الرياض - ياسر الجرجورة في الخميس 11 ديسمبر 2025 09:34 مساءً - بعد انتظار دام 16 عاماً من المحاولات المضنية والإخفاقات المؤلمة، حقق المنتخب السعودي معجزة حقيقية بتأهله الرسمي إلى نهائيات كأس العالم 2026، ليكتب التاريخ بأحرف من ذهب ويُعيد الفرح إلى قلوب الملايين. 21 نقطة كانت كافية لإنهاء عذاب طال أكثر من عقد ونصف، في إنجاز يُعد السابع من نوعه في تاريخ الكرة السعودية.
اللحظة الحاسمة جاءت في الدقيقة 90 من مباراة السعودية والعراق، عندما أعلنت صافرة الحكم النهاية بالتعادل السلبي (0-0) الذي ضمن للأخضر المركز الثاني في مجموعته خلف اليابان. أحمد الغامدي، مشجع أربعيني عاش خيبة عدم التأهل في بطولات سابقة، لم يستطع كبح دموعه: "لقد انتظرت هذه اللحظة 16 عاماً... كدت أفقد الأمل". الأعلام السعودية ملأت مدرجات ملعب جدة، وهتافات "السعودية... السعودية" اهتزت لها أرجاء المدينة.
القصة بدأت في مايو الماضي عندما كشف إيرڤي رينارد عن قائمة مثيرة للجدل ضمت 34 لاعباً، قرار جريء واجه انتقادات واسعة لكنه أثبت حكمة المدرب الفرنسي. نجوم مثل سالم الدوسري وفراس البريكان وعبدالإله العمري حملوا على أكتافهم مسؤولية تحقيق حلم شعب بأكمله. الرحلة مرت عبر معسكر مدينة الخبر، ومواجهات مصيرية أمام البحرين وأستراليا، وصولاً إلى هذه اللحظة التاريخية التي ستُحفر في ذاكرة كل سعودي.
محمد السحيمي، شاب عشريني يتابع المنتخب منذ الصغر، وصف شعوره بالقول: "هذا أول تأهل أشهده في حياتي، والآن أفهم لماذا يبكي الكبار عندما نفوز". التأثير لم يقتصر على الملاعب، بل امتد إلى الشارع السعودي حيث ازدادت أحاديث الكرة في المجالس والمقاهي الشعبية، وارتفعت مبيعات قمصان المنتخب بشكل جنوني. الاستثمارات الضخمة في الدوري السعودي وجلب النجوم العالميين بدأت تؤتي ثمارها أخيراً، مُؤكدة صحة رؤية السعودية 2030 الرياضية.
بينما يستعد الأخضر لمواجهة تحديات كأس العالم 2026، تبقى التساؤلات مشروعة حول قدرة المنتخب على تكرار إنجاز 1994 والوصول للدور الثاني. التوقعات العالية والضغط الجماهيري سيكونان أكبر التحديات القادمة، لكن الثقة في قدرات رينارد ولاعبيه باتت أقوى من أي وقت مضى. هل ستكون هذه المرة مختلفة؟ هل سيحقق الأخضر حلم وصول الأدوار المتقدمة ويُسعد قلوب الملايين مرة أخرى؟
