الدوحة - سيف الحموري - بدعم من أهل الخير في قطر دشّنت قطر الخيرية في جيبوتي مجموعة من مشاريع التمكين الاقتصادي والأمن الغذائي لصالح 250 أسرة من الفئات محدودة الدخل، وذلك في إطار جهودها المستمرة لتعزيز التنمية الاجتماعية وسبل العيش الكريم ودعم المرأة.
وتم توزيع المشاريع بالتعاون والتنسيق مع وزارة المرأة والأسرة والطفولة والاتحاد الوطني للمرأة الجيبوتية وبحضور ممثلين عن الجهتين، إضافة لحضور القائم بالأعمال في السفارة القطرية السيد محمد بن علي الدرهم، والملحق الدبلوماسي السيد محمد بن حسن الكعبي.
وتهدف هذه المشاريع إلى دعم الأسر المنتجة وتحقيق الأمن الغذائي في المجتمعات المحلية، من خلال توفير وسائل إنتاج مستدامة تُمكّنها من الاعتماد على نفسها معيشيا، وتم تدشينها بالتزامن مع انعقاد القمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية في دولة قطر في الفترة من 4 ـ 6 نوفمبر الجاري.
تعليم وعمل
وتنوّعت المشاريع المردة للدخل بين توزيع 90 بسطة لبيع الخضراوات والفواكه، و40 عربة لبيع الخبز، و40 ماكينة خياطة مرفقة ببرامج تدريب مهني متكاملة، بالإضافة إلى 40 طقما من المعدات الزراعية، كما حصلت 40 أسرة على مجموعة من رؤوس أغنام لاستثمارها في الإنتاج الحيواني.
وقد أولت قطر الخيرية اهتماما خاصا بتمكين المرأة، حيث استفادت 70 امرأة من الأرامل وخريجات برنامج محو الأمية من هذه المشاريع، ما يتيح لهن فرصا حقيقية لتحسين دخلهن ومواصلة تعليمهن، في خطوة تعكس التزام الجمعية بتمكين المرأة وتعزيز دورها في التنمية المجتمعية.
مستقبل أفضل
وفي كلمتها خلال حفل التدشين، أكدت السيدة أنيسة بهدون، الأمينة العامة لوزارة المرأة والأسرة، على أهمية هذه المبادرات في تمكين الأسر الجيبوتية من الاعتماد على الذات والخروج من دائرة الفقر، مشيرة إلى أن المشروع يمثل نموذجا عمليا للتنمية الشاملة وتمكين المرأة الريفية. من جانبها، أشادت السيدة رقية، نائبة الأمينة العامة للاتحاد الوطني للمرأة الجيبوتية، بأثر المشروع في تحسين أوضاع النساء، ومساعدتهن على الجمع بين التعلم والعمل، ووصفت المبادرة بأنها «تمنح الأمهات أملا جديدا في بناء مستقبل أفضل لهن ولأطفالهن».
وعبّرت السيدة غادة عزالدين أحمد، مديرة مكتب قطر الخيرية في جيبوتي، عن اعتزازها بهذا التعاون المثمر، مؤكدة أن هذه المشاريع تأتي ضمن رؤية قطر الخيرية لتعزيز التمكين الاقتصادي وتحقيق التنمية المستدامة.
أثر ملموس
وقد عبّرت العديد من المستفيدات عن امتنانهن للدعم الذي تلقينه، حيث قالت فاطمة علي حسن، إحدى المستفيدات من مشروع الخياطة: «كنت أبحث عن فرصة لتحسين دخلي ورعاية أطفالي، وتعلمت الخياطة من خلال التدريب الذي قدمته قطر الخيرية. اليوم أصبحت أستطيع إنتاج وبيع ملابسي الخاصة وتغطية احتياجات أسرتي». أما حليمة أحمد إبراهيم، التي حصلت على بسطة لبيع الخضروات، فقالت: «هذه البسطة غيرت حياتي. أصبح لي عمل ثابت ومصدر رزق يومي، وأنا فخورة بأن أستطيع المساهمة في مصاريف البيت». فيما أشارت مريم عبد الله فرح، من خريجات برنامج محو الأمية، إلى أن المشروع ساعدها في الجمع بين التعلم والعمل، مضيفة: «كنت أخشى أن أترك الدراسة بسبب الحاجة، لكن المشروع منحني فرصة لأتعلم وأكسب في الوقت نفسه أشكر أهل الخير من أعماق قلبي».
