ابوظبي - ياسر ابراهيم - الجمعة 31 أكتوبر 2025 12:21 صباحاً - شددت مدارس حكومية وخاصة على ضرورة التزام الطلبة بقصات وتسريحات الشعر المناسبة، محذرة من مظاهر المبالغة، أو قصات الشعر الغريبة التي لا تتناسب مع بيئة المدرسة، وتتنافى مع القيم والهوية الوطنية.
وأكدت إدارات المدارس أن الالتزام بالمظهر العام يعكس الانضباط السلوكي والاحترام المتبادل داخل الحرم المدرسي، داعية أولياء الأمور إلى التعاون في متابعة أبنائهم قبل بدء اليوم الدراسي، لضمان التزامهم بالأنظمة المعتمدة.
وأوضحت إدارات مدرسية أن الأسبوعين الماضيين شهدا ملاحظات ميدانية، رصدت لدى بعض الطلبة من الذكور، تمثلت في قصات شعر غير لائقة، أو صبغات بألوان لافتة، أو تسريحات دخيلة على العادات المدرسية.
مشيرة إلى أن التنبيه تم بشكل تربوي، يراعي سن الطلبة، ويهدف إلى تعزيز الوعي لديهم بأهمية الظهور بمظهر لائق. وأكدت أن الإجراءات المتبعة، تشمل الإرشاد أولاً، ثم التواصل مع الأسرة في حال تكرار المخالفة، وصولاً إلى تطبيق لائحة الانضباط السلوكي في حال الإصرار على المخالفة.
وأشارت الإدارات إلى أنها تتعامل مع المظهر المدرسي باعتباره جزءاً من الهوية التعليمية، مؤكدة أن الطلبة يمثلون واجهة المدرسة في المجتمع، وأن مظاهر المبالغة في المظهر الشخصي.
قد تشتت الانتباه، وتؤثر في بيئة التعلم. وأوضحت إدارات أن الهدف ليس فرض قيود شكلية، بل توجيه الطلبة إلى التوازن بين حرية التعبير، والالتزام بالضوابط التربوية التي تراعي القيم العامة.
وأكدت أن الاهتمام بمظهر الطالب الخارجي، لا يقل أهمية عن اهتمامه بالأداء الأكاديمي، إذ يعزز روح الانضباط والنظام والمسؤولية، وهي قيم تسعى المؤسسة التعليمية إلى ترسيخها منذ المراحل الأولى.
ولفتت إلى أن بعض المدارس خصصت حصصاً للتربية الأخلاقية، تناولت موضوع «الهوية الشخصية والمظهر اللائق»، لتوضيح الفارق بين التعبير الإيجابي عن الذات، وتقليد المظاهر المنتشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
 
  وفي السياق ذاته، قال الأكاديمي مروان حامد، إن التزام الطالب بالمظهر المدرسي السليم، مؤشر على مدى استيعابه لقيمة الانضباط والاحترام، موضحاً أن قصات الشعر الغريبة ليست مجرد مظهر خارجي، بل قد تعبر عن رغبة في لفت الانتباه، أو تقليد نماذج مؤثرة من الإعلام الرقمي.
وأشار إلى أن المدرسة مطالبة بالتعامل مع هذه الحالات من منطلق التوجيه لا العقاب، عبر الحوار، وشرح الدلالات الثقافية والاجتماعية للمظهر، حتى يدرك الطالب أن الاختلاف لا يكون بالشكل، بل بالأفكار والإنجاز.
وأضاف أن مرحلة المراهقة تحديداً، تشهد بحث الطلبة عن هوية خاصة، ما يجعلهم أكثر تأثراً بالموضات السريعة، والمحتوى المنتشر عبر الإنترنت، داعياً إلى تكامل الأدوار بين المدرسة والأسرة، لتصحيح المفاهيم، وتوجيه السلوك، دون تضخيم الموقف.
وأكد أن الحوار الإيجابي داخل الأسرة، هو السلاح الأقوى لحماية الأبناء من الانسياق وراء المظاهر التي قد تضر بشخصيتهم أو صورتهم الاجتماعية.
 
  ومن جهتها، قالت الدكتورة النفسية والتربوية ميساء العبدالله، إن المظهر الخارجي قد يعكس حالة نفسية، أو سعياً لإثبات الذات، لافتة إلى أن بعض الطلبة يتبعون قصات الشعر أو الأزياء غير المألوفة، للتعبير عن التمرد أو لفت الانتباه، خاصة عندما يشعرون بنقص في التقدير الذاتي.
وقالت إن المدرسة يجب أن تكون مساحة آمنة للتعبير الإيجابي، من خلال توفير أنشطة تشجع الطلبة على إبراز شخصيتهم بطرق بناءة، كالمسرح والفن والرياضة، بدل اللجوء إلى مظاهر سطحية.
وأضافت أن معالجة مثل هذه السلوكيات، تحتاج إلى فهم خلفياتها النفسية، وليس الاكتفاء بالمنع، موضحة أن العقوبات غير المدروسة، قد تدفع الطالب إلى العناد.
وأكدت أهمية التواصل المستمر مع ولي الأمر، لتوضيح أهداف المدرسة، وتوحيد الرسائل التربوية الموجهة للطلبة، حتى لا يشعروا بتناقض بين ما يسمعونه في البيت والمدرسة.

 
            								



