الرياض - ياسر الجرجورة في الثلاثاء 9 ديسمبر 2025 08:04 صباحاً - في تطور يعيد تعريف المستحيل، تكسر المملكة العربية السعودية الرقم القياسي العالمي ببناء شبكة مائية اصطناعية تمتد لـ 14,217 كيلومتراً - أطول من نهر النيل بأكثر من الضعف! بينما يتصارع العالم على قطرة ماء، تحول الصحراء العربية إلى معجزة هندسية تتحدى قوانين الطبيعة، حيث تندفع المياه العذبة صعوداً إلى ارتفاع 3,000 متر فوق سطح البحر، مكسرة حاجز الجاذبية بتقنيات لم يشهدها التاريخ من قبل.
تنطلق هذه الشبكة الأسطورية من محطة رأس الخير على الساحل الشرقي، أكبر محطة تحلية في العالم تنتج أكثر من مليون متر مكعب من المياه العذبة يومياً - كمية تكفي لسد حاجة 5 ملايين شخص! "إنها أكبر شبكة مائية في العالم" تؤكد العين الإخبارية، بينما تولد المحطة 2,400 ميغاواط من الطاقة الكهربائية في إنجاز مزدوج يحير الخبراء. م. سارة الهندسية، التي ابتكرت حلول الأنابيب فائقة القوة، تصف اللحظة: "عندما رأيت المياه تتدفق بضغط 90 بار إلى قمم الجبال، أدركت أننا نشهد معجزة تقنية حقيقية".
خلف هذا الإنجاز المذهل تقف عقود من التخطيط الاستراتيجي لمواجهة التحدي الأكبر في تاريخ المنطقة: ندرة المياه في أكبر صحراء رملية متصلة في العالم. كما غيّرت قناة السويس خارطة التجارة العالمية، تعيد الشبكة المائية السعودية تعريف مفهوم الأمن المائي للأبد. النمو السكاني المتسارع والطفرة الاقتصادية دفعا المهندسين لابتكار حلول تتجاوز حدود الخيال، حيث تسير المياه عكس اتجاه الأنهار الطبيعية - من السواحل صعوداً إلى المرتفعات الداخلية بقوة تكسر كل المعايير المعروفة.
الأثر الحقيقي يلمسه كل مواطن سعودي في حياته اليومية: مياه عذبة متدفقة بلا انقطاع في كل صنبور، ازدهار الزراعة في المناطق الصحراوية التي كانت قاحلة، ونمو الصناعات كثيفة استخدام المياه. أحمد المزارع من نجران يروي تجربته: "كنت أرى مزرعتي تذبل أمام عيني، واليوم تزهر بفضل هذه الشبكة المعجزة". فاطمة من الرياض تضيف: "جودة المياه وثبات الإمداد غيّر حياتنا تماماً".
- خزان الرياض وحده يحتوي 3 مليون متر مكعب - يكفي لملء 9 مليارات قارورة ماء
- الشبكة تولد فرص استثمارية بمليارات الدولارات
- تحول السعودية لمركز عالمي لتكنولوجيا المياه
شبكة مائية أطول من النيل، تقنيات تتحدى الجاذبية، وإنتاج يومي يكفي ملايين البشر - السعودية تقود العالم نحو عصر جديد من الأمن المائي التكنولوجي. بينما تتسابق الدول على الحلول، تثبت المملكة أن الاستثمار في التكنولوجيا المائية اليوم مفتاح ثروة الغد. إذا استطاعت الصحراء أن تنتج أنهارها الخاصة وتكسر قوانين الطبيعة... فماذا بقي مستحيلاً في عصر الإبداع السعودي؟
