ابوظبي - ياسر ابراهيم - الخميس 30 أكتوبر 2025 12:06 صباحاً - نظمت وكالة الإمارات للفضاء النسخة الأولى من «خلوة قطاع الفضاء» في متحف الاتحاد، لمناقشة أحدث التطورات في قطاع الفضاء، واستعراض رؤية دولة الإمارات لتكون ضمن أقوى اقتصادات الفضاء العالمية، إلى جانب طرح رؤية لتعزيز بيئة الابتكار والاستثمار في هذا المجال الاستراتيجي.
وشارك في الخلوة كل من معالي الدكتور أحمد بن عبدالله بالهول الفلاسي، وزير الرياضة، رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء، والأمين العام للمجلس الأعلى للفضاء، ومعالي عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد والسياحة.
ومعالي الدكتور عبدالرحمن بن عبدالمنان العور، وزير الموارد البشرية والتوطين ووزير التعليم العالي والبحث العلمي بالإنابة، ومعالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير التجارة الخارجية، وأكثر من 100 قيادي ومسؤول حكومي من الوزارات والجهات الحكومية الاتحادية والمحلية، بالإضافة إلى ممثلي أهم الشركات الوطنية والعالمية.
تحولات عالمية
وأشار معالي الدكتور أحمد بالهول الفلاسي إلى أن النسخة الأولى من «خلوة قطاع الفضاء» تعكس الرؤية الطموحة لدولة الإمارات في بناء اقتصاد فضائي تنافسي يواكب التحولات العالمية في هذا القطاع الاستراتيجي، ويعزز مساهمته في بناء اقتصاد وطني قائم على المعرفة والابتكار.
وقال معاليه: «مثلت هذه الخلوة خطوة استراتيجية نحو بناء منظومة فضائية مرنة ومستدامة من خلال مواءمة الجهود بين القطاعين الحكومي والخاص، كما وفرت منصة لبحث سبل تطوير بيئة محفزة للابتكار والاستثمار الفضائي، قادرة على دعم المشاريع الوطنية وتعزيز حضورها في الأسواق العالمية».
وأضاف: «يتطلب تطوير القطاع الفضائي مواصلة تمكين الكفاءات الوطنية، ودعم الشراكات الدولية، والاستثمار في العلوم والتقنيات المتقدمة، إلى جانب تعزيز التكامل بين القطاعات الاقتصادية والتعليمية والصناعية.
ونحن على ثقة بأن هذه الخلوة الاستراتيجية ستشكل نقلة تحول نوعية في مسيرة قطاع الفضاء الوطني، تسهم في ترسيخ مكانة الدولة مركزاً إقليمياً وعالمياً لاقتصاد الفضاء المستدام».
رؤية استشرافية
من جهته، قال معالي عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد والسياحة، «بفضل الرؤية الاستشرافية للقيادة الرشيدة، وضعت دولة الإمارات تطوير وتنمية قطاع الفضاء ضمن أهم أولوياتها للخمسين عاماً المقبلة لإرساء دعائم اقتصاد المستقبل القائم على المعرفة والابتكار.
حيث حرصت الدولة على ضخ الاستثمارات وإقامة المشاريع الريادية في هذا القطاع الحيوي، إضافة إلى تشجيع القطاع الخاص، واستقطاب الشركات المتخصصة عالمياً إلى الأسواق الإماراتية، لتطوير مشاريعها وأنشطتها في مختلف المجالات المرتبطة بصناعة الفضاء».
وأضاف معاليه: «تولي وزارة الاقتصاد والسياحية أهمية خاصة لإطلاق الشراكات والمبادرات المعنية بقطاعات الاقتصاد الجديد، وعلى رأسها قطاع الفضاء، لا سيما مبادرة 100 شركة من المستقبل.
والتي تدعم نمو الشركات والمشاريع الأكثر نمواً وابتكاراً في هذا القطاع، كما تعتزم الدولة تطوير وإنشاء (التجمع الاقتصادي للفضاء)، في إطار السياسة الوطنية للتجمعات الاقتصادية، بما يسهم في ترسيخ مكانة الإمارات مركزاً رئيسياً للأعمال والاستثمار في الفضاء على المستويين الإقليمي والعالمي».
وأشار معاليه إلى أن اقتصاد الفضاء يشهد نمواً مستمراً ويزخر بفرص واعدة، حيث تشير التقديرات الدولية إلى أن حجمه قد يصل إلى 1.8 تريليون دولار بحلول عام 2035.
ومن هذا المنطلق تمثل الخلوة محطة جديدة لتعزيز الجهود الوطنية وابتكار الحلول والمبادرات لدعم رؤية دولة الإمارات لتكون ضمن أقوى اقتصادات الفضاء العالمية، إلى جانب تعزيز بيئة الابتكار والاستثمار في هذا القطاع الحيوي والمستقبلي.
ونوه معالي الدكتور عبدالرحمن بن عبدالمنان العور، وزير الموارد البشرية والتوطين ووزير التعليم العالي والبحث العلمي بالإنابة، بالأهمية الاستراتيجية لخلوة قطاع الفضاء، باعتبارها منصة جمعت صناع القرار والخبراء والمتخصصين والأكاديميين، لمناقشة مستقبل قطاع الفضاء الوطني، وآليات تطويره كونه أحد أهم روافد الاقتصاد المعرفي.
وقال معالي الدكتور العور: «إن الاستثمار في العقول قبل الأدوات هو ما يميز التجربة الإماراتية في تطوير قطاع الفضاء، حيث إن تمكين الكفاءات الوطنية الشابة وتزويدها بالمهارات البحثية والتطبيقية هو حجر الزاوية في بناء اقتصاد فضائي تنافسي، يقوده شباب الإمارات.
ومن هنا تبرز أهمية تطوير منظومة متكاملة تربط الجامعات والمراكز البحثية بالقطاع الصناعي، من خلال برامج أكاديمية متخصصة، ومنح بحثية تطبيقية، ومراكز تميز وطنية تدعم استدامة الاقتصاد الفضائي الوطني».
وقال معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير التجارة الخارجية: «الفضاء يعد أحد القطاعات الواعدة في استراتيجية دولة الإمارات الطموحة لبناء اقتصاد المستقبل القائم على المعرفة والابتكار.
وقد حققت دولة الإمارات بالفعل إنجازات كبرى في قطاع الفضاء، منها مشروع «مسبار الأمل» لاستكشاف المريخ، وكذلك إطلاق «مهمة الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات» لاستكشاف سبع كويكبات في الحزام الرئيسي بين المريخ والمشتري، وغيرها من المشاريع الطموحة».
وتابع معاليه: «مع استثمار 44 مليار درهم (حوالي 12 مليار دولار) في هذا القطاع تواصل الدولة تعزيز نمو قطاع الفضاء ودعم الشركات الناشئة المرتبطة به، وتسريع عجلة البحث العلمي المتقدم».
وأضاف: «يعكس انعقاد «خلوة قطاع الفضاء» التزامنا بمواصلة بناء اقتصاد قائم على المعرفة، وترسيخ مكانة الإمارات مركزاً عالمياً لاستكشاف الفضاء وتحفيز أنشطة الأعمال المرتبطة به، إلى جانب تعزيز الشراكات الدولية البناءة التي تتجاوز حدود كوكب الأرض».
وركزت «خلوة قطاع الفضاء» على مناقشة محاور رئيسية تشكل الركائز الأساسية لتطوير القطاع الفضائي في دولة الإمارات، بهدف وضع رؤى وحلول عملية لبناء بيئة تنظيمية مرنة ومحفزة للاستثمار الفضائي، تدعم الابتكار وتوحد الجهود الوطنية لتعزيز تنافسية الاقتصاد الفضائي.
وهدفت إلى تعزيز الشراكات الاستراتيجية وتنفيذ مشاريع ذات أثر اقتصادي ملموس، إلى جانب تمكين الشركات الوطنية من دخول الأسواق العالمية وترسيخ حضورها الدولي في مجال الصناعات الفضائية.
كما أوصت الخلوة بإطلاق برامج تمويل وحوافز استثمارية تستهدف الشركات الناشئة والمبتكرة في مجالات وتقنيات الفضاء، وتعزيز الشراكات الإقليمية والدولية لتمكين الوصول إلى الأسواق العالمية وتبادل الخبرات.
وشملت التوصيات كذلك تطوير منظومة وطنية متكاملة للتصنيع الفضائي بالتعاون بين القطاعين الصناعي والأكاديمي، ضمن إطار مبادرة «اصنع في الإمارات».
أحمد الفلاسي:
بناء اقتصاد فضائي تنافسي يواكب التحولات العالمية في القطاع
عبدالله بن طوق:
تطوير وتنمية الفضاء ضمن أهم الأولويات للخمسين عاماً المقبلة
عبدالرحمن العور:
الاستثمار في العقول قبل الأدوات يميز التجربة الإماراتية
ثاني الزيودي:
الفضاء أحد القطاعات الواعدة في استراتيجية الدولة
