حال قطر

د. نجلاء عوض: فيتامين الشمس ضرورة للحياة من الطفولة حتى الشيخوخة

د. نجلاء عوض: فيتامين الشمس ضرورة للحياة من الطفولة حتى الشيخوخة

الدوحة - سيف الحموري - يُعرف فيتامين (د) بأنه أحد الفيتامينات الذائبة في الدهون، ويطلق عليه اسم “فيتامين الشمس”، نظرًا لكون الجسم قادرًا على تصنيعه عند التعرض للأشعة فوق البنفسجية. وتكمن أهميته في كونه العامل الأساسي لامتصاص الكالسيوم والفوسفات وتوزيعهما بصورة صحيحة داخل الجسم، إلى جانب دوره الحيوي في تقوية جهاز المناعة. وقد ازدادت المعرفة العلمية بشأنه بشكل لافت خلال جائحة كوفيد-19، حيث تبين أن نقصه كان مصاحبًا لمضاعفات كبيرة وارتفاع معدلات الوفيات، بينما ظهرت أعراض أقل خطورة بين المصابين الذين لم يعانوا من هذا النقص.
وقالت الدكتورة نجلاء عوض أحمد بابكر أخصائية طب الأسرة، في مركز عمر بن الخطاب الصحي التابع لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية ان أعراض نقص فيتامين (د) تخالف بحسب العمر والحالة الصحية. فعند الأطفال قد يتجلى النقص في تأخر النمو والمشي والإصابة بالكساح، إضافة إلى الشعور بآلام غير مبررة في العضلات والمفاصل، وتأخر انسداد فتحة الرأس، وبطء نمو الأسنان، وأحيانًا تشنجات عضلية. أما عند البالغين، فيظهر النقص في صورة آلام بالمفاصل والظهر، والشعور بالإرهاق والضعف العام، وتساقط الشعر، والتقلبات المزاجية التي قد تصل في الحالات الشديدة إلى القلق أو الاكتئاب. 
أعراض نقص الفيتامين
وأضافت: قد يعاني المصاب من زيادة الوزن أو صعوبة التخلص منه، وآلام متكررة في العضلات والعظام، وضعف في البنية العظمية مع زيادة خطر الإصابة بالكسور أو هشاشة العظام. وقد ينعكس ذلك أيضًا على بطء التئام الجروح وضعف بنية الأسنان وكثرة الإصابة بالعدوى التنفسية مثل الزكام والإنفلونزا والتهابات القصبات الهوائية، إلى جانب مشكلات تتعلق بالضعف الجنسي.
الفئات الأكثر احتياجا
وترتبط أسباب النقص بثلاثة عوامل رئيسية: زيادة الحاجة كما في فترات الحمل والرضاعة أو أثناء الطفولة في مرحلة النمو، وقلة الإنتاج نتيجة ضعف التعرض لأشعة الشمس، بالإضافة إلى عدم الحصول على كميات كافية من الفيتامين عبر الغذاء. وهناك فئات أكثر عرضة للإصابة بهذا النقص مثل النساء الحوامل والرضع والأطفال، وكبار السن وقليلي الحركة، وأصحاب البشرة الداكنة، فضلًا عن سكان المدن الحارة أو من يداومون على ارتداء الملابس الطويلة أو استخدام واقيات الشمس بشكل مفرط.

مضاعفات نقص الفيتامين
ويؤدي استمرار نقص فيتامين (د) إلى مضاعفات عدة أبرزها الكساح عند الأطفال، وهشاشة العظام، ونقص معدلات الكالسيوم والفوسفات. وتشير توجيهات مؤسسة الرعاية الصحية الأولية إلى أن المعدل الطبيعي لفيتامين (د) في الدم يزيد عن 20 نانوغرام/مل، في حين يُعتبر المستوى ما بين 12 و20 غير كافٍ، وأقل من 12 نانوغرام/مل مؤشرًا على النقص، بينما تمثل المستويات التي تتجاوز 50 نانوغرام/مل زيادة فوق المعدل الطبيعي.
وتشمل المصادر الطبيعية لفيتامين (د) الحليب وصفار البيض والأسماك الدهنية مثل التونة والمكريل والسلمون، إضافة إلى زيت كبد الحوت وبعض المنتجات المدعمة مثل حليب الأطفال وعصير البرتقال.

خدمات الرعاية الأولية
 ويتوفر فحص الفيتامين في جميع مراكز الرعاية الصحية الأولية، حيث يُحدد الطبيب الجرعات المناسبة وفق العمر والوزن. ففي حالة النقص الشديد يُعطى المريض جرعات علاجية مكثفة لمدة تتراوح بين ستة وثمانية أسابيع، ثم يتبعها تناول جرعات يومية وقائية، أما في حالات النقص البسيط فيُكتفى بالالتزام بجرعة يومية مع إعادة الفحص بعد ثلاثة أشهر. ويؤكد أطباء الأسرة أن التشخيص المبكر والمتابعة المنتظمة تحت إشراف طبي تمثلان السبيل الأمثل للوقاية من مضاعفات نقص فيتامين (د) والحفاظ على صحة العظام والمناعة.

Advertisements

قد تقرأ أيضا