الرياض - ياسر الجرجورة في السبت 6 ديسمبر 2025 06:49 صباحاً - في تطور صادم هز مجتمع المقيمين في المملكة، أعلنت المديرية العامة للجوازات نظام عقوبات مصاعد يهدد 13 مليون مقيم بغرامات تبدأ من 500 ريال وتنتهي بـالترحيل الفوري. المفاجأة الكبرى؟ لديك 72 ساعة فقط بعد انتهاء إقامتك قبل أن تدخل في دوامة العقوبات التي قد تنهي مستقبلك في البلاد إلى الأبد.
النظام الجديد لا يعرف الرحمة: 500 ريال في المرة الأولى - مبلغ يساوي راتب أسبوع كامل لعامل بناء مثل أحمد المصري الذي اكتشف انتهاء إقامته بالصدفة. "شعرت وكأن الأرض انشقت تحت قدمي، 500 ريال من راتبي الشهري 2500 ريال، كيف سأطعم أطفالي؟" يحكي أحمد بصوت مرتجف. أما المرة الثانية فتحمل مضاعفة القسوة: 1000 ريال، والثالثة؟ الوداع نهائياً حتى لو عشت في المملكة 20 عاماً.
خلف هذا النظام الصارم تقف رؤية السعودية 2030 وهدفها الواضح: لا مكان للفوضى في المملكة الجديدة. الدكتور محمد العتيبي، خبير قانون الهجرة، يؤكد أن "النظام يهدف للانضباط وليس للعقاب، لكن من يختار التهاون فسيدفع الثمن غالياً." القطاع الحكومي يحظى بمعاملة مختلفة: 60 يوماً مهلة مقابل 3 أيام فقط للقطاع الخاص، في إشارة واضحة لمن تريد الدولة حمايته ومن تريد تأديبه.
سارة الفلبينية، التي أمضت 15 عاماً تخدم عائلة سعودية، تلقت إنذار الترحيل النهائي. "أطفالي ولدوا هنا، هذا بيتهم الوحيد، كيف أقول لهم أننا سنفقد كل شيء بسبب ورقة نسيت تجديدها؟" تحكي بدموع لا تجف. في المقابل، ازدهرت أعمال الدكتورة فاطمة الاستشارية القانونية التي ساعدت مئات المقيمين في تجنب الكارثة بتنبيهات مسبقة. طوابير المقيمين أمام مراكز الجوازات تحكي قصة خوف جماعي، بينما تطبيق "أبشر" يرسل إشعارات حمراء كجرس إنذار لا يصمت.
النظام واضح ولا يعرف الاستثناءات: ثلاث فرص، ثلاث عقوبات، نهاية واحدة. الخيار أمامك بسيط: إما الانضباط الكامل أو الوداع النهائي. راجع إقامتك الآن، تأكد من التواريخ، حمّل التطبيقات المناسبة، لأن السعودية الجديدة لا تقبل التهاون. السؤال الذي يطرح نفسه: هل ستكون من المنضبطين الذين يواكبون التطور، أم من المرحلين الذين تركتهم الأيام خلفها؟
أخبار متعلقة :