الرياض - ياسر الجرجورة في الجمعة 5 ديسمبر 2025 05:03 صباحاً - قررت السعودية خفض سعر خامها الرئيسي إلى أدنى مستوى له منذ عام 2021، في خطوة تهدف للحفاظ على تنافسية صادراتها الآسيوية، مع مواجهة فائض متزايد في المعروض النفطي وضعف الطلب الموسمي. ويشير التخفيض الكبير إلى استعداد المملكة للتعامل مع ضغوط السوق العالمية المتصاعدة.
تفاصيل التخفيض وآلية التسعير
أعلنت شركة أرامكو السعودية عن خفض سعر البيع الرسمي لشهر يناير لخامها العربي الخفيف إلى 60 سنتًا فوق السعر المرجعي الإقليمي. وتمثل هذه العلاوة أقل مستوى منذ خمس سنوات، وتفوق التوقعات السابقة للمصافي والتجار التي كانت تشير إلى انخفاض قدره 30 سنتًا فقط. ويؤكد هذا التحرك رغبة المملكة في استعادة حصتها السوقية وحماية تنافسيتها في آسيا.
أوبك+ وموقف الإنتاج
جاء الإعلان بعد أيام من إعلان أوبك وحلفائها الحفاظ على قيود الإنتاج خلال الربع الأول من 2026، مفضلين تعليق أي زيادات جديدة لتجنب المزيد من الضغوط الهبوطية على الأسعار. وسيُعاد تقييم خطط الإنتاج لاحقًا في العام المقبل، بهدف تقليص الحصص تدريجيًا لاستعادة التوازن في السوق وسط انخفاض الطلب المتوقع في فصل الشتاء في آسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية.
تأثير التخفيض على السوق العالمي
تراجع سعر خام السعودية يأتي بعد انخفاض أسعار النفط الخام نحو 16% خلال 2025، نتيجة ارتفاع المعروض من الأمريكتين والزيادات التدريجية من أعضاء أوبك+ أنفسهم. ويشير المحللون إلى أن هذه الضغوط من المرجح أن تستمر خلال 2026، مع توقع فائض قياسي في المعروض العالمي، ما يخلق حالة من عدم اليقين للسوق.
استراتيجيات أرامكو السعودية
تعكس الخطوة الأخيرة لأرامكو رغبة المملكة في إدارة الأسعار مع الحفاظ على الكميات لتلبية الطلب الآسيوي. ومن المتوقع أن يستفيد مصفاة التكرير الآسيوية من انخفاض الأسعار، ما يمنحها هوامش ربح أكثر استقرارًا وسط منافسة متزايدة. ويؤكد التخفيض أن السعودية مستعدة لمواجهة أكبر فائض في المعروض منذ سنوات، مع الحفاظ على استراتيجيتها التنافسية.
توقعات مستقبلية للسوق
يشير خبراء الطاقة إلى أن التخفيض في سعر خام السعودية قد يؤدي إلى إعادة تقييم معايير النفط الخام العالمية عند انتعاش الطلب في أوائل العام المقبل. وتبقى الرسالة واضحة: المملكة مستعدة للمنافسة بقوة في الأسواق العالمية، مع استعداد لمواجهة الفائض الحالي وتذبذب الأسعار بشكل استراتيجي.
يمثل تخفيض سعر خام السعودية جزءًا من استراتيجية أكبر لإدارة صادرات النفط وسط تقلبات السوق العالمية، ما يعكس قدرة المملكة على التكيف مع تحديات المعروض والطلب، والحفاظ على مكانتها التنافسية على المدى الطويل في الأسواق الدولية.
أخبار متعلقة :