الرياض - ياسر الجرجورة في الثلاثاء 23 ديسمبر 2025 05:34 مساءً - نسبة نجاح مثالية 100% حققتها عملية طبية سعودية عاجلة أنقذت أكثر من 10 آلاف يمني من شبح الكوليرا القاتل خلال أسبوع واحد فقط - في إنجاز إنساني استثنائي هز أركان المنطقة، تمكن مشروع الاستجابة العاجلة المدعوم من مركز الملك سلمان للإغاثة من تحقيق المستحيل: منع كارثة صحية محققة كانت ستحصد آلاف الأرواح البريئة.
العملية الطبية الواسعة التي اجتاحت المنافذ والمطارات اليمنية الحيوية سجلت أرقاماً مذهلة: 2,069 مواطناً خضعوا للفحوصات المباشرة، و322 جلسة توعوية شاملة، ووصلت خدماتها إلى 8,057 شخصاً عبر محافظات حضرموت وعدن وحجة وصعدة. النتيجة الصادمة كانت صفر إصابات مؤكدة - إنجاز طبي نادر الحدوث في حالات الطوارئ الصحية.
هذا التدخل العاجل يأتي بينما تخيم ذكريات مؤلمة من الوباء المدمر الذي ضرب اليمن بين عامي 2017 و2019، والذي ترك أكثر من مليون مصاب وحصد آلاف الأرواح. الحرب المستعرة وانهيار المنظومة الصحية وشح المياه النظيفة خلقت بيئة مثالية لانتشار الأمراض المعدية الفتاكة.
تروي فاطمة أحمد، والدة لثلاثة من عدن، بعيون تفيض بالدموع قائلة إنها فقدت جارها بسبب الكوليرا عام 2018، وأنها تشعر بالطمأنينة لأول مرة منذ سنوات. بينما يؤكد علي سالم، العامل في مطار عدن، أنه شاهد الفرق الطبية تعمل ليلاً ونهاراً في عمل بطولي حقيقي.
تشير الاستشارية في الأمراض المعدية د. سارة العمري إلى أن هذا المشروع قد ينقذ مئات الآلاف من الإصابات المحتملة، مشبهة الكوليرا بالنار في الهشيم التي تحتاج لقطرة ماء واحدة ملوثة لتجتاح المجتمع بأكمله.
عاد الأمان والثقة للمواطنين اليمنيين في استخدام المرافق العامة والمنشآت الحيوية، بينما لا يقتصر المشروع على الفحوصات الطارئة، بل يمتد لبناء منظومة إنذار مبكر دائمة وتأهيل كوادر طبية محلية. التوقعات تشير إلى توسيع النطاق الجغرافي للمشروع مع تطوير آليات وقائية متقدمة لحماية الشعب اليمني من التهديدات الصحية المستقبلية.
