الرياض - ياسر الجرجورة في الجمعة 26 ديسمبر 2025 04:19 مساءً - الأمن الاستراتيجي للمملكة العربية السعودية وحدودها الجنوبية يمثل خطاً أحمر غير قابل للنقاش - هذا ما أكده الإعلامي السعودي بدر القحطاني في رسالة حاسمة، محذراً من تكرار ما وصفه بـ "خطأ عدن" في محافظتي حضرموت والمهرة، مؤكداً أن هذا السيناريو "لن يُسمح بحدوثه" وأن أي محاولة لإعادة إنتاجه ستكون لها "عواقب وخيمة جدًا".
الصدام السياسي والإعلامي بين شخصيات نافذة في الإمارات والسعودية اشتعل من جديد على خلفية الأحداث المتسارعة في الشرق اليمني، خاصة بعد سيطرة قوات المجلس الانتقالي الجنوبي على حضرموت والمهرة منذ مطلع ديسمبر، في تحدٍ صارخ لمجلس القيادة الرئاسي وقيادة التحالف.
تصعيد خطير في اللهجة
الفريق ضاحي خلفان تميم، نائب رئيس شرطة دبي السابق، أشعل فتيل الجدل بتغريدة مقتضبة أثارت ضجة واسعة قال فيها إن "الخطأ لا يُكرر مرتين"، في إشارة مفهومة إلى تجربة السيطرة على عدن وتعقيداتها السياسية والأمنية.
القحطاني رد بحزم شديد، مشيراً إلى أن ما يجري في الشرق اليمني يُنظر إليه من منظور إقليمي ودولي، محذراً من أن "ملامح عزلة دولية بدأت بالظهور" على الأطراف المتورطة في أي تصعيد أحادي.
أدوات متعددة للضغط
كشف الإعلامي السعودي عن وجود أدوات متعددة جاهزة للاستخدام، بعضها "ناعم" عبر القنوات السياسية والدبلوماسية، وأخرى "خشنة" في إيحاء واضح بخيارات ضغط أمنية أو ميدانية، دون الكشف عن تفاصيلها.
موقف القحطاني الحاسم ركز على أن أي حديث عن تسويات سياسية في المحافظتين الاستراتيجيتين مرفوض تماماً قبل "خروج القوات من المناطق المعنية"، في رفض صريح لأي وجود عسكري يُعتبر تهديداً مباشراً للأمن السعودي.
استجابة دبلوماسية إماراتية
الإمارات رحبت رسمياً، الجمعة، بالجهود السعودية لدعم الأمن والاستقرار في اليمن، مؤكدة التزامها "بدعم كل ما يسهم في تعزيز الاستقرار والتنمية في اليمن، بما ينعكس إيجاباً على أمن المنطقة وازدهارها"، وفق وكالة الأنباء الإماراتية.
أزمة تهدد وحدة اليمن
وزارة الخارجية السعودية أكدت أمس الخميس أن تحركات المجلس الانتقالي في المحافظتين "تمت بشكل أحادي دون موافقة مجلس القيادة الرئاسي أو التنسيق مع قيادة التحالف"، مضيفة أن الجهود مستمرة لإعادة الأوضاع مع تغليب المصلحة العامة لإخراج قوات الانتقالي عاجلاً.
مجلس القيادة الرئاسي اليمني وصف خطوة المجلس الانتقالي بأنها "أحادية تهدد الداخل وتمس أمن دول الجوار"، فيما يثير استمرار هذه التحركات مخاوف جدية من تقسيم البلاد وانهيار الوحدة اليمنية التي تأسست عام 1990.
