ابوظبي - ياسر ابراهيم - الثلاثاء 28 أكتوبر 2025 12:21 صباحاً - برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، استضافت وزارة الاقتصاد والسياحة قمة «الإمارات وأفريقيا للاستثمار السياحي» لعام 2025.
والتي عقدت أمس في دبي تحت شعار «بناء جسور من أجل النمو المستدام»، وشهدت مشاركة واسعة ضمت أكثر من 350 شخصاً من القادة والوزراء وكبار المسؤولين الحكوميين وصناع القرار، إلى جانب المستثمرين ورواد الأعمال من دولة الإمارات و53 دولة أفريقية.
حضور عالي المستوى
حضر القمة التي أقيمت ضمن فعاليات «القمة العالمية لمستقبل الضيافة 2025»، وبالتعاون مع شركة «ذا بينش»، معالي عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد والسياحة رئيس مجلس الإمارات للسياحة، ومارسيو دي جيسوس لوبيز دانييل، وزير السياحة الأنغولي، وأمادو با، وزير الثقافة والحرف اليدوية والسياحة في السنغال، ورودني سيكومبا، وزير السياحة والفنون في زامبيا، وباتريشيا دي ليل.
وزيرة السياحة في جنوب أفريقيا، وحناتو موسى موساوا، وزيرة الفنون والثقافة والسياحة والاقتصاد الإبداعي في نيجيريا، وسياندو فوفانا وزير السياحة والترفيه في كوت ديفوار، وخوسيه لويس سانوغييرا، وزير السياحة والنقل في الرأس الأخضر، وشيخة ناصر النويس، الأمين العام المنتخب لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة للفترة من عام 2026 حتى عام 2029.
ويمنى البحار، نائب وزير السياحة والآثار المصري، وجون أولولتووا، الأمين العام الرئيسي لوزارة السياحة والحياة البرية في كينيا، وجوناثان ورسلي، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة «ذا بينش»، وعدد من كبار المستثمرين والرؤساء التنفيذيين العالميين في قطاعي السياحة والضيافة على المستويين الإقليمي والعالمي.
جسر للتواصل
وقال معالي عبدالله بن طوق المري، في كلمته الافتتاحية للقمة: انطلاقاً من الرؤية الحكيمة لقيادتنا الرشيدة، التي لا تكتفي باستشراف آفاق المستقبل فحسب، بل ترسم ملامحه وتصنع إنجازاته، جعلت دولة الإمارات السياحة جسراً للتواصل بين الشعوب والثقافات من مختلف أنحاء العالم.
ومحركاً رئيسياً لجذب الاستثمارات وأصحاب رؤوس الأموال، ورافداً حيوياً لتعزيز نمو وتنافسية الاقتصاد الوطني، ومصدراً للفخر والاعتزاز بإنجازات ريادية في جميع المجالات السياحية، وكوادر وطنية حظيت بثقة عالمية لتبوؤ مناصب رفيعة المستوى.
وتابع معاليه: قدمت الإمارات نموذجاً استثنائياً لتطوير وتنمية قطاعها السياحي، والذي تمثل في إحداث نقلات نوعية في سياساتها وبنيتها التحتية السياحية وفق أفضل الممارسات العالمية، وتبني مبادرات واستراتيجيات وطنية ريادية، وضخ الاستثمارات في مختلف المجالات السياحية، وبناء مشاريع سياحية متميزة في جميع إمارات الدولة.
إضافة إلى تدشين مطارات جديدة، وتوسيع شبكة خطوط الطيران بالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين حول العالم، وتعزيز شبكات التنقل الداخلية، وتوفير خدمات سياحية عالية الجودة، ما أسهم في ترسيخ مكانة الإمارات وجهة سياحية رائدة على خريطة السياحة العالمية.
انطلاقة جديدة
وأضاف معاليه: تواصل الإمارات دورها شريكاً تنموياً فعالاً في القارة الأفريقية، من خلال دعمها المستمر لمسارات النمو الاقتصادي والسياحي المستدام.
وفي هذا الإطار تأتي استضافة الدولة لهذه القمة التي تقام برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، تجسيداً لالتزامها الراسخ بتعزيز حضور الاستثمارات الإماراتية في الأسواق الأفريقية وبناء شراكات مثمرة مع شركائنا على مستوى القطاعين الحكومي والخاص في الأسواق الأفريقية، كما تمثل القمة نقطة انطلاق جديدة لتعزيز الشراكة الاقتصادية والسياحية بين الإمارات والقارة الأفريقية.
وأشار إلى أن الشركات الإماراتية استثمرت بقيمة أكثر من 110 مليارات دولار في مشاريع جديدة بالقارة الأفريقية بين عامي 2019 و2023، ما وضع دولة الإمارات ضمن أكبر أربعة مستثمرين عالميين في أفريقيا، بعد الولايات المتحدة والصين والاتحاد الأوروبي، وكذلك أكبر مستثمر عالمي من حيث حجم المشاريع الجديدة.
وتمتد هذه الاستثمارات لتشمل الطاقة المتجددة، والمناطق السياحية، وممرات الخدمات اللوجستية، والبنية التحتية الرقمية، مؤكدة رؤية الإمارات بأن التحول نحو التنمية المستدامة في أفريقيا يشكل ضرورة ليس للقارة فحسب، بل كذلك للنمو العالمي ولتحقيق استقرار اقتصادي مستدام على المدى الطويل.
بوابة للاستثمارات
وتابع معاليه: تشكل السياحة أحد أبرز محركات التنمية المستدامة والنمو في الاقتصاد العالمي، إذ تتجاوز كونها نشاطاً ترفيهياً لتسهم في خلق فرص العمل، وتمكين المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وتعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري بين الدول.
وفي القارة الأفريقية لا يزال القطاع السياحي في طور التعافي بعد الجائحة، حيث تشير مؤشرات دولية إلى أنه كان يوفر قبلها أكثر من 22 مليون وظيفة ويسهم بنحو 180 مليار دولار في الناتج المحلي الإجمالي.
كما تفيد التقديرات بأن صناعة السياحة والسفر تمتلك القدرة على إضافة نحو 168 مليار دولار إلى اقتصاد القارة وخلق أكثر من 18 مليون وظيفة جديدة خلال العقد المقبل، ما يؤكد الإمكانات الواعدة لهذه الصناعة في دعم مسيرة التنمية المستدامة.
وقال: تزخر أفريقيا بمقومات سياحية غنية ومتنوعة تشمل المنتجعات الساحلية والشواطئ الخلابة والمواقع التراثية والثقافية والتاريخية، وتوفر هذه المقومات فرصاً واسعة لمجتمع الأعمال الإماراتي، وبوابة حيوية للاستثمار والتوسع في الأنشطة السياحية المتنوعة، ونحن حريصون من خلال القمة على تحويل الأفكار إلى مشاريع وشراكات سياحية ملموسة ومستدامة تخدم مستقبل التنمية الاقتصادية في القارة الأفريقية.
وأشار إلى أن حركة الطيران بين دولة الإمارات والقارة الأفريقية تشهد نمواً ملحوظاً، حيث بلغ إجمالي عدد الرحلات الأسبوعية نحو 550 رحلة تسيّرها شركات طيران إماراتية وأفريقية، ما يجعل من شبكات النقل الجوي جسراً حيوياً يربط بين الجانبين، ويعزز فرص التعاون والتكامل في مجالات النقل والسياحة والخدمات اللوجستية.
ولفت إلى أن حجم الاستثمارات السياحية التي جذبتها الدولة بلغت 28.8 مليار درهم في 2023، وزادت إلى 32.2 مليار درهم في 2024، ومن المتوقع أن تصل إلى 35.2 مليار درهم في 2025، الأمر الذي يعكس رؤية الدولة في تطوير قطاع سياحي متكامل ومستدام.
رؤية استثمارية مستدامة
وتهدف القمة إلى صياغة رؤية استثمارية مستدامة تربط بين دولة الإمارات والقارة الأفريقية في مختلف الأنشطة والمشاريع السياحية، وتسهم في تعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين الجانبين إلى مستويات أكثر تقدماً وازدهاراً، وكذلك ترسيخ الالتزام المشتـرك بتعزيز السياحة الـمستدامة، وبناء شراكات سياحية جديدة على مستوى القطاعين الحكومي والخاص في كل المجالات ذات الاهتمام المتبادل.
وركزت القمة على استعراض الفرص الاستثمارية الرئيسية للشركات الإماراتية في قطاع السياحة بالأسواق الأفريقية، بما في ذلك تطوير البنية التحتية السياحية، وإنشاء المنتجعات الساحلية والفنادق، وتطوير مشاريع الترفيه والمدن السياحية الناشئة في القارة، إلى جانب المشاركة في مشاريع السياحة الخضراء والمستدامة، لا سيما المنتجعات العاملة بالطاقة المتجددة.
بالإضافة إلى فرص ضخ الاستثمارات الإماراتية في شركات الطيران الإقليمية الأفريقية، وشبكات النقل الحضري، ومنصات الحجز الإلكتروني، وخدمات التكنولوجيا المالية المخصصة للسياحة.
مجالات الاستثمار
واستعرضت القمة مجالات الاستثمار السياحي في السوق الإماراتية أمام المشاركين من الدول الأفريقية، والتي تضمنت أنشطة سياحة الأعمال، والمراكز والفعاليات الثقافية، والفنادق الفاخرة، والضيافة.
وكذلك الاستثمار في السياحة البيئية والمستدامة، خاصة في المحميات الطبيعية، إضافة إلى المشاريع المتعلقة بالترفيه العائلي والحدائق الترفيهية وسياحة العافية والتراث.
وفي هذا الإطار قالت شيخة ناصر النويس، الأمين العام المنتخب لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة للفترة من عام 2026 حتى عام 2029: «تتميز القارة الأفريقية بمقومات ومعالم سياحية غنية ومتنوعة، وإطلاق إمكاناتها يتطلب رؤى واستراتيجيات فاعلة لتحفيز الاستثمار والتمويل في تطوير بنيتها التحتية السياحية، وتعزيز الربط بين وجهاتها السياحية، والارتقاء بمهارات وقدرات كوادرها البشرية».
واستعرضت خلال القمة رؤيتها الطموحة لدفع عجلة التنمية السياحية عالمياً خلال المرحلة المقبلة من خلال منصبها أميناً عاماً لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة.
والتي ركزت فيها على أهمية توفير حلول مبتكرة وقابلة للتنفيذ لإحداث أثر سياحي مستدام على نطاق دولي، وخصوصاً في القارة السمراء، بما يصب في تعزيز دور السياحة رافعة للنمو الاقتصادي والاجتماعي والثقافي ومحركاً لازدهار المجتمعات المحلية في مختلف الدول الأفريقية.
وأضافت: «نشهد اليوم حدثاً دولياً فريداً في القطاع السياحي تحتضنه الإمارات، يجمع القادة والوزراء والمسؤولين من الإمارات والدول الأفريقية، ويشكل فرصة حقيقية للشراكة في مختلف المجالات السياحية، وتبادل الخبرات، وفتح آفاق جديدة للاستثمار السياحي المستدام والمتكامل بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص».
جلسات نقاشية موسعة
وشهدت جلسات القمة نقاشات مثمرة وموسعة حول مستقبل القطاع السياحي في الإمارات وأفريقيا، حيث أتاحت منصة متكاملة لتبادل الرؤى والخبرات حول سبل تسريع التحول السياحي في القارة الأفريقية، وتطوير نماذج جديدة للشراكة بين الحكومات والقطاع الخاص، بما يسهم في تعزيز الاستثمار في البنية التحتية.
وتحفيز الابتكار في خدمات الضيافة والسفر، وبناء منظومات سياحية مستدامة قادرة على دعم النمو الاقتصادي، وكذلك فرص النمو والتعاون السياحي على مستوى القطاعين الحكومي والخاص، وأهمية السياحة محركاً رئيسياً لتعزيز نمو الاقتصادات الأفريقية.
وشهدت القارة الأفريقية في 2024 تدفق نحو 74 مليون سائح، مسجلة زيادة بنسبة 12% مقارنة بالعام السابق 2023، ويشكل هذا الرقم نحو 5.3% من إجمالي الرحلات الدولية على مستوى العالم، الذي بلغ حوالي 1.4 مليار رحلة دولية، وتعكس هذه الأرقام النمو المتسارع للقطاع السياحي في أفريقيا، وتؤكد أهميته وجهة سياحية جاذبة للاستثمارات الإماراتية.
عبدالله بن طوق:
الإمارات جعلت السياحة جسراً للتواصل بين الشعوب والثقافات ومحركاً لجذب الاستثمارات
القمة نقطة انطلاق جديدة لتعزيز الشراكة الاقتصادية والسياحية بين الإمارات وأفريقيا
الإمارات أكبر مستثمر عالمي في المشاريع الجديدة بالقارة السمراء
550
رحلة أسبوعية تسيّرها شركات طيران إماراتية وأفريقية
110
مليارات دولار استثمارات الشركات الإماراتية في أفريقيا بين 2019 و2023
