الدوحة - سيف الحموري - شهدت مبادرة «الموظف الصغير» التي ينظّمها مركز قطر للتطوير المهني، من إنشاء مؤسسة قطر، إقبالًا لافتًا خلال إجازة منتصف الفصل الدراسي بمشاركة أكثر من 700 طفل وطفلة برفقة ذويهم في أماكن عملهم.
وشارك الطلبة الذين تتراوح أعمارهم بين ٧ و١٥ عامًا فرصة قضاء يوم عمل كامل مع أولياء أمورهم في مواقع العمل بمختلف القطاعات الحكومية والخاصة بالدولة ومن بينها: وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، مؤسسة قطر للسياحة، والمؤسسة القطرية للإعلام، وتلفزيون قطر، وجامعة قطر، والهلال الأحمر القطري، ومجموعة بي إن الإعلامية، ومشيرب العقارية، والبنك التجاري، وشركة قطر للتأمين، ليرتفع إجمالي المشاركات خلال عام ٢٠٢٥ إلى أكثر من ألف طفل وطفلة حتى تاريخه. وترسّخ مبادرة «الموظف الصغير» الوعيَ المهني المبكر لدى النشء عبر معايشة بيئات العمل الواقعية بصورة ملائمة لأعمارهم، وتدعم الحوار الأسري حول الخيارات التعليمية والمهنية، بما ينسجم مع التوجّه الوطني لتنمية رأس المال البشري وبناء اقتصاد معرفي وفق رؤية قطر الوطنية ٢٠٣٠. وتمتاز المبادرة بمرونة في الجدولة واختيار مواقيت المشاركة تُمكّن الأسر وجهات العمل من الاستفادة منها خلال العطل الدراسية وأيام الدوام المعتادة على حدّ سواء. وانطلاقًا من قاعدة مشاركة بلغت نحو 500 مشارك عام ٢٠٢٤، حققت المبادرة هذا العام نموًا يزيد عن الضعف، دلالةً على تعاظم الثقة بقيمتها وتأثيرها على المستوى الوطني.
وقال السيد سعد عبد الله الخرجي، المدير التنفيذي لمركز قطر للتطوير المهني: «إن الإقبال الذي شهدته نسخة هذا العام يؤكد على مدى ما يمكن إنجازه حين تتكامل أدوار الأسرة والمؤسسات والمجتمع. لقد فتحت جهاتٌ من قطاعات الحكومة والإعلام والتمويل والتعليم والمجتمع المدني أبوابها لأطفالنا خلال إجازة منتصف الفصل الدراسي، فوفّرت لهم تعريفًا هادفًا ومناسبًا بعالم العمل، يُحوّل التعلّم إلى كفاءة، ويُعدّ جيلًا واثقًا بمهاراته، ونطمح لتبني المبادرة وطنيًا على مستوى الدولة وتحديدًا خلال فترة الإجازات بالتعاون مع جميع الجهات المشاركة الداعمة لمسارات الإرشاد والتوجيه المهني المبكر فهي جزء أصيل من المسؤولية المجتمعية».
وشهدت المبادرة مشاركة 18 طالباً وطالبة من أبناء موظفي الوزارة، وأتيحت لهم فرصة خوض تجربة ميدانية داخل بيئة العمل للتعرّف على مهام آبائهم وأمهاتهم الموظفين ومسؤولياتهم اليومية.
وأكد السيد محمد عبدالوهاب الشيباني، مساعد مدير إدارة الموارد البشرية، أن مشاركة الوزارة في هذه المبادرة تأتي ضمن جهودها المتواصلة لتعزيز ثقافة العمل وغرس قيم المسؤولية والانتماء الوطني لدى الجيل الناشئ، من خلال إتاحة الفرصة لأبناء الموظفين لخوض تجربة واقعية في بيئة العمل الحكومية.
وأضاف أن مبادرة «الموظف الصغير» تنسجم مع ركائز رؤية قطر الوطنية 2030، إذ تسهم في إعداد جيل واعٍ يدرك قيمة العمل المؤسسي ودور والديه في خدمة المجتمع، مؤكدًا أن الوزارة تولي الاستثمار في الإنسان أهمية خاصة بوصفه المحرك الأساس للتنمية.
وفي السياق ذاته، أوضحت السيدة سلوى عبدالله البدر المطاوعة، رئيس قسم التدريب والتطوير الإداري بإدارة الموارد البشرية، أن الوزارة حرصت على المشاركة في النسخة الأولى من هذه المبادرة، التي تجسد التزامها بدعم التنمية البشرية والاجتماعية والمؤسسية، موضحة أن مشاركة أبناء الموظفين في تجربة ميدانية حقيقية داخل مقر العمل تهدف إلى تنمية مهاراتهم وتعزيز ثقتهم بأنفسهم، إلى جانب تعريفهم بواقع بيئة العمل الحكومية وتحفيزهم على اختيار مسارات مهنية مستقبلية تسهم في بناء الوطن. وقالت إن المبادرة تسهم كذلك في تعزيز الروابط الأسرية داخل بيئة العمل، من خلال إشراك الأسرة في منظومة التطوير المؤسسي، وترسيخ ثقافة الإلهام والتواصل الإيجابي بين الموظفين وأبنائهم.
