الرياض - ياسر الجرجورة في الاثنين 8 ديسمبر 2025 07:52 مساءً - أطلقت هيئة المتاحف متحف البحر الأحمر في مبنى باب البنط العريق بجدة، ليشكّل إضافة نوعية لمشروع إعادة تأهيل جدة التاريخية المُدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو.
حضور الافتتاح
وجاء الافتتاح بحضور نائب أمير مكة الأمير سعود بن مشعل بن عبدالعزيز، ووزير الثقافة ورئيس مجلس إدارة هيئة المتاحف الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، إلى جانب نخبة من المهتمين بالشأن الثقافي والفني.
واستهل الحضور جولتهم في القاعات الدائمة للمتحف، قبل تدشين المعرض المؤقت الأول «بوابة البوابات» للفنان معاذ العوفي، فيما اختُتمت الأمسية بعرض موسيقي لفرقة «سيلك رود» قدّمت من خلاله مقطوعات مستوحاة من ثقافات البحر الأحمر.
منصة معرفية وفنية
وأكد وزير الثقافة أن المتحف الجديد يمثل فضاءً رحباً للإبداع، ومنصة ثقافية تعزز الحوار الحضاري وتدعم التبادل المعرفي، مجسداً التزام المملكة بحماية تراثها الطبيعي والثقافي.
وأضاف أن المشروع يأتي ضمن جهود متواصلة لإحياء جدة التاريخية بدعم من القيادة، بما يسهم في بناء بيئة ثقافية مزدهرة تستوعب مختلف الفنون والاتجاهات.
ويقع المتحف داخل مبنى باب البنط عند نقطة التقاء اليابسة بالبحر، وقد خضع لترميم شامل وفق معايير الاستدامة البيئية الخاصة بالمباني التراثية، وذلك ضمن مبادرات برنامج جودة الحياة المرتبطة برؤية 2030، بهدف تطوير البنية التحتية الثقافية وتعزيز حضورها الحضري، وإعادة الدور التاريخي لباب البنط بوصفه بوابة بحرية ارتبطت بجدة عبر أجيال.
محتوى ثري وتجربة متكاملة
ويضم متحف البحر الأحمر أكثر من ألف قطعة أثرية وفنية موزعة على سبعة محاور رئيسية داخل 23 قاعة عرض، تقدّم سرداً بصرياً لتاريخ المنطقة وتفاعلها الإنساني الممتد على ضفاف البحر الأحمر من العصور القديمة حتى الوقت الحاضر. وتشمل المقتنيات أدوات ملاحية وخزفاً ومخطوطات وصوراً نادرة، إلى جانب أعمال فنية معاصرة لفنانين من داخل المملكة وخارجها.
وأوضح الرئيس التنفيذي المكلف لهيئة المتاحف إبراهيم السنوسي أن المتحف يشكّل امتداداً لنهج وزارة الثقافة في تطوير متاحف بمعايير عالمية، ترتكز على البحث والمعارض التخصصية والبرامج الثقافية المتنوعة، ليؤدي دوراً معرفياً وحضارياً يعزز حضور المؤسسات الثقافية السعودية عالمياً.
عمق تاريخي ورؤية مستدامة
ويعكس تدشين المتحف التوجه الذي تتبناه وزارة الثقافة لإحياء جدة التاريخية بأسلوب مستدام، من خلال الحفاظ على عناصرها التراثية وتنمية اقتصادها الثقافي.
ويعد المتحف أحد أبرز مشاريع الإحياء الحضري في المنطقة، ونموذجاً للتكامل بين صون التراث وتقديم محتوى ثقافي معاصر يعبر عن هوية المدينة وتاريخها البحري.
أخبار متعلقة :