الدوحة - سيف الحموري - نظّمت وزارة الثقافة أمس الأول ندوة بعنوان «مسيرة الإثراء في الثقافة والإعلام- تكريمًا للراحل الدكتور ربيعة صباح الكواري» بالمسرح الرئيسي للدورة الثالثة والثلاثين لمعرض الدوحة الدولي للكتاب، ضمن الفعاليات المصاحبة للدورة الثالثة والثلاثين للمعرض التي تقام تحت شعار «بالمعرفة تبنى الحضارات».
وأُقيمت الندوة بحضور سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة وسعادة الدكتور أحمد فكاك البدراني وزير الثقافة في جمهورية العراق وحشد من المثقفين والكتاب وأسرة الدكتور ربيعة الكواري.
وتحدّث في الندوة عدد من المسؤولين والأكاديميين وأدارها الكاتب عبد الله حيي السليطي الذي استهلها بالتنويه بسيرة الراحل المشرقة وعطائه الجمّ في ميادين الصحافة والإعلام والثقافة، مشيرًا إلى أن هذه الندوة تمثّل تقديرًا وعرفانًا لشخصيته البارزة والمؤثرة. منوهًا ببصمته الفريدة في المشهد الثقافي والإعلامي القطري، ودوره البارز كأكاديمي.
وأكّد سعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري، وزير الدولة ورئيس مكتبة قطر الوطنية في كلمته أن الدكتور ربيعة كان نجمًا بارزًا من نجوم التعليم والثقافة والإعلام وتميز بمعرفته بالتراث والسير والأعلام، وأنّ مؤلفاته تمثّل مراجع ومصادر للمعرفة عبر الأجيال. ومن جانبه أشار سعادة السيد سعد بن محمد الرميحي رئيس مجلس إدارة المركز القطري للصحافة، إلى أن الدكتور ربيعة الكواري غرس محبته في نفوس الناس بالعطاء المتميز، وترك بصمة مؤثرة في المشهد الصحفي والثقافي. واستعرض الرميحي الذي تولى سابقًا تأسيس ورئاسة تحرير صحيفة الشرق القطرية، وعمل مديرًا لتلفزيون قطر، ورئيس تحرير لصحيفة الراية القطرية، دور الراحل في دعمه ومؤازرته في هذه المحطات المهمة، ومساهمته المتميزة في هذه المؤسسات. وبدورها ألقت الدكتورة مريم راشد الخاطر، أستاذة الإعلام الرقمي بجامعة قطر في كلمتها، الضوء على جوانب من شخصية الراحل الأكاديمية والمهنية في جامعة قطر ومساهماته العلمية ونشاطه الإعلامي، ودوره في تعزيز مفهوم الإعلام ومساراته المتعددة وحبّه للغة العربية، وطموحه لإعداد جيل واعٍ من الصحفيين القطريين وتدريبهم.
متعدد المواهب
ومن جانبه عدّ الباحث في التراث، علي الفياض، مشاركته في الندوة، لمسة وفاء لشخصية قطرية متعددة المواهب، تتوقد نشاطًا وطموحًا وكانت مقالاته في الشأن الاجتماعي، صوتًا صادقًا للوطن والمواطن، ومؤلفاته في التراث غنية بالمعرفة والمعلومات وعُرِف بمشاركاته المثمرة في المحاضرات والندوات وتجربته المميزة في التوثيق لشخصيات قطر وأعلامها. واستعرض الفياض جانبًا من مؤلّفات الرّاحل المهمة في مجال التراث والشعر الشعبي والأمثال الشعبية وتراث الغوص، ومنها كتابه عن الشاعر محمد بن عبد الوهاب الفيحاني، وكتابه عن الشعر الشعبي والاتصال الإنساني وكتابه أمثال شعبية في الديار القطرية وموسوعة مصطلحات الغوص على اللؤلؤ. واختتم مداخلته بنماذج من قصائده وشخصيته الأدبية.
أحد فرسان المعرض
وبدوره تحدث الكاتب والناقد الدكتور حسن رشيد عن عطاء ومساهمة الرّاحل الأكاديمية الفعّالة، ووصفه بأنه كان أحد فرسان معرض الدوحة للكتاب بحضوره الدائم، ورفده للمكتبة بالمؤلفات والإصدارات الناجحة. واستعرض جانبًا من نشاطهما وتجربتهما المشتركة في الأندية الرياضية والثقافية والنشاط المسرحي، وألقى الضوء على مؤلفهما المشترك عن تجربة الموسيقار القطري الراحل عبد العزيز ناصر. ومن جانبه، تقدّم الدكتور صباح بن ربيعة بن صباح الكواري بالشكر لوزارة الثقافة لتنظيمها هذه الندوة التكريمية التي احتفت بإرث والده الراحل في مجال البحث والتأليف وسيرته الإنسانية العطرة.