ابوظبي - ياسر ابراهيم - الثلاثاء 19 أغسطس 2025 11:46 مساءً - كشف جوسيبي سابا، المدير التنفيذي وعضو مجلس إدارة دبي الإنسانية، أن قيمة مخزون المساعدات الإنسانية المتوفرة لأعضاء «دبي الإنسانية» يبلغ حالياً 210 ملايين دولار ما يعادل 770.7 مليون درهم.
لافتاً إلى أن عدد شحنات المساعدات المرسلة من مجتمع دبي الإنسانية خلال النصف الأول من العام الجاري بلغ 502 شحنة بقيمة إجمالية تقدر بنحو 49 مليون دولار أمريكي ما يعادل 179.8 مليون درهم وصلت إلى 81 دولة.
وأضاف: تمتد مرافق دبي الإنسانية على مساحة أكثر من 150 ألف متر مربع، وبلغ عدد الشحنات البحرية والجوية التي سيرتها «دبي الإنسانية» لنقل الإغاثة من مخزون مستودعات المنظمات الإنسانية، 8 شحنات إلى العريش – مصر، استجابة لأزمة غزة، و4 إلى ميانمار نتيجة حدوث الزلزال، وبلغت قيمة المساعدات المرسلة نحو 4 ملايين دولار، وعدد المستفيدين ما يقارب 2 مليون مستفيد.
جاء ذلك على هامش فعالية أحيتها دبي الإنسانية، أمس، بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني، نظمها تجمع المنظمات الأعضاء في دبي الإنسانية، وذلك بالتعاون مع مكتب المنسق المقيم للأمم المتحدة في دولة الإمارات، ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
ووكالة الإمارات للمساعدات الدولية، تكريماً لتفاني وشجاعة وتضحيات العاملين في المجال الإنساني، وتأكيداً على أن المدنيين والعاملين في الإغاثة يجب ألا يكونوا -أبداً- هدفاً في النزاعات.
وحملت الفعالية التي أقيمت في مقر دبي الإنسانية شعار «من أجل الإنسانية»، بحضور ممثلين عن منظمات الأمم المتحدة، والمؤسسات الإنسانية الدولية العاملة في الدولة، وعدد من الشركاء من الجهات الحكومية والمنظمات غير الحكومية.
مسؤولية مشتركة
واستهل جوسيبي سابا، المدير التنفيذي وعضو مجلس إدارة دبي الإنسانية، الفعالية بكلمة شدد فيها على أهمية مواصلة الدور الإنساني مع جميع الشركاء في القطاعات المختلفة. وقال: «إن اليوم العالمي للعمل الإنساني يذكرنا -بقوة- بإنسانيتنا ومسؤوليتنا المشتركة.
لافتاً إلى أن دبي الإنسانية من خلال دورها الفاعل في المنظومة الإنسانية، تشهد يوماً بعد يوم على التضحيات الجسيمة التي يقدمها العاملون في هذا المجال، ونحن نقف تضامناً مع جميع المتضررين من الأزمات، من عاملين في المجال الإنساني ومدنيين، ونجدد التزامنا بإيصال الأمل والكرامة والدعم لكل من هم في أمس الحاجة، أينما كانوا، ومهما بلغت التحديات».
من جانبها، قالت بيرانجير بويل، المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في دولة الإمارات: «في اليوم العالمي للعمل الإنساني، نستذكر من فقدناهم ونكرم شجاعة من يواصلون خدمة الآخرين، غير أن الاستذكار لا يكتمل إلا بالعزم على حماية المدنيين، والدفاع عن القانون الإنساني الدولي، وضمان ألا تُمنع المساعدات أو تُستغل في السياسة أو تُطوى في النسيان».
استجابة إنسانية
بدوره أوضح راشد الحميري، مدير إدارة العمليات في وكالة الإمارات للمساعدات الدولية، أن المساعدات الإنسانية جزء من البصمة الوراثية لدولة الإمارات، لافتاً إلى أن الإمارات قدمت منذ تأسيسها حتى عام 2024 مساعدات خارجية بقيمة أكثر من 368 مليار درهم، استفاد منها أكثر من مليار شخص، ما يعكس دورها المحوري في تلبية نداءات الاستغاثة الإنسانية حول العالم.
وأضاف: «دفعت توجيهات قيادتنا الرشيدة الاستجابة الإنسانية العالمية لدولة الإمارات إلى مستويات عليا، وخصصت الإمارات 20% من إجمالي مساعداتها الخارجية خلال العامين الماضيين للاستجابة الإنسانية. نُخلد شهداء الإنسانية في الإمارات وكل من فقدوا حياتهم أثناء مساعدة الآخرين».
أخطار
من جانبها قالت ساجدة شوا، رئيسة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في دولة الإمارات: «اليوم، وبعد مضي أكثر من عقدين منذ الانفجار المروع في 2003، (وهو الانفجار الذي حدث في بغداد وتسبب بمقتل 22 من موظفي الأمم المتحدة)، ازدادت الأخطار بشكل كبير.
ففي عام 2024 وحده، قُتل 383 من العاملين في المجال الإنساني وهو أعلى رقم تم تسجيله على الإطلاق. وهذا العام بدأنا بالفعل في احتساب خسائر مدمرة».
وأضافت: «نواجه تحديات غير مسبوقة، فهناك 300 مليون شخص بحاجة ماسة إلى المساعدة هذا العام، ومع ذلك فإن العمليات الإنسانية تم تمويلها بنسبة 18% فقط، وهناك ملايين الناس سيُحرمون من الغذاء والدواء والحماية.
وهذا أكبر عجز تمويلي نواجهه على الإطلاق، والثمن سيكون أرواحاً تُزهق. ونحن نحيل التصرف إلى المجتمعات المحلية، ونحن نتجاوز مواطن القصور، ونعيد الالتزام بجوهر العمل الإنساني: حماية الحياة بكرامة».
من جانبه، أكد ستيفن أندرسون، مدير مكتب برنامج الأغذية العالمي في الإمارات وممثل البرنامج لدى دول مجلس التعاون الخليجي، أن الشراكة الممتدة مع حكومة الإمارات منذ أكثر من 20 عاماً أسهمت - بشكل محوري - في تمكين البرنامج من إيصال المساعدات الغذائية والإنسانية إلى مختلف دول العالم.
وأوضح أن الموقع الاستراتيجي للإمارات وما توفره دبي من بنية تحتية متطورة وخدمات لوجستية عالية المستوى، جعلاها مركزاً عالمياً للعمل الإنساني، حيث ساعدت هذه الإمكانات البرنامج على إيصال المساعدات إلى آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط خلال ساعات قليلة.
وأشار أندرسون إلى أن حجم المساعدات التي انطلقت من الإمارات خلال العام الجاري بلغ نحو 60 ألف طن، من بينها 27 شحنة وصلت إلى سكان قطاع غزة، إلى جانب مساعدات أخرى وُجهت إلى السودان ودول آسيوية.