الرياض - ياسر الجرجورة في الاثنين 8 ديسمبر 2025 10:49 صباحاً - في انجاز تاريخي يهز أركان قطاع الإسكان في المملكة، كشف برنامج "سكني" عن تجاوز عدد العقود الموقعة حاجز 107 آلاف عقد بنهاية 2025، محققاً ما يعادل منح مدينة بحجم الدمام بالكامل منازل جديدة في عام واحد فقط. الأرقام المذهلة تشير إلى أن 293 أسرة سعودية تحصل على مفاتيح منزلها الجديد يومياً، في مشهد لم تشهده المملكة منذ عقود. الفرصة الذهبية ما زالت متاحة، لكن هل ستدوم طويلاً؟
كشف وزير البلديات والإسكان أن نسبة تملك السعوديين للمساكن تجاوزت 65% في 2025، محطمة المستهدف المرحلي لرؤية 2030 قبل موعده بخمس سنوات كاملة. فاطمة الزهراني، معلمة من الرياض، تروي قصة نجاحها: "حصلت على شقتي بدفعة أولى 50 ألف ريال فقط، كان حلماً أصبح حقيقة خلال أشهر قليلة." في المقابل، تسارعت وتيرة التطوير بطرح 26 ألف وحدة سكنية جديدة في النصف الأول من 2025، بينما تم تسليم أكثر من 9,200 وحدة للمستفيدين الجدد.
يقف خلف هذا الإنجاز التاريخي استراتيجية طموحة بدأت مع إطلاق رؤية 2030، حين كانت نسبة التملك لا تتجاوز 47% وأزمة الإسكان تخنق الأسر السعودية لعقود طويلة. د. سعد الحميدي، خبير التخطيط العمراني، يؤكد: "هذه الأرقام تعكس نقلة حقيقية تضاهي برامج الإسكان الناجحة في سنغافورة والنمسا." الوزارة وفرت أكثر من 170 ألف قطعة أرض سكنية - مساحة تعادل مدينة الطائف بالكامل - مع استثمار 3 مليارات ريال في توصيل الكهرباء وحدها لسبعة مشاريع عملاقة.
التأثير الحقيقي يظهر في حياة المواطنين اليومية، حيث انخفضت الأعباء المالية للأسر بشكل ملحوظ وارتفع مستوى الاستقرار الاجتماعي. محمد القحطاني، أحد المستفيدين، يصف لحظة استلام مفاتيح منزله: "رائحة الطلاء الجديد وملمس المفاتيح في يدي جعلاني أدرك أن الحلم أصبح حقيقة ملموسة." مع تأهيل 310 مطور عقاري ومنح 57 مشروعاً شهادة "أجود"، تشهد صناعة العقار السعودية نهضة حقيقية. لكن الخبراء يحذرون من ضرورة الإسراع في التقديم، حيث يتوقعون وصول نسبة التملك إلى 70% قبل الموعد المحدد، مما قد يرفع معايير الأهلية مستقبلاً.
هذا الانجاز التاريخي يضع السعودية في مقدمة الدول التي نجحت في حل أزمة الإسكان خلال فترة قياسية، محققة قفزة نوعية في جودة الحياة لمئات الآلاف من الأسر. مع توقعات بوصول نسبة التملك إلى 70% خلال السنوات القادمة، تبدو المملكة على موعد مع حقبة جديدة من الاستقرار الإسكاني والازدهار الاجتماعي. السؤال الآن: هل ستكون من المحظوظين القادمين الذين سيحظون بفرصة الحصول على منزل أحلامهم، أم ستشاهد الفرصة تفوت أمام عينيك؟
