الدوحة - سيف الحموري - مع انطلاق موسم التخييم الشتوي في البلاد، تنشط حركة البيع والشراء في سوق مستلزمات التخييم و»الكشتة»، ويلجأ العديد من أصحاب المخيمات إلى الأسواق الخارجية لشراء احتياجاتهم من الخيم وغيرها نظراً لانخفاض أسعارها مقارنة بالسوق المحلية.
وأكد مخيمون في تصريحات لـ «العرب» أن هذا الخيار يأتي على حساب الجودة والمتانة، إذ غالبا ما تكون المنتجات المستوردة من الخارج أقل كفاءة ولا تتحمل الظروف المناخية ويتم تغييرها سنويا. وخلال زيارة قامت بها العرب إلى عدد من المخيمات في المنطقة الوسطى، استضافنا السيد راشد الأسود في مخيمه الخاص، حيث جرى نقاش مطول حول واقع تجهيزات التخييم وسبل دعم السوق المحلي. وأشار الأسود وضيوفه إلى أن المستلزمات المصنعة محليا تتمتع بجودة عالية وتدوم لسنوات طويلة، فضلا عن توافر الضمان من قبل الشركات الوطنية، وهو ما يجعلها خيارا أكثر أمانا للمخيمين رغم ارتفاع أسعارها نسبيا.
واقترح المشاركون خلال اللقاء توسعة معرض “كشتة” ليشمل تشكيلة أكبر من أدوات وتجهيزات التخييم، مع تقديم موعد انعقاده ليكون قبل انطلاق الموسم بوقت كاف، حتى يتمكن أصحاب المخيمات من شراء احتياجاتهم مبكرا والاستعداد الكامل للموسم، مؤكدين أن “كشتة” بات يمثل منصة وطنية مهمة تجمع بين جودة المنتج المحلي ودعم الحرف الوطنية والأنشطة السياحية الشتوية.

وقال المضيف السيد راشد الأسود إن أسعار مستلزمات التخييم في السوق المحلي ارتفعت خلال الفترة الأخيرة بشكل ملحوظ، إلا أن ذلك الارتفاع يقابله تحسن كبير في جودة المنتجات والمعدات مقارنة بما كان يتم شراؤه من الخارج. وأوضح أن الشركات المحلية أصبحت تقدم ضمانا حقيقيا على الخيام ومستلزمات التخييم الأخرى، وهو ما يمنح المستهلكين ثقة أكبر في المنتج المحلي ويشجعهم على الشراء من داخل الدولة بدلا من الاعتماد على أسواق الدول المجاورة أو الطلب عبر الإنترنت.
وأضاف الأسود أن جودة الخيام المصنعة محلياً، من حيث مقاومة الظروف المناخية وسهولة التركيب، تفوقت على كثير من الأنواع المستوردة، مما جعل الإقبال عليها يزداد عاماً بعد عام، خاصة مع ازدياد وعي الجمهور بأهمية اقتناء منتجات ذات عمر طويل وضمان معتمد.
وأشار إلى أهمية تقديم موعد معرض «كشتة» ليكون قبل انطلاق موسم التخييم، حتى يتمكن محبو الرحلات البرية من تجهيز مستلزماتهم مبكراً، بدلاً من الانتظار إلى ما بعد بداية الموسم. وبين أن المعرض الحالي يركز بشكل أساسي على جانب الكشتات والترفيه، بينما يفتقر إلى توفير مستلزمات التخييم الضرورية مثل الخيام، المولدات، وأدوات الطبخ والتخزين الميداني. وختم حديثه بالتأكيد على أن تطوير المعرض وتوسيع محتواه ليشمل جميع جوانب التخييم سيكون له أثر إيجابي على المستهلكين وعلى الشركات المحلية العاملة في هذا القطاع الحيوي.
فيما أكد رواد مخيم الأسود أن المنتجات المحلية الخاصة بمستلزمات التخييم شهدت تطورا كبيرا خلال السنوات الأخيرة، سواء من حيث الجودة أو التنوع، الأمر الذي جعلها في بعض الأحيان أفضل من المنتجات التي يتم شراؤها من الخارج. وأوضحوا أن تعدد الشركات المحلية العاملة في هذا المجال أسهم في خلق منافسة حقيقية في الأسواق، مما انعكس إيجابا على مستوى التصنيع والخدمات المقدمة للمستهلكين، وأدى إلى تحسين معايير السلامة والمتانة في تجهيزات الخيام والمولدات وأدوات الرحلات.
وأشار رواد مخيم الأسود إلى أن السوق المحلي يضم اليوم علامات تجارية وطنية استطاعت أن تكتسب ثقة المخيمين بفضل الجودة العالية والضمان الذي تقدمه على منتجاتها، لافتا إلى أن هذه الميزة تفتقر إليها معظم المنتجات المستوردة التي تشترى عبر الإنترنت أو من أسواق خارجية دون أي ضمان حقيقي.
ودعا رواد المخيم الشركات المحلية إلى مراجعة أسعار منتجاتها وتقديم عروض موسمية خلال فترة التخييم، حتى يتمكن أكبر عدد من المواطنين من التوجه إلى الأسواق المحلية بدلا من اللجوء إلى الشراء من الخارج بحثا عن الأسعار الأرخص. وأكدوا أن تخفيض الأسعار بشكل مدروس سيسهم في تنشيط السوق المحلي ودعم الاقتصاد الوطني، كما سيعزز من إقبال المخيمين على اقتناء المستلزمات الوطنية التي تتميز بجودتها العالية وقدرتها على التحمل لسنوات طويلة.

نواف المضاحكة: موعد إقامة «المعرض» مناسب
أكد السيد نواف محمد المضاحكة، رئيس مركز شباب سميسمة والظعاين، أن موعد إقامة معرض كشتة يجرى اختياره بعناية ليتزامن مع بداية موسم التخييم الشتوي، بما يتيح لأصحاب المخيمات فرصة مثالية لاقتناء احتياجاتهم من مستلزمات التخييم والرحلات من داخل المعرض.
وأوضح أن هذا التوقيت يعد الأنسب لانطلاق الفعاليات، حيث يتزامن مع بدء الموسم فعليا في منتصف الشهر الجاري، مما يمنح أصحاب المخيمات الوقت الكافي لنصب خيامهم وتجهيز مواقعهم قبل التوجه إلى المعرض لشراء ما يحتاجونه من أدوات وتجهيزات.
وأضاف المضاحكة أن تنظيم المعرض في هذا التوقيت يسهم في تنشيط الحركة التجارية والسياحية، ويسهِم في دعم الشركات المحلية المتخصصة في قطاع التخييم والرحلات، مشيرا إلى أن “كشتة” أصبح اليوم وجهة رئيسية لعشاق التخييم الذين ينتظرون موعده سنويا لتجديد معداتهم والاستفادة من العروض والمنتجات الجديدة.
وأكد أن النسخة الرابعة عشرة من معرض «كشتة « تمثل محطة مميزة في مسيرة هذا الحدث الوطني الذي بات يعد من أبرز الفعاليات السنوية في قطر، نظرا لما يقدمه من دعم ملموس للشباب ورواد الأعمال والمشاريع المحلية. وأوضح أن المعرض الذي أقيم خلال الفترة من 28 أكتوبر الماضي ولمدة سبعة أيام تحت مظلة وزارة الرياضة، شهد هذا العام مشاركة واسعة لأكثر من 50 شركة متخصصة في مستلزمات الرحلات البرية والبحرية ومعدات التخييم، إلى جانب عدد من الجهات الحكومية الداعمة، منها بلدية الظعاين، وزارة التربية والتعليم ووزارة الداخلية ممثلة بالشرطة المجتمعية، وشركة الديار القطرية، وبرنامج رأس لفان للتواصل المجتمعي، ونادي لوسيل الرياضي، ونادي الرمي الرياضي. وأشار المضاحكة إلى أن “كشتة” يعد المعرض الأول من نوعه في قطر من حيث التخصص، وقد شهد تطورا كبيرا منذ انطلاق نسخته الأولى التي شاركت فيها 15 شركة فقط، ليصبح اليوم منصة تجمع عشرات الشركات والمؤسسات الوطنية التي تسهم في تعزيز مفهوم التخييم المستدام ودعم الاقتصاد المحلي.وأضاف أن المعرض يهدف إلى تشجيع الصناعات الوطنية وإتاحة الفرصة أمام رواد الأعمال والأسر المنتجة لعرض منتجاتهم أمام جمهور واسع، مؤكدا أنه تم هذا العام تخصيص خيام خارجية للأسر المنتجة مجانًا لتمكينها من تسويق منتجاتها التراثية والشعبية، تعزيزا لمبدأ المشاركة المجتمعية ودعم الحرف المحلية.كما بين أن النسخة الرابعة عشرة ستتضمن برامج تدريبية وورش عمل متخصصة لرواد الأعمال، إلى جانب فعاليات ترفيهية للأطفال وأنشطة رياضية متنوعة تشمل الفروسية والرماية، بما يجعل المعرض وجهة عائلية متكاملة تجمع بين الترفيه والتسوق والتثقيف. وختم المضاحكة تصريحه بالتأكيد على أن معرض “كشتة” يسهم في دعم السياحة المحلية وتعزيز قيم الأسرة والمجتمع القطري، معربا عن شكره لجميع الجهات المشاركة والداعمة التي أسهمت في إنجاح هذه الفعالية الوطنية التي تعكس روح التعاون والعمل المشترك لخدمة المجتمع.
