الارشيف / حال قطر

«الرياضة والشباب».. وتحدي مواجهة الثقافة الاستهلاكية عند الشباب

  • «الرياضة والشباب».. وتحدي مواجهة الثقافة الاستهلاكية عند الشباب 1/3
  • «الرياضة والشباب».. وتحدي مواجهة الثقافة الاستهلاكية عند الشباب 2/3
  • «الرياضة والشباب».. وتحدي مواجهة الثقافة الاستهلاكية عند الشباب 3/3

الدوحة - سيف الحموري - بذلت وزارة الرياضة والشباب جهوداً حثيثة لوضع برامج وفعاليات تهدف إلى التثقيف الاقتصادي وتنظيم الندوات والورش المختصة بهدف مواجهة نمط الثقافة الاستهلاكية خاصة عند فئة الشباب، وقدمت الوزارة العديد من الأنشطة التوعوية والدورات حول ثقافة الاستهلاك الذكي وثقافة الإدارة المالیة، التي تساهم في تحديد وترتيب أولويات الأفراد بشكل سليم وصحيح للمستقبل.
 لكن ما زالت الأرقام والاحصاءات تشير إلى أن الإنفاق على الكماليات أصبح هدفاً لا ضرورة، وهو ما يضعنا أمام تحدي الحاجة لمعرفة معنى الثقافة الاستهلاكية، وما يترتب عليها من إعادة تقييم الاحتياجات التي يشتريها كل شخص. وهذا الأمر يعد تحديا مهما أمام وزارة الرياضة والشباب ومعها العديد من الوزارات الأخرى التي يرتبط عملها بالشباب ومنها وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي في 2024.

4569d1be31.jpg
وفي هذا الصدد قال الدكتور محمد العنزي أستاذ جامعي في علم النفس: من الناحية النفسية يمكن تغيير الثقافة الاستهلاكية للشباب، ويمكن توعيتهم وتحسين استهلاكهم بالتوجيه والتوعية والتعليم الصحيح وقد تكون الثقافة الاستهلاكية محدودة عند فئة الشباب، نظرا إلى خبرتهم المحدودة في الشراء والبيع، وكذلك عند الموظفين الجدد الذين يبالغون في المصاريف، ويحملون أنفسهم ما لا طاقة لهم به، ويبدأون حياتهم بالقروض من أجل الحصول على كماليات، وقد نستطيع التغلب على هذه التحديات عن طريق التوجيه، والارشاد في الوسائل الإعلامية، ووسائل التواصل الاجتماعي، وقبلها التعليم في الدراسة وتخصيص مناهج لتعليم الطلبة الاستهلاك الصحيح منذ الصغر، كما يمكن أن تلعب جهات العمل دورا مهما في التوجيه.
وأضاف د. العنزي موضحا: إن الاستهلاك في حدّ ذاته من الأمور المباحة، فالشريعة الإسلامية لم تدعُ إلى تحريم الاستهلاك، لكنها دعت إلى ترشيد الاستهلاك، وعندما نتحدث عن الثقافة الاستهلاكية، فإننا ندعو إلى ترشيد الإنفاق أو ترشيد استخدام الموارد في موقعها الصحيح.

2c5d93eb06.jpg

بدوره يقول الخبير الاقتصادي بشير الكحلوت إن هناك سببين رئيسيين وراء الاستهلاك المفرط حتى الوقوع في أزمة الديون، أو الاستهلاك السييء، وأوضح مضيفا: هناك جانبان يجدر التطرق إليهما فمن ناحية، توسع استهلاك الشباب في ظل التطور الاقتصادي السريع والتحسين المستمر للاستهلاك في المجتمع ككل، ولكنه من السهل التعرض للاختلال أيضا. وفي هذه العملية، هناك نقص في التوجيه الإيجابي في الأسرة والمدرسة والمجتمع أيضا.
وأضاف الكحلوت: من ناحية أخرى، فإن إفراط الشباب في الاستهلاك حتى اللجوء إلى الاقتراض للاستهلاك يرتبط أكثر بتواجد العديد من المحفزات في البيئة الاقتصادية والاجتماعية الحالية. وقد ساهمت التسهيلات لاقتراض الأموال، والإغراء المتعمد للاستهلاك المفرط، والتدفقات اللا نهائية من مصائد القروض في استهلاك الشباب بالاقتراض.
وأضاف: أوضحت المقاطعة التي دعت إليها الشعوب مؤخرا أنه من السهل تغيير ثقافة الاستهلاك عند الشباب، وكل ما نحتاجه هو التوعية والتوجيه، وقد تكون أهم منابر التوجيه هي المؤسسات التعليمية بمختلف أطوارها، حيث يعرف المستهلك الطرق المثلى للصرف بدون بخل ولا اسراف، بالاضافة إلى الأسرة، خاصة بالنظر إلى أن ثم إسرافاً في الاستهلاك، لأنه لا توجد ضوابط، ولم يتم تعليم الأبناء كيفية أن يكون لديهم ثقافة استهلاك، فإن حرص ولي الأمر على تعليم ابنه ثقافة الاستهلاك منذ الصغر، فإن هذا سيرسّخ هذه الثقافة عنده، داعياً إلى تدريس هذه الثقافة في الصفوف الأولى للطلاب، بحيث يتشبع الطفل بهذه السلوكيات.

Advertisements

قد تقرأ أيضا