حال السعودية

السعودية تعيد رسم مسار العالم في مواجهة الجفاف والتصحر

السعودية تعيد رسم مسار العالم في مواجهة الجفاف والتصحر

الرياض - ياسر الجرجورة في الخميس 11 ديسمبر 2025 02:48 صباحاً - قدّمت المملكة العربية رؤية شاملة لتعزيز العمل الدولي في مكافحة الجفاف والتصحر خلال استعراض نتائج رئاستها لمؤتمر الأطراف COP16 أمام جمعية الأمم المتحدة للبيئة في نيروبي، مؤكدة التزامها بدعم الجهود العالمية لحماية النظم البيئية وتحقيق توازن حقيقي بين التنمية والاستدامة. وبرزت السعودية كرائد عالمي في قيادة مبادرات بيئية واسعة أثمرت عن توافقات دولية وقرارات مؤثرة شكلت نقلة نوعية في ملف حماية الأراضي ومواجهة الجفاف.

تعزيز الدور الدولي للمملكة في ملف البيئة

أكد نائب وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس منصور بن هلال المشيطي أن المملكة تضطلع بدور محوري في الاتفاقيات البيئية متعددة الأطراف، وتعمل على تقوية آليات التعاون الدولي للتصدي لتحديات الجفاف والتصحر. وأشار إلى أن رؤية المملكة البيئية تستند إلى الاستراتيجية الوطنية للبيئة ومبادرة السعودية الخضراء ومبادرة الشرق الأوسط الأخضر، وهي مشاريع وضعت السعودية في مقدمة الدول المؤثرة في قضايا المناخ وحماية الموارد الطبيعية.

نتائج COP16… قرارات تدعم حماية الأراضي عالميًا

استعرض المشيطي أبرز ما حققته رئاسة السعودية لـ COP16، التي شهدت مشاركة عالمية واسعة خلال ديسمبر 2025، مؤكدًا أن المؤتمر خرج بـ 37 قرارًا نوعيًا ركزت على دعم الاستدامة الزراعية وحماية المراعي وبناء قاعدة معرفية متقدمة من خلال البحث والابتكار. ولفت إلى أن هذه القرارات جاءت استجابة للتحديات المتفاقمة التي تهدد أكثر من 3 مليارات شخص حول العالم جراء تفاقم الجفاف والتصحر وتدهور الأراضي.

إطلاق جدول أعمال عمل الرياض لتعزيز التنفيذ الدولي

أوضح نائب الوزير أن المؤتمر شهد إطلاق “جدول أعمال عمل الرياض” الذي تضمن نحو 40 مبادرة دولية للحد من آثار الجفاف وحماية الأراضي. وتصدرت هذه المبادرات "شراكة الرياض العالمية للاستعداد للجفاف" التي تهدف لدعم الدول النامية الأكثر عرضة للمخاطر من خلال نهج استباقي يواجه الجفاف قبل وقوعه. وأكد أن الجفاف يؤثر حاليًا على ربع سكان العالم، ما يجعل هذه المبادرات خطوة محورية في معالجة أسباب الجفاف والتصحر.

تمكين القطاع الخاص من قيادة التحول البيئي

وأشار المشيطي إلى إطلاق مبادرة "رجال أعمال من أجل الأرض"، لتوسيع مشاركة القطاع الخاص عالميًا في استعادة الأراضي والحفاظ عليها. وتهدف هذه المبادرة إلى تحفيز الشركات على تبني خطط بيئية مستدامة تواكب النمو الاقتصادي دون الإضرار بالموارد الطبيعية. كما شدد على ضرورة دعم آليات التمويل الدولية وتيسير الوصول إليها لضمان تحقيق أهداف اتفاقيات مكافحة الجفاف والتصحر.

دعوة لتعزيز المعرفة وبناء القدرات للدول النامية

اختتم المشيطي كلمته بدعوة المجتمع الدولي إلى تضمين أهداف الاتفاقيات البيئية ضمن الخطط التنموية الوطنية، وتعزيز التكامل بين اتفاقيات المناخ والتنوع الأحيائي والتصحر، مع التركيز على نقل المعرفة وبناء القدرات للدول النامية. وأكد أن تعزيز التنسيق بين أمانات الاتفاقيات الدولية يعد ركيزة أساسية لضمان استدامة بيئة الكوكب للأجيال القادمة، ومواصلة مواجهة تحديات الجفاف والتصحر بصورة شاملة ومتسقة.

توقعات مستقبلية

تؤسس رؤية المملكة التي قُدمت في الأمم المتحدة لمرحلة جديدة من الشراكات الدولية، وبنية متينة لتعزيز الجهود العالمية في مكافحة الجفاف والتصحر. ومن المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة توسعًا في المبادرات المنبثقة عن رئاسة السعودية لـ COP16، مع استمرار المملكة في قيادة مسار العمل البيئي العالمي بخطوات أكثر تأثيرًا وتنفيذًا.

Advertisements

قد تقرأ أيضا