الدوحة - سيف الحموري - نظم برنامج «لكل القدرات» التابع للتعليم ما قبل الجامعي في مؤسسة قطر مسابقة سباحة على مدار يومين، في فعالية هدفت إلى تعزيز الدمج من خلال الرياضة وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة.
وجمعت المسابقة مشاركة نحو 70 متسابقًا برفقة عائلاتهم، ضمن مبادرة تجسد التزام برنامج «لكل القدرات» بتوفير أنشطة رياضية وترفيهية تتيح للمشاركين فرصًا متكافئة للتعبير عن مهاراتهم وتعزيز ثقتهم بأنفسهم.
كما شهدت الفعالية حضور شركة ساسول، راعي الفعالية، التي تؤكد من خلال مشاركتها التزامها المستمر بدعم البرامج والمبادرات الهادفة إلى تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة. وتأتي هذه الرعاية في إطار شراكتها مع مؤسسة قطر، والتي تهدف إلى تعزيز الوعي بأهمية الرياضة كوسيلة للتأهيل والتمكين والمشاركة المجتمعية.
وقال لورنس جاكوبس، المدير العام لشركة ساسول في قطر: «في شركة ساسول، نؤمن بأن التقدّم الحقيقي لا يُقاس فقط بما نحققه من ابتكار ونمو، بل بمدى شمولية وعدالة مجتمعاتنا».
وتابع: «من خلال شراكتنا الممتدة مع مؤسسة قطر ومبادرتنا «قطر متيسرة للجميع»، نواصل دعم الفرص التي تُمكّن كل فرد من المساهمة والمشاركة الكاملة والمتكافئة في المجتمع. وتجسّد مسابقة السباحة لبرنامج «لكل القدرات» هذا الإيمان المشترك بأن إزالة العوائق تفسح المجال لتتألّق الموهبة، وتزدهر الشجاعة، ويبرز الإصرار».
وقالت عائشة جاسم العلي، والدة جاسم السليطي، أحد المشاركين في المسابقة من ذوي التوحد «بالنسبة لجاسم، أصبحت السباحة مصدرًا للثقة والاستقلالية. فقد انضم إلى برنامج «لكل القدرات» قبل ثماني سنوات، ومنذ ذلك الحين لاحظنا تغييرًا كبيرًا في شخصيته، انعكس إيجابًا على حياته اليومية وسلوكه وثقته بنفسه».
وأشارت العلي إلى أن ابنها يتطلع بشغف إلى كل حصة تدريبية ويتحدث بحماس عن مدرّبيه وأصدقائه، موضحةً: «هذه التجربة لا تقتصر على تعلم السباحة فحسب، بل ساعدته على تنظيم وقته وتحسين تواصله الاجتماعي، كما كان لها أثر واضح على صحته ولياقته البدنية».
وأضافت: «بصفتي أمًا، فإن رؤية جاسم في بيئة يجد فيها الدعم والتشجيع والاحتفاء، تعني لي الكثير. ولهذا أحرص دائمًا على مشاركته في كل فعالية، لأنها تساعده على النمو، والتفاعل مع الآخرين، والشعور بالانتماء الحقيقي. لقد منحه البرنامج الثقة، ومجتمعًا يحتضنه ويؤمن بقدراته». وتابعت العلي: «إنّ برنامج «لكل القدرات» هو المتنفس الحقيقي لأبنائنا. لم يعد الهدف فقط ممارسة الرياضة، بل إعداد أبطال يشاركون في بطولات محلية. واليوم أرى جاسم يتنافس مع أقرانه بثقة كبيرة وفخر».
وأعربت عن أملها في استمرار هذا البرنامج وتوسّعه ليشمل مزيدًا من الرياضات، لأننا بحاجة ماسّة إلى مثل هذه المبادرات التي تحتضن ذوي التوحد وتفتح أمامهم آفاقًا جديدة، وتمنحهم فرصًا حقيقية للاندماج والمشاركة الفاعلة في المجتمع».
