دبي - ورده حسن - المحتوي
في عالم لا يعترف إلا بالتميز، تبرز شخصيات قليلة تمتلك عقلية فريدة تدفعها لتجاوز حدود النجاح المألوف واستكشاف آفاق جديدة. أسطورة كرة القدم الإسبانية، جيرارد بيكيه، هو خير مثال على هذه الروح الطموحة التي لا تهدأ.
وبعد مسيرة كروية أسطورية حفرت اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ نادي برشلونة والمنتخب الإسباني، يواصل بيكيه رحلته الملهمة، ليس في الملاعب الخضراء. بل في الساحات الرقمية التي تشهد نموًا متسارعًا، ليثبت أن الشغف والطموح لا يعرفان خط نهاية.
من “الكامب نو” إلى “Kings League”
بعد ثلاث سنوات فقط من تعليق حذائه مع برشلونة، لم يكتف بيكيه بالاستمتاع بإرثه الكروي الحافل بالألقاب، بما في ذلك كأس العالم ودوري أبطال أوروبا. بل قام بترجمة خبرته وشغفه باللعبة إلى مشروع مبتكر.
أطلق دوري “Kings League”، وهو دوري كرة قدم يدمج بين الواقع والعالم الرقمي بقواعد جديدة ومثيرة. ليصبح بسرعة ظاهرة عالمية تجذب الملايين من المتابعين.
لم يتوقف طموحه عند هذا الحد، بل عزز مكانته في هذا القطاع الحيوي من خلال فريقه للرياضات الإلكترونية “Movistar KOI”. مرسخًا نفسه كشخصية قيادية ورائدة عند نقطة التقاء الرياضات التقليدية بالإلكترونية.
كأس العالم للرياضات الإلكترونية بالرياض
وخلال زيارته الأخيرة إلى العاصمة السعودية الرياض للمشاركة في فعاليات كأس العالم للرياضات الإلكترونية 2025، لم يخفِ بيكيه انبهاره بحجم الحدث الذي وصفه بـ “غير المسبوق”. وفقًا لقناة العربية.
كما قال النجم الإسباني: “إن تجربة حضور الحدث على أرض الواقع تختلف عن متابعته عبر البث التلفزيوني. الأجواء هنا استثنائية. كما أن التجهيزات والاستثمارات التي قدمتها المملكة العربية السعودية من خلال هذه البطولة غير مسبوقة”.
وشارك بيكيه بفاعلية في الحدث، حيث انضم إلى فريق الأسطورة البرازيلية كاكا في المباراة الاستعراضية للعبة EA Sports FC 25 ضد فريق الظاهرة رونالدو نازاريو.
كما جال في أروقة مهرجان كأس العالم للرياضات الإلكترونية. وظهر في برنامج “EWC Spotlight”. ليسلط الضوء على تجربته ورؤيته لمستقبل هذا القطاع الواعد.
استثمار استراتيجي في المستقبل
أكد بيكيه أن تجربته في الرياض عززت قناعته بالأهمية المتنامية لقطاع الرياضات الإلكترونية، مشيداً بالرؤية السعودية الطموحة.
بينما أوضح قائلًا: “أعتقد أن هذا قطاع بالغ الأهمية، ويستهدف شريحة الشباب بشكل رئيسي. إن قرار السعودية بالتواصل مع جمهور الشباب الذي يمثل مستقبل هذا القطاع. هو قرار استراتيجي وذكي للغاية”.
كما سلط بيكيه الضوء على الأرقام الاستثنائية التي تحققها البطولة، والتي تعكس حجم الاهتمام العالمي. مضيفًا: “شاركتنا مؤسسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية أرقامًا مذهلة. حيث بلغت ذروة المشاهدة لإحدى المباريات 3.1 مليون مشاهد.
وهذا يجسد رؤية بعيدة المدى وإيمانًا راسخًا بالفرص الواعدة التي يحملها هذا القطاع”.
من خلال رحلته المستمرة في عالم الأعمال والرياضات الإلكترونية، يقدم جيرارد بيكيه نموذجًا فريدًا للرياضي الذي يتحول إلى رائد أعمال ناجح، مستثمرًا شهرته ورؤيته لإحداث تغيير حقيقي.
بينما في الوقت نفسه، تبرهن استضافة المملكة العربية السعودية لحدث بهذا الحجم على طموحها الكبير لتكون مركزًا عالميًا لهذا القطاع الذي يرسم ملامح مستقبل الترفيه والرياضة.
