خريطة “جالاكسي” العالمية.. أين تصنع هواتف “سامسونج” الحقيقية؟

دبي - ورده حسن - المحتوي

Advertisements

قد تعتقد أن هاتفك “سامسونج” خرج من مصانع كوريا الجنوبية، أو ربما تظن أنه يحمل ختم “صنع في الصين” كمعظم الأجهزة التقنية، لكن الحقيقة ستفاجئك؛ فخلف كل هاتف “جالاكسي” إستراتيجية جغرافية معقدة تعبر القارات.

المفارقة الكبرى

في عالم التكنولوجيا، يبرز نموذج “آبل” و”جوجل” اللتين تصممان الأجهزة وتتركان مهمة التصنيع لشركات عملاقة مثل “فوكسكون”. لكن “سامسونج” تغرد خارج السرب؛ فهي الشركة الأكثر “تكاملًا رأسيًا” في القطاع. وفقا لـ”تك كرانش”.

“سامسونج” لا تصمم الهاتف فحسب؛ بل تصنع “أحشاءه” أيضًا. من الشاشات المذهلة، إلى رقائق الذاكرة (DRAM وNAND)، وصولًا إلى المعالجات ومستشعرات الكاميرا والبطاريات. والمفارقة هنا أن منافسيها اللدودين (آبل وجوجل) يعتمدون على شاشات سامسونج في أجهزتهم الرائدة.


خريطة الإنتاج

تنتج “سامسونج” سنويًا نحو 230 مليون هاتف، وتتوزع خريطة التصنيع على النحو التالي:

  • فيتنام (القلب النابض): هي “القوة العظمى” في إنتاج “جالاكسي”، حيث يتم تصنيع نحو 50% من إجمالي الهواتف هناك. وبحلول أغسطس 2025، سجلت مصانعها إنجازًا تاريخيًا بإنتاج أكثر من ملياري هاتف منذ عام 2009.

  • الهند (المصنع الأكبر عالميًا): تضم مدينة “نويدا” الهندية أكبر مصنع للهواتف الذكية في العالم بقدرة إنتاجية تصل إلى 120 مليون وحدة سنويًا، وهي مركز تصدير رئيس للأسواق العالمية.

  • كوريا الجنوبية (موطن النخبة): رغم أنها المقر الأم، إلا أنها تنتج أقل من 10% من إجمالي الإنتاج (نحو 20 مليون وحدة)، مخصصةً مصانعها للهواتف الرائدة فائقة التطور مثل Galaxy Z Fold 7.

  • البرازيل وإندونيسيا (المحليون): مصانع تهدف لتجاوز العقبات الضريبية ورسوم الاستيراد المرتفعة، وتخدم الأسواق الضخمة في أمريكا اللاتينية وجنوب شرق آسيا.

 حقيقة لغز الصين “صنع في الصين” 

في عام 2019، أغلقت “سامسونج” آخر مصانعها في الصين بسبب تراجع حصتها السوقية هناك إلى 2%. لكن هذا لا يعني أنها توقفت عن التصنيع هناك؛ بل غيرت الطريقة.

تعتمد سامسونج الآن على شركات “مصنعي التصميم الأصلي” (ODMs) مثل شركة “وينغتك”. في هذه الحالة، توفر سامسونج المواصفات، وتقوم الشركات الصينية بالتصميم والتصنيع الكامل.

هذه الإستراتيجية مخصصة للهواتف الاقتصادية (مثل سلسلة Galaxy M وA) لتقليل التكلفة ومنافسة الشركات الصينية في عقر دارها.

لماذا تشتت سامسونج “بيضها” في سلال كثيرة؟

خلف هذا التوزيع الجغرافي الواسع تقف ثلاث ركائز إستراتيجية:

  1. إدارة المخاطر: تجنب الكوارث الطبيعية أو الإضرابات العمالية التي قد تشل الإنتاج إذا تركز في مكان واحد.

  2. المنطق المالي: الهروب من رسوم الاستيراد المرتفعة في دول مثل البرازيل والهند عبر التصنيع المحلي، والاستفادة من حوافز مبادرات مثل “صنع في الهند”.

  3. الحروب التجارية: تقليل التورط في النزاعات بين القوى الكبرى (مثل أمريكا والصين)، ما يمنح الشركة مرونة في نقل الإنتاج من موقع لآخر لتجنب التعريفات الجمركية المفاجئة.

أخبار متعلقة :