الرياض - ياسر الجرجورة في الثلاثاء 21 أكتوبر 2025 07:40 مساءً - كشفت مصادر رسمية عن إطلاق السعودية برنامج الإقامة الدائمة الجديد بتكلفة منخفضة تبلغ 4000 ريال فقط، مما يتيح للمقيمين من مختلف الجنسيات فرصة الاستقرار طويل الأمد دون الحاجة إلى كفيل مع امتيازات استثنائية لم تشهدها المملكة من قبل. هذه المبادرة تأتي ضمن إطار رؤية 2030 الطموحة لتحويل المملكة إلى مركز عالمي جاذب للكفاءات والاستثمارات.
تمثل الإقامة الدائمة الجديدة نقلة حقيقية في السياسات السعودية، حيث تستهدف فئات محددة من المقيمين النظاميين الذين ساهموا في النشاط الاقتصادي والاجتماعي للمملكة.
أعلنت المديرية العامة للجوازات أن البرنامج يشمل عدة فئات تتنوع بحسب المدة والامتيازات الممنوحة، حيث تنقسم إلى إقامة مميزة سنوية وإقامة دائمة غير محددة المدة، بالإضافة إلى فئة خاصة للمستثمرين وأصحاب الكفاءات. الإقامة الجديدة منخفضة التكلفة تأتي ضمن مبادرة تجريبية تستهدف المقيمين الذين أمضوا فترات طويلة داخل المملكة.
تشمل السعودية الامتيازات الممنوحة لحاملي الإقامة الدائمة الجديدة مجموعة من المزايا الاستثنائية التي تجعلها الخيار الأمثل للاستقرار في المملكة. تتضمن هذه الامتيازات إمكانية التملك السكني وإدارة الأنشطة التجارية وفق الأنظمة السعودية، إضافة إلى حرية التنقل داخل وخارج المملكة دون الحاجة إلى كفيل.
كما تمنح الإقامة الدائمة للمستفيدين حق الاستفادة من الخدمات الحكومية إلكترونياً، وفتح حسابات مصرفية، والاستفادة من برامج التعليم والصحة وفق الأنظمة المعمول بها. يمكن لحاملي هذه الإقامة أيضاً استقدام أفراد الأسرة والإقامة معهم بصورة نظامية، مما يوفر الاستقرار العائلي الكامل.
حددت المملكة معايير دقيقة للفئات المؤهلة للحصول على الإقامة الدائمة، وتشمل الكفاءات العلمية والمهنية المتميزة في التخصصات النادرة والمتقدمة، والخبراء في التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني وعلوم البيانات. كما تستهدف المتخصصين الطبيين في المجالات الدقيقة مثل جراحة القلب والأورام، والعلماء والمهندسين في قطاعات الطاقة المتجددة والفضاء والتخطيط الحضري المتقدم.
يشمل البرنامج أيضاً رواد الأعمال والمستثمرين الذين يقدمون مشاريع نوعية في القطاعات ذات الأولوية، بالإضافة إلى كبار السن الذين أقاموا بشكل قانوني في المملكة لمدة تزيد عن عشر سنوات متواصلة، مما يعكس تقدير المملكة لمساهماتهم طويلة الأمد.
أوضحت المديرية العامة للجوازات أن التقديم على الإقامة الدائمة يتم عبر المنصة الوطنية الموحدة، حيث يشترط توفر سجل جنائي نظيف وإثبات مصدر دخل قانوني ومستقر، إضافة إلى إثبات الإقامة النظامية داخل المملكة لعدة سنوات متواصلة. كما يشترط أن يكون المتقدم خالياً من الأمراض المعدية وأن يجتاز الفحص الطبي المقرر ضمن متطلبات وزارة الداخلية.
تخضع جميع الطلبات للمراجعة من قبل لجان مختصة للتأكد من مطابقة المعايير قبل منح الإقامة الدائمة بشكل نهائي، مع توفير خدمة متابعة الطلب إلكترونياً للمستفيدين عبر منصة "أبشر". هذا النظام الإلكتروني المتطور يضمن الشفافية والسرعة في معالجة الطلبات.
تبلغ رسوم الإقامة الدائمة الجديدة 4000 ريال فقط بشكل مبدئي، لتكون الأقل بين جميع الفئات المماثلة في المنطقة، مما يجعلها في متناول شريحة واسعة من المقيمين المؤهلين. هذا السعر التنافسي يعكس استراتيجية المملكة في جذب أكبر عدد من الكفاءات والمواهب العالمية.
يأتي هذا القرار في إطار جهود الحكومة السعودية لتنويع مصادر الدخل وتعزيز بيئة الاستثمار من خلال جذب الكفاءات الأجنبية ورؤوس الأموال، بما يسهم في نقل المعرفة والخبرة إلى الاقتصاد الوطني. تهدف المبادرة إلى تعزيز جاذبية سوق العمل المحلي وتوطين الخبرات، إلى جانب تشجيع المقيمين على الاستقرار والمشاركة في التنمية المستدامة.
لاقى الإعلان اهتماماً واسعاً من المقيمين ورجال الأعمال داخل المملكة وخارجها، الذين رحبوا بالخطوة باعتبارها نقلة نوعية في سياسات الإقامة والاستثمار. يرى خبراء أن الرسوم الرمزية البالغة 4000 ريال فقط تمثل حافزاً قوياً لجذب فئات جديدة من الكفاءات والمستثمرين الراغبين في المشاركة في الاقتصاد السعودي المزدهر.
تمثل هذه المبادرة جزءاً من التحول الشامل الذي تشهده المملكة في قطاع الإقامات والتأشيرات، حيث سبق وأن أطلقت برامج مشابهة للعمل بدون كفيل وتأشيرات الزيارة المتنوعة. هذا التنوع في الخيارات يوفر للمقيمين مرونة أكبر في اختيار النوع المناسب لظروفهم وأهدافهم المهنية والشخصية.