دبي - هبه الوهالي - يطبِّق محمد عبد الرحمن «الغربال»، مهاجم المنتخب السوداني الأول لكرة القدم، سياسة «الأمر الواقع» للتعامل مع الظروف المحيطة بـ«صقور الجديان» لكي يتمكن من النجاح رغم ظروف الحرب التي أثرت على نشاط اللعبة في بلاده.
وخلال أبريل 2023 اندلع صراع عسكري تسبب في كارثة إنسانية، ليتوقف نشاط اللعبة ويضطر المنتخب إلى خوض مباريات التصفيات المؤهلة لكأس العالم وكأس الأمم الإفريقية خارج ملعبيه التاريخيين في أم درمان والخرطوم حيث توج بلقبه القاري الوحيد عام 1970.
وقال عبد الرحمن في مقابلة: «كان لا بدّ لنا أن نكون أقوى من كل الظروف. نحن نتعامل بسياسة الأمر الواقع، أي خيار خلاف ذلك يعني فشل المنظومة».
وأضاف مهاجم الهلال، عملاق السودان، الذي سينافس في الدوري الرواندي الموسم المقبل: «لا يوجد لاعب يحب اللعب خارج وطنه، إن اللعب في الوطن إحساس عظيم، يبقى السودان هو مصدر الإلهام والقوة».
وعلى الرغم من هذه المعاناة وخوض تصفيات كأس الأمم بين جنوب السودان وليبيا، أسهم عبد الرحمن في قيادة بلاده لبلوغ النهائيات بعدما تفوق على غانا، بطلة إفريقيا أربع مرات، ليتأهل إلى جانب أنجولا للبطولة الجارية في المغرب.
واستهل السودان مشواره في البطولة بالخسارة 0ـ3 من الجزائر، لكن مساعيه للتقدم للدور التالي لا تزال قائمة مع تأهل منتخبين وأفضل أربع منتخبات تحتل المركز الثالث بين ست مجموعات.
وسيواجه فريق المدرب كواسي أبياه غينيا الاستوائية الأحد المقبل، ثم بوركينا فاسو 31 ديسمبر الجاري في بقية مباريات المجموعة الخامسة.
وأضاف عبد الرحمن: «في جنوب السودان نحن لا نلعب غرباء، إنها دولتنا، انفصلنا سياسيًا، لكننا نعيش الوحدة اجتماعيًا. في الجنوب تحديدًا لا يوجد إحساس غربة».
وأضاف: «أما ليبيا فساعدت الكرة السودانية كثيرًا خلال فاجعة الحرب، اتحادها فتح أبوابه للاعبين السودانيين للانضمام بصفتهم لاعبين وطنيين، إنه موقف سيظل خالدًا في ذاكرة الشعب السوداني إلى الأبد».
وتابع: «كما أنها استضافت منتخباتنا وأنديتنا بحفاوة لا مثيل لها.. كنا نجد دعمًا جماهيريًا كبيرًا لا يقل عن ذلك الذي نجده في السودان وجنوب السودان، لذلك هي وجهة محببة لنا».
وتعقد الجماهير السودانية آمالها على عبد الرحمن لقيادة المنتخب للتقدم من دور المجموعات في كأس الأمم للمرة الأولى منذ 2012 وتحسين سجل المنتخب الذي اعتاد الصعود على منصات التتويج في الأعوام الأولى للبطولة.
وكان السودان أحد ثلاثة منتخبات شاركت في النسخة الأولى عام 1957، إلى جانب مصر وإثيوبيا، وحل ثانيًا عام 1959 و1963 قبل أن ينتزع لقبه القاري الوحيد في 1970.
ولا يشعر المهاجم بالضغط من توقعات الجماهير مبينًا: «مدين لهذه الجماهير، فقد ظلت مواقفها الإيجابية حاضرة معنا بقوة في المحافل كافة».
وأردف: «حتى النقد منها نتقبله بصدر رحب. أتمنى صادقًا أن نتأهل إلى دور الثمانية ونرد الدين لمناصرينا. نحن ممتنون لهذا الود الذي نحظى به. مطالب جماهيرنا الوفية تمثل دافعًا كبيرًا لنا، وليس ضغطًا، ونأمل أن نكون على قدر ثقتها في إمكاناتنا».
ويتبقى لعبد الرحمن خمسة أهداف مع المنتخب ليصبح هدّافه التاريخي ويكسر رقم نصر الدين عباس «جكسا»، الذي سجل 27 هدفًا دوليًا، ومع ذلك لا يفكر «الغربال» في الأرقام الفردية موضحًا: «للأمانة لا أفكر في ذلك مطلقًا. مثل هذا التفكير هو بداية النهاية. كرة القدم لعبة جماعية وهكذا يجب التعامل معها».
