حال السعودية

نهضة الحرف السعودية.. إبداعات محلية تقود اقتصادًا ناميًا برعاية ”بنان”

نهضة الحرف السعودية.. إبداعات محلية تقود اقتصادًا ناميًا برعاية ”بنان”

الرياض - ياسر الجرجورة في الأحد 16 نوفمبر 2025 02:18 مساءً - يمهد برنامج بنان الذي تشرف عليه هيئة التراث لمرحلة جديدة في مسار الحرف اليدوية عبر تحويل هذا المجال من نشاط تراثي محدود إلى قطاع اقتصادي متنامٍ يفتح مسارات مبتكرة للحرفيين، ويعد برنامج بنان منصة محورية لدعم الحرف التقليدية وتطويرها، إذ يقدم نموذجًا يربط الإبداع المحلي بالأسواق العالمية، ويعزز مكانة الحرف السعودية ضمن رؤية المملكة 2030 من خلال توفير بيئة متكاملة للنمو والاستدامة، ويبرز برنامج بنان في مقدمة الجهود الوطنية الرامية إلى تحويل الحرف اليدوية إلى مورد اقتصادي متنوع يسهم في تمكين الأفراد ورفع جودة المنتجات التراثية.

التمكين الاقتصادي للحرفيين

يشكل التمكين الاقتصادي أحد أهم محاور برنامج بنان، إذ يوفر فرصًا مهنية مستقرة للحرفيين، ويعزز قدرتهم على المشاركة في النشاط الاقتصادي بشكل فعّال، وتشير نتائج المعرض في إحدى نسخه إلى مبيعات تجاوزت 2.5 مليون ريال سعودي، وهو مؤشر مباشر على الأثر الاقتصادي الذي يقدمه برنامج بنان للحرف المحلية. ويتيح هذا النمو للحرفيين بناء دخل مستدام وتعزيز قدرتهم على تطوير أعمالهم مستقبلاً.

تطوير منافذ التسويق المحلية والدولية

يوفر برنامج بنان مساحة واسعة لعرض المنتجات التراثية أمام جمهور متنوع، مما يمنح الحرفيين فرصة للوصول إلى أسواق جديدة والتفاعل مع العملاء مباشرة، ويسهم هذا الزخم التسويقي في رفع مستوى الوعي بالحرف الوطنية، إضافة إلى تعزيز التواصل بين الحرفيين والجهات التجارية التي تبحث عن منتجات ذات هوية ثقافية عريقة.

انفتاح على الأسواق العالمية

يمكّن البرنامج المشاركين السعوديين من الاحتكاك بحرفيين ومؤسسات من أكثر من 25 دولة، وهو ما يفتح الباب لفهم الاتجاهات العالمية وتطوير منتجات قادرة على المنافسة الدولية، ويعد هذا الانفتاح من أهم جوانب برنامج بنان في تعزيز التبادل الثقافي وتوسيع نطاق الانتشار العالمي للحرف السعودية.

نشر الابتكار وتعزيز الريادة

يشجع البرنامج على الجمع بين المهارات التقليدية واللمسات العصرية، الأمر الذي أسهم في ظهور تصاميم مبتكرة تحافظ على الأصالة مع تلبية احتياجات السوق الحديثة، ويدعم برنامج بنان رواد الأعمال في القطاع من خلال توفير فرص التدريب والتوجيه التي تنقل الحرف إلى مستوى جديد من الاحترافية.

تعزيز الهوية الوطنية وحماية التراث

يسهم البرنامج في ترسيخ الهوية الثقافية السعودية عبر إبراز حرف أصيلة مثل السدو والقط العسيري وصناعة الفخار، مما يعيد إحياء الموروث الشعبي ويحافظ على استمراريته للأجيال القادمة، وتعمل هذه الجهود على رفع قيمة التراث الوطني وتحويله إلى مورد معرفي وثقافي واقتصادي.

يمثل برنامج بنان منظومة شاملة تتجاوز كونه معرضًا للحرف، فهو مسار استراتيجي يدعم الاقتصاد الإبداعي، ويعزز مكانة الحرف السعودية في المحافل المحلية والدولية، ومن المتوقع أن تشهد النسخ القادمة توسعًا أكبر في البرامج والمبادرات التي تعزّز حضور الحرفيين وتفتح لهم آفاقًا أوسع للنمو.

Advertisements

قد تقرأ أيضا