دبي - ورده حسن - المحتوي
في عصر سيطرة وسائل التواصل الاجتماعي باتت فيديوهات “ما أتناوله في اليوم” (What I eat in a day) ظاهرة منتشرة على نطاق واسع. حيث يستعرض فيها المؤثرون غالبًا ما يكونون جذابين ويرتدون ملابس رياضية قائمة بكل ما استهلكوه خلال اليوم.
وللوهلة الأولى قد تبدو هذه الفيديوهات مجرد تسلية بريئة، ولكنها في الواقع يمكن أن تعزز أفكارًا خطيرة حول الطعام، والوزن، وصورة الجسد.
فيديوهات “ما أتناوله في اليوم”
ويشير المختصون الذين عملوا مع مرضى اضطرابات الأكل إلى الضرر المباشر الذي يمكن أن تسببه هذه الفيديوهات. إذ يقول أحدهم: “عملت مع أشخاص يعانون من اضطرابات الأكل شاهدوا هذه الفيديوهات. ورأيت بنفسي مدى ضرر هذا المحتوى”.
ربما تبدو هذه الأمور وكأنها متعة غير ضارة، ولكنها في الواقع قد تعزز أفكارًا خطيرة حول الطعام والوزن وصورة الجسم. وفقًا لموقع “sciencealert“.
وأصبحت مقاطع الفيديو “ما آكله في اليوم” شائعة منذ ما يزيد على عقد من الزمان. حيث وصلت المشاهدات إلى مليارات.

في حين تستهدف هذه الفيديوهات الرجال والنساء على حد سواء، ويزعم الكثير منها أنها تروج للصحة والتغذية. ومع ذلك قد تسبب مقاطع فيديو كهذه ضررًا أكبر من نفعها.
وقد تُرسل هذه الفيديوهات أيضًا رسائل ضارة حول صورة الجسم. وتستخدم العديد من هذه الفيديوهات فلاتر تجميل لإنشاء صور تُروّج لصور مثالية غير واقعية للجسم.
وغالبًا ما تتضمن هذه الفيديوهات لقطات تُظهر مظهر الشخص من الأمام، ومن الجانب. وفي صالة الألعاب الرياضية، وبملابس ضيقة وواضحة. وقد تتضمن أيضًا بعض صور “قبل وبعد” فقدان الوزن. ما يُوحي بأن هذا الهدف يجب أن يكون هدف الجميع.

مخاطر هذه الفيديوهات
أحد أبرز المشكلات في هذه الفيديوهات هو أن قلة قليلة من هؤلاء صناع المحتوى لديهم مؤهلات رسمية في الصحة أو التغذية. ما يزيد من احتمالية انتشار المعلومات الخاطئة.
وغالبًا ما تصور هذه الفيديوهات أنظمة غذائية منخفضة السعرات الحرارية، أو تستبعد مجموعات غذائية كاملة. أو تروج لمفهوم “الأكل النظيف” (وهو مفهوم إشكالي في أفضل الأحوال).
بل إن بعض هذه الفيديوهات قد تشجع على سلوكيات خطيرة مثل تخطي الوجبات. وتناول كميات قليلة جدًا من الطعام، أو استخدام الملينات لتطهير الجسم من الطعام. وهذا يشكل خطرًا حقيقيًا على الصحة الجسدية والنفسية للمشاهدين، خاصة الشباب والمعرضين لاضطرابات الأكل.
وبينما تبدو فيديوهات “ما أتناوله في يومي” جذابة ومسلية، إلا أن الجمهور مدعو إلى التعامل معها بحذر شديد. والبحث عن معلومات صحية من مصادر موثوقة ومختصين مؤهلين. لتجنب الوقوع فريسة للمعلومات المضللة التي قد تهدد صحتهم وسلامتهم النفسية.
