الرياض - ياسر الجرجورة في السبت 27 ديسمبر 2025 10:49 مساءً - رقم صادم يكسر حاجز المستحيل: 14,217 كيلومتراً من الشبكات المائية الاصطناعية تشق طريقها عبر الصحراء السعودية، متفوقة على طول نهر النيل التاريخي بنسبة مذهلة تتجاوز 214%. هذه المعجزة الهندسية لا تكتفي بالامتداد الأفقي، بل تتحدى قوانين الجاذبية ذاتها عبر ضخ المياه المحلاة إلى ارتفاع شاهق يبلغ 3,000 متر فوق مستوى البحر.
المحرك الجبار لهذا النظام المائي الثوري هو محطة رأس الخير العملاقة التي تضخ أكثر من مليون متر مكعب من المياه العذبة يومياً بقوة ضغط هيدروليكي تصل إلى 90 بار - أي ما يعادل 90 ضعف الضغط الجوي الطبيعي. هذه القوة الاستثنائية تدفع بالمياه المحلاة صعوداً عبر شبكة من الأنابيب العملاقة لتصل إلى أعالي الجبال والمناطق النائية.
قلب هذا النظام المائي الاستثنائي ينبض في العاصمة الرياض، حيث يحتضن خزان جبار بسعة 3 مليون متر مكعب من المياه العذبة - كمية تكفي لملء 9 مليارات قارورة مياه بحجم 330 مل. هذا المخزون الاستراتيجي يضمن أمناً مائياً لا مثيل له لسكان العاصمة حتى في أقسى ظروف الجفاف.
- الإنتاج اليومي: مليون متر مكعب من المياه المحلاة
- القوة الدافعة: ضغط هيدروليكي بقوة 90 بار
- المستفيدون: أكثر من 13 مليون نسمة في المناطق الداخلية
- الطاقة المولدة: 2,400 ميغاواط إضافة لإنتاج المياه
وفقاً لتقارير العين الإخبارية، تمثل هذه الشبكة المائية الأكبر من نوعها عالمياً، محطمة أرقام أنهار عريقة مثل التايمز والنيل. الإنجاز الحقيقي يكمن في عكس طبيعة جريان المياه التقليدي، فبدلاً من الانحدار من المرتفعات للمنخفضات، تشق هذه الأنهار الاصطناعية مسارها صاعدة من السواحل نحو قمم الجبال محملة بالحياة.
هذا الإنجاز السعودي يضع معايير جديدة لإدارة الموارد المائية في القرن الحادي والعشرين، مثبتاً قدرة الإرادة والتكنولوجيا المتقدمة على تحويل أقسى البيئات الصحراوية إلى واحات مستدامة. المملكة تعيد بذلك تعريف مفهوم الأمن المائي عبر ابتكار نموذج عالمي رائد يتحدى المستحيل.
