«معهد البنك الإسلامي» و«صندوق النقد العربي» يقدمان برنامجًا تدريبيًا حول استخدام الذكاء الاصطناعي

دبي - ورده حسن - المحتوي

Advertisements

في خطوة استراتيجية نحو دمج التكنولوجيا المتقدمة مع المبادئ الشريعة، اختتم معهد البنك الإسلامي للتنمية (IsDBI) وصندوق النقد العربي (AMF) بنجاح البرنامج التدريبي المتخصص الأول من نوعه في المنطقة، بعنوان “دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز الصناعة المالية الإسلامية”.

عُقد البرنامج في مقر صندوق النقد العربي بأبوظبي، العربية المتحدة، ويأتي تتويجًا للتعاون الاستراتيجي بين المؤسستين لتعزيز استقرار وتقدم صناعة التمويل الإسلامي في الدول الأعضاء المشتركة بينهما، والبالغ عددها 22 دولة.

 بناء القدرات والابتكار الشرعي

يُعد هذا البرنامج علامة فارقة كونه يدمج الذكاء الاصطناعي والتمويل الإسلامي بشكل شامل لأول مرة إقليميًا. استهدف البرنامج بناء قدرات المتخصصين، عبر تعميق فهمهم للأسس النظرية والتطبيقات العملية للذكاء الاصطناعي، بهدف تعزيز الكفاءة والابتكار في المشهد المالي الإسلامي، مع الالتزام الصارم بمبادئ الشريعة الإسلامية ومتطلبات الحوكمة.

شارك في البرنامج 32 خبيرًا من البنوك المركزية والمؤسسات المالية في الدول العربية. قدم الجلسات المدربان المحترفان من البنك الإسلامي للتنمية، الدكتور هلال حسين والدكتور محمد عياش. وفقًا لوكالة الأنباء واس.

محاور مكثفة وتطبيقات عملية

غطى جدول أعمال البرنامج مجموعة واسعة من المواضيع الأساسية، شملت مفاهيم الذكاء الاصطناعي، والتعلم الآلي، والشبكات العصبية، والبيانات الضخمة. تركز الاهتمام بشكل كبير على استكشاف التطبيقات العملية في البنوك الإسلامية، مثل:

وتم التأكيد بشدة على مواءمة هذه التقنيات مع أحكام الشريعة الإسلامية وآليات الحوكمة.

الهاكاثون والامتثال الرقمي

اطلع المشاركون على تجربة أول هاكاثون للذكاء الاصطناعي في التمويل الإسلامي الذي نظمه البنك الإسلامي للتنمية. كان الهدف الأسمى من الهاكاثون هو تحويل معايير المحاسبة الصادرة عن هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية (AAOIFI) من نصوص متخصصة إلى حلول رقمية ذكية. من شأن هذا التحول أن يدعم الامتثال الشرعي والمحاسبة في المؤسسات المالية الإسلامية بكفاءة وشفافية أكبر.

 أخلاقيات الذكاء الاصطناعي والعمل التفاعلي

لم يغفل البرنامج عن التحديات المحورية، حيث تناول قضايا جودة البيانات، والتحيز، والشفافية، وقابلية التفسير. كما ربط أخلاقيات الذكاء الاصطناعي بمقاصد الشريعة الإسلامية، وعزز تطوير أطر حوكمة مسؤولة لهذه التقنيات.

شهدت الجلسات التفاعلية عمل المشاركين في مجموعات لتطوير حالات وأمثلة واقعية، حيث صمموا 6 شركات افتراضية في قطاع الخدمات المالية، تم دمجها لاحقًا في منظومتين بيئيتين استراتيجيتين، مما شكل بيئة اختبار عملية للأفكار والنماذج المقترحة.

خارطة طريق للمستقبل

اختتم البرنامج بتسليط الضوء على الدور المتزايد للذكاء الاصطناعي في البنوك المركزية والهيئات التنظيمية والقطاع المالي الإسلامي بشكل عام. شارك الحضور في أنشطة تفاعلية أثمرت عن وضع مسودة لخارطة طريق لتبني الذكاء الاصطناعي في المؤسسات المالية والتنظيمية. وتهدف هذه الخارطة إلى تشجيع الابتكار، وترسيخ ثقافة الاستخدام المسؤول بما يتوافق مع المتطلبات التنظيمية وضوابط الشريعة الإسلامية.

وفي الختام، وُزِّعَت شهادات الحضور على جميع المشاركين، مما يمثل خطوة مهمة نحو تسريع وتيرة التحول الرقمي الشرعي في المنطقة.

أخبار متعلقة :