الرياض - ياسر الجرجورة في السبت 20 ديسمبر 2025 02:38 مساءً - في تطور استراتيجي صادم يشمل 2.7 مليار نسمة عبر قارتين، تكسر السعودية حاجز الـ 30 عاماً وتمد يدها شرقاً نحو آسيا الوسطى لأول مرة في التاريخ المعاصر. شراكة أمنية تاريخية مع كازاخستان تعيد رسم خريطة الأمن في أوراسيا، في ظل تصاعد التحديات الأمنية العالمية التي تستدعي تحركاً فورياً وتحالفات استراتيجية جديدة.
في مكتبه الفخم بالرياض، استقبل الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف وزير الداخلية، الفريق أرجان سادينوف وزير الشؤون الداخلية الكازاخي، حيث اجتمع 12 مسؤولاً رفيع المستوى لوضع أسس تعاون أمني يمتد عبر 3000 كيلومتر. "هذا التعاون نقلة نوعية في استراتيجية الأمن الإقليمي" كما وصفه د. محمد الراشد، خبير الأمن الدولي. بينما روى أحمد المطيري، رجل الأعمال السعودي: "خسرت مليوني ريال في السوق الآسيوية بسبب عدم الاستقرار الأمني، هذا التحالف أمل جديد لاستثماراتنا."
مثل طريق الحرير القديم الذي ربط الحضارات، يأتي هذا التعاون في ظل التحولات الجيوسياسية التي أعقبت الحرب في أوكرانيا، حيث تُعتبر آسيا الوسطى الجسر الاستراتيجي الحيوي. كازاخستان، التي تبلغ مساحتها أربعة أضعاف مساحة السعودية، تمثل البوابة الذهبية لطرق التجارة الجديدة. يتوقع الخبراء أن تصل قيمة التجارة بين السعودية وآسيا الوسطى إلى 18 مليار دولار بحلول 2030، في تطور يصفه المحللون بـ"التسونامي الاقتصادي القادم."
التأثير المباشر لهذه الشراكة سيغير الحياة اليومية للمواطنين، حيث تَعِد بفرص عمل جديدة في مجالات الأمن والتكنولوجيا، إلى جانب تعزيز الأمان في السفر والتجارة. تحذر سارة العتيبي، محللة الاستثمار: "الفرص الاستثمارية الحالية في كازاخستان قد لا تتكرر قريباً." من جانبه، نجح محمد الكازاخي، المستشار الأمني، في توقع هذا التحالف وضاعف استثماراته. ردود الفعل الدولية كانت إيجابية مع ترحيب واسع من المجتمع الدبلوماسي، بينما تتابع القوى العالمية الكبرى التطورات بحذر واهتمام شديد.
هذا اللقاء التاريخي يضع اللبنة الأولى لشراكة استراتيجية تُعيد تعريف مفهوم الأمن الإقليمي عبر القارات. مع توقع المزيد من الزيارات التبادلية والتدريبات المشتركة خلال الأشهر القادمة، تبقى الأسواق في حالة ترقب. السؤال الذي يحير المحللين والمستثمرين: هل نشهد ميلاد محور أمني جديد يربط الخليج بآسيا الوسطى، ويُغير موازين القوى في أوراسيا إلى الأبد؟
