الرياض - ياسر الجرجورة في الجمعة 12 ديسمبر 2025 10:49 مساءً - في تطور صاعق يعيد تشكيل مستقبل 13 مليون مقيم في السعودية، أعلنت المديرية العامة للجوازات رسمياً إنهاء عصر الإقامات التقليدية وإطلاق "هوية مقيم" الرقمية الثورية بصلاحية تمتد لـ5 سنوات كاملة. هذه ليست مجرد بطاقة جديدة، بل نقلة تاريخية تضع المملكة في مقدمة دول العالم رقمياً، والساعة تدق لملايين المقيمين الذين يتسابقون للحصول على هوية المستقبل.
أحمد المصري، مقيم في الرياض منذ 8 سنوات، يروي قلقه: "عائلتي المكونة من 5 أفراد ستحتاج لدفع 2500 ريال دفعة واحدة، لكن عندما حسبت تكلفة التجديدات السنوية والإجازات المفقودة، اكتشفت أننا سنوفر آلاف الريالات على مدى 5 سنوات". د. محمد العتيبي، خبير التحول الرقمي، يؤكد: "هذه خطوة ثورية ستضع السعودية في المقدمة عالمياً، مثل انتقال العالم من الطوابع البريدية للإيميل". الأرقام تتحدث: 600 ريال للعمالة المنزلية و500 ريال لكل فرد، لكن مقابل راحة تدوم 5 سنوات.
تأتي هذه الخطوة الجذرية ضمن رؤية 2030 الطموحة التي تهدف لتحويل المملكة إلى مجتمع رقمي متقدم. الخلفية التاريخية تشهد على تطور مستمر بدأ مع منصة "أبشر" وامتد لمشاريع نيوم والمدن الذكية. عمار اللبناني، مقيم منذ 15 عاماً، يصف مشاعره: "أخيراً لن نحتاج لتجديد الإقامة كل عام، كان الأمر مثل عقوبة سنوية". خبراء التحول الرقمي يتوقعون أن تصبح السعودية المرجع العالمي في خدمات المقيمين خلال 3 سنوات، مقارنة بالأنظمة التقليدية التي تعمل بسرعة السلحفاة.
التأثير على الحياة اليومية سيكون كسرعة الضوء: فتح الحسابات البنكية بدقائق، التقديم للوظائف إلكترونياً، السفر الداخلي بسلاسة مذهلة. سارة الفلبينية تشارك تجربتها: "استطعت إنجاز معاملة في البنك خلال 10 دقائق بدلاً من ساعات، والبطاقة الذكية ناعمة الملمس وخفيفة الوزن". النتائج المتوقعة مذهلة: توفير مليارات الريالات سنوياً وملايين الساعات المهدرة، مع رفع رضا المقيمين بنسبة تصل لـ90%. لكن التحذيرات واضحة: المتأخرون عن التسجيل قد يفقدون المواعيد المتاحة في ظل الإقبال الجماهيري الكاسح.
هذه النقلة النوعية تضع السعودية كـقائد رقمي للمنطقة، حيث تحول حلم المستقبل إلى واقع ملموس. المملكة لا تكتفي بمواكبة التطور، بل تقود المسيرة نحو مستقبل بلا حدود. الرسالة واضحة للـ13 مليون مقيم: سارعوا بالتسجيل على منصة أبشر، فالمستقبل لن ينتظر المترددين. السؤال الحاسم الآن: هل ستكون من الملايين الذين سيعيشون في المستقبل، أم ستبقى عالقاً في أوراق الماضي؟
أخبار متعلقة :