الرياض - ياسر الجرجورة في الجمعة 19 ديسمبر 2025 04:19 صباحاً - في مشهد لم تشهده الصحراء من قبل، وصل أكثر من 100 سائح من مختلف قارات العالم إلى أرض المملكة لهدف واحد مذهل: مشاهدة منافسات الإبل! للمرة الأولى في التاريخ، تتحول هذه الرياضة التراثية من موروث محلي إلى ظاهرة عالمية تجذب عدسات العالم وقلوبه. الآن، بينما تقرأ هذه السطور، يكتشف العالم كنز السعودية الثقافي المدفون لقرون.
تحت سماء الصحراء الصافية، وقف جون سميث، المصور البريطاني الذي سافر 6000 كيلومتر خصيصاً لتوثيق هذا التراث: "لم أتوقع أن أجد نفسي مشدوداً بهذا الشكل لجمال الإبل وعظمة هذا التنافس". بينما كانت عدسات الكاميرات تلتقط كل حركة، شاهد السياح آلية التحكيم المعقدة ومعاييره الدقيقة خلال شوط شلفا ولي العهد لفئة المجاهيم. ماريا جونزاليز من إسبانيا، التي وقفت مذهولة أمام المنقيات الأصيلة، همست: "هذا أجمل ما رأيته في حياتي!"
وراء هذا النجاح المدهش، تقف استراتيجية سعودية محكمة لإحياء التراث وعولمته. د. أحمد الراشد، المحكم الدولي، يؤكد: "تخصيص شوط دولي مفتوح لجميع الجنسيات كان قراراً عبقرياً أسهم في تعزيز الحضور العالمي للمنافسات". كما كانت طريق الحرير تربط الحضارات قديماً، تربط منافسات الإبل اليوم ثقافات العالم بالتراث العربي الأصيل. هذا التطور يأتي في إطار رؤية السعودية 2030 للترويج للثقافة وتعزيز دور المملكة كوجهة ثقافية عالمية.
التأثير لا يتوقف عند الإعجاب فقط. عبدالله النعيمي، مالك الإبل، يروي بفخر: "عندما رأيت السياح يصورون إبلي ويسألون عن تاريخها، شعرت بفخر لا يوصف". الآن، تنتشر صور وفيديوهات المنافسات عبر وسائل التواصل الاجتماعي بقوة الإعصار، مما يفتح آفاقاً جديدة للسياحة الثقافية. المستثمرون يتسابقون لدراسة فرص الاستثمار في هذا القطاع الواعد، بينما تتزايد الاستفسارات حول برامج التراث السعودي من جميع أنحاء العالم.
بينما تهب نسائم الصحراء العليلة محملة برائحة البخور العربي الأصيل، يبدو أن المملكة نجحت في تحقيق معادلة صعبة: الحفاظ على أصالة التراث مع جعله جذاباً للعالم. نادي الإبل، بإمكاناته المتطورة وتنظيمه المتقن، حوّل ما كان مجرد تراث محلي إلى احتفال ثقافي ذي طابع دولي. هل نحن أمام ولادة صناعة سياحية جديدة ستغير وجه السياحة في المملكة للأبد؟
أخبار متعلقة :