الرياض - ياسر الجرجورة في الخميس 18 ديسمبر 2025 07:49 مساءً - في تطور صادم هز أحلام الملايين حول العالم، أعلنت المديرية العامة للجوازات السعودية حظر 11 فئة نهائياً من دخول المملكة، في قرار حديدي لا يقبل الاعتراض أو الاستئناف. هذا المنع الذي يطبق فورياً، حول السعودية إلى قلعة أمنية محكمة، حيث شهدت حالة واحدة منعاً لمدة 15 عاماً كاملة بسبب مخالفة مرورية واحدة فقط. الخبراء يحذرون: لا توجد مهلة زمنية للتصحيح، والقرار ساري المفعول على الفور.
تضم القائمة السوداء فئات متنوعة تشمل أصحاب السوابق الجنائية والمتورطين في تزوير الوثائق والمطلوبين دولياً، بالإضافة للمصابين بأمراض معدية خطيرة. أحمد المصري، موظف مبيعات يبلغ من العمر 45 عاماً، يروي مأساته الشخصية قائلاً: "مُنعت من رؤية ابني في الرياض لمدة 15 عاماً بسبب مخالفة مرورية قديمة، شاهدت طفولته تمر أمامي عبر الهاتف فقط". د. سارة، أستاذة القانون الدولي، أكدت أن هذه السياسة أشد صرامة من نظام دخول الولايات المتحدة بعد أحداث 11 سبتمبر، مما يعكس عزم المملكة الحديدي على حماية أمنها الوطني.
جذور هذا القرار التاريخي تعود لتصاعد التهديدات الأمنية والاحتيالات المتزايدة على أنظمة الدخول، وسط التطلعات الطموحة لرؤية 2030 التي تتطلب توازناً دقيقاً بين الانفتاح والأمان. د. خالد الأمني، خبير أمن المعلومات ومطور نظام الفرز الإلكتروني المتطور، شبه العملية بـ"فلترة المياه"، حيث يتم استبعاد العناصر المشبوهة والاحتفاظ فقط بالصافي النقي. هذا التحول يضع السعودية في مقدمة الدول التي تعتمد الذكاء الاصطناعي في حماية حدودها، متجاوزة حتى أعتى الأنظمة الأمنية في العالم.
الآثار المدمرة لهذا القرار تمتد لتشمل مليارات الريالات من الإلغاءات في حجوزات السفر، وعائلات منفصلة عبر الحدود، وخطط حج وعمرة معلقة في الهواء. محمد البنغالي، العامل السابق، يحكي تجربته المرة: "مُنعت من العودة لمملكتي الثانية بسبب تأخير بسيط في تجديد إقامتي، 20 عاماً من العمل الشريف تبخرت بضغطة زر واحدة". القنصليات تشهد ازدحاماً غير مسبوق، بينما تتوالى الاتصالات المقطوعة في وكالات السفر التي تكافح لإدارة موجة الإلغاءات الجماعية. هذا التحول الجذري يعيد تشكيل خريطة السياحة الإقليمية بشكل لا رجعة فيه.
بينما يرحب المواطنون السعوديون بهذه السياسة الأمنية الحازمة، يترقب العالم تداعيات قرار قد يؤسس لعهد جديد في أنظمة السفر العالمية. الخبراء يتوقعون أن تحذو دول أخرى حذو السعودية في تبني معايير أمنية مشابهة، مما قد يثير ثورة حقيقية في قواعد السفر الدولي. النصيحة العاجلة لكل من يخطط للسفر للمملكة: راجع سجلك الشخصي والقانوني فوراً، فالفرصة الأخيرة قد تكون اليوم وليس غداً. السؤال المصيري الذي يطرح نفسه الآن: هل ستصبح السعودية النموذج العالمي الجديد للأمن الحديدي، أم ستضطر للتراجع أمام الضغوط الدبلوماسية المتصاعدة؟
