ابوظبي - ياسر ابراهيم - الأحد 7 سبتمبر 2025 11:30 مساءً - يصادف غداً التاسع من سبتمبر، الذكرى السنوية السادسة عشرة لتشغيل مترو دبي، الذي دشنه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في التاسع من سبتمبر عام 2009، ليصبح علامة فارقة في مسيرة التطوير العمراني والاقتصادي الذي شهدته الإمارة خلال العقدين الماضيين، حيث أسهم في ربط مختلف المناطق الحيوية في دبي، وتوفير وسيلة تنقل عصرية سهلة وآمنة ومستدامة، واكبت متطلبات النمو السكاني والاقتصادي المتسارع، وعززت مكانة دبي بين أبرز المدن العالمية في مجال البنية التحتية للنقل الجماعي.
تجربة فريدة
منذ انطلاقه، رسخ مترو دبي مكانته كأطول مشروع مترو في العالم دون سائق، محافظاً على مستويات عالية من الكفاءة التشغيلية، والدقة الكبيرة في الالتزام بمواعيد الرحلات، وتطبيقه لأرفع معايير السلامة العالمية، ويعد اليوم إحدى الركائز الأساسية لمنظومة النقل الجماعي في دبي، وأحد أبرز إنجازات هيئة الطرق والمواصلات التي نجحت في إرساء تجربة فريدة من نوعها على مستوى المنطقة والعالم.
نجح مترو دبي في تسجيل نمو متواصل في عدد مستخدميه منذ التشغيل، حيث ارتفع عدد الركاب من 38 مليوناً و887 ألف راكب عام 2010، إلى 69 مليوناً عام 2011، بنسبة نمو 77 %، وواصل ارتفاعه إلى أكثر من 109 ملايين راكب عام 2012، ثم ارتفع إلى أكثر من 200 مليون راكب عام 2017، ثم قفز إلى 260 مليون راكب عام 2023، ليصل إلى 275 مليوناً و400 ألف راكب عام 2024، ووفقاً للدراسات، يتوقع أن يتجاوز عدد ركاب مترو دبي حاجز 300 مليون راكب عام 2026، ليصل إلى 320 مليون راكب عام 2031.
وتجاوز إجمالي الركاب خلال 16 عاماً حاجز 2.6 مليار راكب، وذلك بعد نقله في النصف الأول من العام الجاري قرابة 143 مليون راكب، وبات متوسط عدد مستخدمي المترو يقدر يومياً بنحو 900 ألف راكب، وهو ما يؤكد اعتماد السكان والزوار على هذه الوسيلة كخيار أول للتنقل داخل الإمارة.
شبكة المترو
وتطورت شبكة المترو بشكل لافت خلال هذه الفترة، إذ ارتفع طول الخطوط من 52 كيلومتراً عند التدشين عام 2009 إلى نحو 90 كيلومتراً حالياً، فيما قفز عدد المحطات من 10 محطات إلى 53 محطة، كما ارتفع عدد القطارات من 79 قطاراً إلى 129 قطاراً، ويعكس هذا التوسع الاستجابة السريعة لهيئة الطرق والمواصلات لمتطلبات النمو العمراني والسكاني الذي شهدته دبي.
وكان من ضمن جهود التوسع في شبكة مترو دبي، اعتماد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في يونيو 2016 مشروع «مسار 2020» لتمديد الخط الأحمر من محطة جبل علي إلى موقع معرض إكسبو 2020، بكلفة بلغت 10.6 مليارات درهم، ونفذه تحالف «إكسبولينك» المكون من شركات فرنسية وإسبانية وتركية، وفي يوليو 2020، افتتح سموه التشغيل الرسمي لمسار 2020 بطول 15 كيلومتراً، منها 11.8 كيلومتراً فوق سطح الأرض و3.2 كيلومترات تحتها، موزعة على سبع محطات بينها محطة تبادلية مع الخط الأحمر وأخرى في موقع إكسبو، ويخدم المسار أكثر من 270 ألف نسمة في مناطق مثل الحدائق، ديسكفري جاردنز، الفرجان، عقارات جميرا للغولف ومجمع دبي للاستثمار، وتقدر مدة الرحلة من مرسى دبي إلى محطة إكسبو بـ16 دقيقة فقط، بطاقة استيعابية تصل إلى 46 ألف راكب في الساعة بالاتجاهين.
الخط الأزرق
واستكمالاً لمسيرة التوسع، شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في يونيو الماضي الاحتفال بوضع حجر الأساس لبدء تنفيذ الخط الأزرق لمترو دبي، الذي يمتد بطول 30 كيلومتراً، وإجمالي 14 محطة، ويخدم تسع مناطق حيوية يقدر عدد سكانها بنحو مليون نسمة، وفقاً لخطة دبي الحضرية 2040، حيث وجّه سموه حينها بالبدء الفوري في تنفيذ المشروع، وفق أرقى المعايير والمواصفات العالمية، بما يلبي متطلبات النمو السكاني في المنطقة، على أن يتم إنجاز مشروع المسار الجديد في العام 2029، تزامناً مع الذكرى العشرين لافتتاح مترو دبي.
ويمتاز الخط الأزرق بعدد من الخصائص الفريدة، أبرزها أنه يضم أول جسر لمترو دبي فوق خور دبي بطول 1300 متر، إلى جانب محطتين أيقونيتين في مرسى خور دبي وواحة دبي للسيليكون، بتصاميم معمارية عالمية مبتكرة، كما يضم أكبر محطة نفقية انتقالية في شبكة المترو بمساحة تفوق 44 ألف متر مربع وبطاقة استيعابية تصل إلى 350 ألف راكب يومياً، ويعتبر المشروع الأول من نوعه الذي يطبق معايير المباني الخضراء «الفئة البلاتينية»، بما يجسد رؤية دبي في تعزيز الاقتصاد الأخضر والاستدامة البيئية.
مركز تحكم
وتدار شبكة المترو من خلال مركز تحكم يعد من بين الأكثر تطوراً في العالم، يعمل على مدار الساعة لمراقبة وتشغيل الخطين الأحمر والأخضر، ويشرف المركز على حركة القطارات وأنظمة الاتصالات والمحولات الكهربائية، فضلاً عن أنظمة المعلومات للركاب، والتحكم في التهوية والإطفاء والتكييف في الأنفاق والمحطات، كما يضمن مراقبة أداء القطارات بدقة عالية، بما في ذلك المكابح والأبواب والمحركات، الأمر الذي ساعد على رفع مستويات السلامة وتقليل الأعطال وتحقيق سرعة أكبر في الصيانة واتخاذ القرارات التشغيلية.