الرياض - ياسر الجرجورة في الاثنين 20 أكتوبر 2025 09:20 صباحاً - وسط انتشار الشائعات المتضاربة حول تعليق الدراسة في المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية، تتصدر البيانات الرسمية لوزارات التعليم المشهد لتوضيح الحقائق ونفي المعلومات المغلوطة التي تسبب البلبلة بين الطلاب وأولياء الأمور.
أكدت مصادر مسؤولة في وزارة التربية والتعليم المصرية عدم صحة الشائعات المنتشرة حول تعليق الدراسة خلال الأسبوع المقبل بسبب سوء الأحوال الجوية. وأوضحت هذه المصادر أن الوزارة لم تصدر أي تعليمات أو توجيهات تتعلق بتعطيل الدراسة في المدارس على مستوى الجمهورية، مشيرة إلى أن العملية التعليمية تسير بشكل طبيعي وفق الخطة الزمنية المعتمدة للعام الدراسي الحالي.
وفي تصريحات رسمية، شددت الوزارة المصرية على أن قرارات تعليق الدراسة، في حال وجدت ضرورة لذلك، تقع ضمن اختصاص المحافظين في نطاق محافظاتهم، وذلك بعد التنسيق مع الجهات المعنية على رأسها هيئة الأرصاد الجوية وغرفة العمليات المركزية بوزارة التنمية المحلية. هذا الإجراء يتم فقط عند صدور تحذيرات رسمية من الأرصاد بوجود تقلبات جوية شديدة قد تؤثر على سير العملية التعليمية أو تشكل خطراً على سلامة الطلاب.
من جانب آخر، شهدت المملكة العربية السعودية قراراً رسمياً مختلفاً تماماً، حيث أعلنت وزارة التعليم السعودية تأجيل بدء العام الدراسي في مدن مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة والطائف لمدة أسبوع كامل. يأتي هذا القرار مراعاة للخصوصية الجغرافية والدينية لهذه المدن المقدسة، ويؤثر على أكثر من مليوني طالب وطالبة في هذه المناطق التي تمثل نحو ثلاثين بالمائة من المناطق الرئيسية في المملكة.
تتميز هذه الخطوة بكونها الأولى من نوعها في تاريخ التعليم السعودي، حيث تحصل مدن معينة على تقويم دراسي خاص بها. يهدف هذا الإجراء إلى تخفيف الضغط والازدحام في المدن المقدسة، خاصة مع تزايد أعداد الحجاج والمعتمرين ضمن رؤية المملكة ٢٠٣٠ لتطوير قطاع السياحة الدينية.
في السياق ذاته، حذرت وزارة التعليم السعودية من انتشار شائعات حول تمديد إجازة الخريف المدرسية لأكثر من تسعة أيام، مؤكدة التزامها بالتقويم الدراسي المعتمد الذي ينص على أن إجازة الخريف ستستمر من الحادي والعشرين من نوفمبر حتى التاسع والعشرين من الشهر ذاته، الموافق للفترة من ثلاثين جمادى الأولى وحتى الثامن من جمادى الآخرة.
تسعى الوزارتان في كلا البلدين إلى مواجهة ظاهرة انتشار المعلومات المضللة عبر منصات التواصل الاجتماعي، داعيتين المواطنين وأولياء الأمور إلى عدم الانسياق وراء الشائعات والاعتماد حصرياً على البيانات الرسمية الصادرة عن القنوات الإعلامية المعتمدة والمواقع الرسمية للوزارات. تؤكد هذه الجهود على أهمية التحقق من مصداقية المعلومات قبل نشرها أو التعامل معها كحقائق مسلّم بها، خاصة في القضايا التي تمس حياة ملايين الطلاب والعائلات.