في غير أماكنها أو يدخلون بسياراتهم ضمن مناطق الروض أو ممن يقطعون الأشجار بغرض التدفئة، مشيراً إلى أن الجدية في رصد المخالفات من شأنها ردع المستهترين والتزام مرتادي البر بالشروط والقوانين.