الارشيف / حال قطر

د. عبدالله فرج يسترجع ذكريات «رمضان لوّل»

الدوحة - سيف الحموري - تربطنا جميعا ذكريات وثيقة بشهر رمضان، بأول طلقة مدفع وأول يوم صيام، والتفاف العائلة حول مائدة الافطار وذكريات السهرات الرمضانية الممتعة ولياليه التي يزينها ذكر الله وصلاة التراويح.
«العرب» التقت الإعلامي والأكاديمي والكاتب د. عبدالله فرج الذي عاد بشريط ذكرياته لأيام رمضان في طفولته وقال: مع قدوم شهر رمضان يبدأ كل شخص منا استعادة شريط ذكرياته خاصة ذكريات الطفولة وبداياته مع الشهر الكريم، وهذا يتكرر كل عام، فنحن ننتظرُ رمضان على شغف سنويًا.
 وأضاف: كلما أعود بذاكرتي الى تلك الأيام الخوالي التي عشتها في طفولتي.. وكيف كنا نستقبل رمضان وكيف كانت فرحتنا لا توصف وخصوصا بالنسبة لنا نحن الأطفال. كنا نعيش في الأزقة والفرجان حيث البيوت المتلاصقة التي يعيش فيها الناس وكأنهم أسرة واحدة.ولازلت أذكر كيف كنا نذهب إلى طحن حب الهريس قبل شهرين أو ثلاث من رمضان ونحضر الكثير من الأشياء للشهر الفضيل وبمجرد أن يعلن المذيع دخول رمضان تنطلق المدافع، وتبدأ مظاهر الابتهاج بدخول رمضان مع صيحات الفرح والبراءة وكنا نرى الكبار يتسابقون بالتهنئة رجالا ونساء.
 
فرحة الصغار

وتابع د.عبدالله: كنا نفرح ونحن صغار برمضان لأننا كنا نعلم أننا سنأكل ما لذ وطاب في الإفطار، وأنه سوف يسمح لنا باللعب بعد التراويح في الحواري الى ما قبل السحور، اضافة إلى ترددنا على المساجد، للصلاة وتعويدنا على الصوم صغارا ولو كان إلى منتصف اليوم. ومن العادات الجميلة التي كانت سائدة في تلك الأيام الجميلة تبادل الأطعمة بين الجيران قبيل المغرب حيث كانت الجارة ترسل لجارتها (صحن مغطى بقماش به مواعين فيها الهريس وما تيسر من الطعام)، وفي اليوم التالي ترد الجارة نفس المواعين مليئة بالأطعمة ولم تكن ترد فارغة أبدا وللأسف اندثرت هذه العادة الجميلة حيث لم يعد يعرف الجار جاره.
تشجيع على الصيام
ويشير د.عبدالله إلى أن الأسر كانت تحرص على عمل كل ما يحبه الصغار من الأكلات تشجيعا لهم على الصيام والإفطار على أكلاتهم المفضلة، بالاضافة إلى التحفيز عن طريق بعض الهدايا والألعاب، وكانت قديما معظم الأطباق على سفرة رمضان من مطبخ البيت فقلما تجد طبقا من المطاعم، فلم تكن مطاعم الوجبات السريعة منتشرة كما هو الحال الآن.
وأضاف: من الأشياء الجميلة أيضا أن الأسرة كلها كانت تجتمع على سفرة واحدة، حيث تكون فرصة لتقوية العلاقات الأسرية. رمضان كان له نكهة خاصة في الماضي اختلفت عن الحاضر، وقد بدأت الصيام بشكل تدريجي فكنت أصوم في عمر السابعة نصف يوم ثم بالتدريج في عمر الثامنة استطعت اتمام الصيام.

Advertisements

قد تقرأ أيضا