الرياض - ياسر الجرجورة في الخميس 25 ديسمبر 2025 03:19 مساءً - نسبة نجاح بلغت 100% بلا استثناء - هكذا كتب التاريخ الطبي صفحة جديدة من الإنجازات الإنسانية، حين تمكنت عملية سعودية عاجلة من درء كارثة الكوليرا القاتل عن أكثر من 10 آلاف مواطن يمني في زمن قياسي لم يتجاوز الأسبوع الواحد.
المشروع الذي نفذه مركز الملك سلمان للإغاثة حقق أرقاماً استثنائية على أرض الواقع: فحوصات مباشرة شملت 2,069 شخصاً، وحملات توعوية وصلت عبر 322 جلسة إلى 8,057 مستفيداً عبر محافظات حضرموت وعدن وحجة وصعدة، والأهم من ذلك كله - صفر إصابات مؤكدة.
يأتي هذا الإنجاز بينما لا تزال ذكريات المأساة الصحية التي عصفت باليمن بين 2017 و2019 حاضرة، والتي خلفت أكثر من مليون مصاب وحصدت آلاف الأرواح البريئة. العوامل التي غذت تلك الكارثة - من حرب مستعرة وانهيار في المنظومة الصحية ونقص حاد في المياه الصالحة للشرب - لا تزال قائمة، مما يجعل النجاح الحالي أكثر إبهاراً.
"تشعر بالطمأنينة لأول مرة منذ سنوات" هكذا عبرت فاطمة أحمد، الوالدة لثلاثة أطفال من عدن، والتي فقدت جارها بسبب الكوليرا في عام 2018. وفي مطار عدن، يشهد علي سالم العامل هناك على "عمل بطولي حقيقي" قامت به الفرق الطبية التي عملت ليلاً ونهاراً.
من جانبها، تؤكد الاستشارية في الأمراض المعدية د. سارة العمري أن "هذا المشروع قد ينقذ مئات الآلاف من الإصابات المحتملة"، مشبهة الكوليرا "بالنار في الهشيم التي تحتاج لقطرة ماء واحدة ملوثة لتجتاح المجتمع بأكمله".
عودة الحياة الطبيعية باتت ملموسة في المرافق العامة والمنشآت الحيوية، حيث استعاد المواطنون ثقتهم في استخدامها. المشروع لم يقتصر على الفحوصات الطارئة وحسب، بل يهدف لإنشاء شبكة إنذار مبكر دائمة مع تأهيل كوادر طبية محلية قادرة على مواجهة التهديدات الصحية المستقبلية.
