الرياض - ياسر الجرجورة في الثلاثاء 9 ديسمبر 2025 07:04 صباحاً - في تطور صادم هز الأوساط اليمنية، تواجه 2.5 مليون يمني مستقبلاً مجهولاً في السعودية بعد إعلان المملكة شروطاً جديدة مشددة للحصول على تأشيرات العمل. بجرة قلم واحدة، تغيرت حياة ملايين الأسر اليمنية التي تعتمد على التحويلات الخارجية بنسبة 70%، في قرار يُعتبر الأكثر تأثيراً على العمالة اليمنية منذ بداية الأزمة.
أحمد اليماني، 35 عاماً، عامل بناء من تعز يروي صدمته: "شعرت وكأن الأرض تهتز تحت قدمي عندما سمعت الخبر. أعيل أسرة من 6 أفراد وكل آمالي معلقة على العمل في السعودية". القرار يتطلب من العمالة اليمنية اجتياز فحص مهني إجباري في أحد المراكز الثلاثة المعتمدة في تعز وعدن والمكلا، بينما تم تعليق التأشيرات السياحية وتأشيرات العمل مؤقتاً لمواطني 14 دولة منها اليمن. "هذا الإجراء كامتحان القبول الجامعي للعمال" يعلق د. محمد العتيبي، خبير شؤون العمالة.
جذور هذا القرار تمتد إلى رؤية السعودية 2030 الهادفة لضبط سوق العمل وضمان الكفاءة المهنية، وسط استمرار الأزمة اليمنية منذ 2014 التي دفعت ملايين اليمنيين للاعتماد على العمل الخارجي كشريان حياة. يأتي التوقيت متزامناً مع موسم الحج حيث تسعى المملكة لتنظيم تدفق الزوار وضمان بيئة آمنة للحجاج. "هذا القرار كسد ينظم تدفق المياه" كما يصفه المحللون، مشيرين إلى أن السعودية طبقت إجراءات مشابهة على العمالة من دول أخرى في السنوات الماضية.
في البيوت اليمنية، تسود أجواء من القلق والترقب. فاطمة الزهراني، زوجة عامل يمني مقيمة في الرياض تقول: "الهاتف لا يتوقف عن الرنين، كل الأقارب يسألون عن مصير أزواجهم وأبنائهم". التأثير الفوري واضح:
- ارتفاع تكاليف السفر بسبب إضافة رسوم الفحص
- ازدحام متوقع في مراكز الفحص الثلاثة
- انخفاض مؤقت في التحويلات المالية
لكن د. سالم الحرفي، مدير أحد مراكز التدريب المهني يرى الجانب الإيجابي: "هذه فرصة ذهبية لتحسين مهارات عمالتنا ورفع مستوى معيشتهم على المدى الطويل".
مع انتهاء الإعفاءات المؤقتة، تقف العمالة اليمنية أمام مفترق طرق حاسم. السيناريو الأمثل يشير إلى تحسن نوعي للعمالة اليمنية مع زيادة فرص العمل المهنية المتخصصة، بينما يحذر الخبراء من انخفاض حاد محتمل في التحويلات المالية إذا فشل كثير من العمال في اجتياز الفحوصات. التحدي الأكبر يكمن في التكيف السريع مع هذا التحول الجذري. هل ستنجح هذه الخطوة في تحسين أوضاع العمالة أم ستزيد معاناة الشعب اليمني؟ الساعات القادمة حبلى بالإجابات المصيرية.
