الرياض - ياسر الجرجورة في الأربعاء 31 ديسمبر 2025 08:31 مساءً - 66 راكباً فقط عبر 1,300 كيلومتر من أجمل صحاري العالم - رقم أقل من عدد ركاب حافلة مدرسية واحدة، يكشف عن أندر تجربة سفر في تاريخ الشرق الأوسط. المملكة العربية السعودية تعيد رسم خريطة السياحة العالمية عبر مشروع استثنائي يحمل اسم "حلم الصحراء" - أول قطار خمس نجوم بالمنطقة.
الكشف المذهل يأتي ضمن شراكة تاريخية مع عملاقة الضيافة الإيطالية أرسيناليي إس بي إيه، حيث ستتحول 33 مقصورة فاخرة إلى أجنحة فندقية متحركة تعبر القلب النابض للصحراء السعودية. خبير السكك الحديدية الإيطالية أكد أن هذا الإنجاز سيعيد تشكيل وجه السياحة الإقليمية بشكل جذري.
سارة الفيصل، مديرة التسويق العالمية، حققت السبق كأول سعودية تضمن جناحاً كاملاً لعائلتها، معبرة عن اعتقادها بأن هذه التجربة ستتحول إلى حكاية تُروى للأجيال القادمة وليس مجرد رحلة عابرة.
التوقيت الحاسم يقترب بسرعة: عامان فقط تفصلنا عن انطلاق أولى الرحلات التجارية في أواخر 2026، بينما تبدأ الاختبارات النهائية في مطلع العام نفسه. هذا الإنجاز يمثل ركيزة محورية في استراتيجية رؤية 2030 لتحويل الاقتصاد السعودي وتأسيس مكانة عالمية في قطاع التجارب الفاخرة.
د. ماركو روسي، خبير الضيافة الإيطالية المعترف به دولياً، وصف المبادرة بأنها ثورة حقيقية في مجال السفر الفاخر، مشيراً إلى أن الدمج الفريد بين الخبرة الحرفية الإيطالية والإرث الثقافي السعودي سيولد تجربة لا نظير لها على مستوى العالم.
- الأثر الاقتصادي المتوقع: آلاف الفرص الوظيفية الجديدة في قطاع الضيافة المتقدمة
- التنمية الإقليمية: تطوير مناطق سياحية متكاملة على امتداد المسار
- التوسع المستقبلي: خطط لربط المملكة بدول الخليج عبر خطوط إضافية
لينا، إحدى المسافرات المميزات، شاركت تجربتها الاستثنائية أثناء مشاهدة شروق الشمس من نوافذ القطار في صحراء الجوف، واصفة الشعور بأنه رحلة عبر أبعاد الزمن والمكان في آن واحد. هذه الشهادات تؤكد أن المشروع سيتجاوز حدود النقل التقليدي ليصبح تجربة روحية عميقة.
التحذير الصارخ: أحمد العتيبي، رجل الأعمال الرياضي، واجه خيبة أمل قاسية عندما فاتته فرصة حجز مقعد في الرحلة الافتتاحية رغم محاولاته المضنية لساعات طويلة - إشارة واضحة إلى الطلب الجنوني المتوقع والامتلاء السريع للقوائم.
مع اقتراب موعد الانطلاق، تكتب السعودية صفحة جديدة في سجل السياحة العالمية. قطار واحد يحمل 33 جناحاً فندقياً يعبر صحراء تحتضن ألفي عام من التاريخ الإنساني، محولاً مفهوم السفر من مجرد انتقال جغرافي إلى رحلة استكشافية روحية. السؤال الجوهري يبقى معلقاً: هل ستنال شرف الانضمام لقائمة 66 محظوظاً سيكتبون التاريخ على قضبان المستقبل؟
