ابوظبي - ياسر ابراهيم - الأربعاء 5 نوفمبر 2025 11:55 مساءً - أكد عبدالله بالعلاء، مساعد وزير الخارجية لشؤون الطاقة والاستدامة، أن اختيار دولة الإمارات لاستضافة مؤتمر الأمم المتحدة للمياه 2026 بالشراكة مع جمهورية السنغال، يجسد الثقة الدولية بقدرتها على التأثير في القضايا الملحة، ويمثل اعترافاً برؤيتها بعيدة المدى بقضايا المناخ واستدامة الموارد.
وأضاف أن الإمارات توظف التكنولوجيا والابتكار لمواجهة ندرة المياه، وتطلق مبادرات نوعية لتعزيز الشراكات الدولية، والوصول إلى نهج عالمي مشترك لتحقيق استدامة المياه.
جاء ذلك خلال إحاطة بعنوان «لماذا تستضيف الإمارات مؤتمر الأمم المتحدة للمياه 2026؟»، ضمن الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات 2025.
ونوه بالعلاء بأن اختيار دولة الإمارات لاستضافة مؤتمر الأمم المتحدة للمياه 2026، بالشراكة مع جمهورية السنغال، يؤكد الدور الرائد للدولة في دفع الجهود العالمية لإيجاد الآليات الكفيلة بتعزيز استدامة الموارد المائية في المستقبل، حيث تضع دولة الإمارات قضية المياه في قلب الأجندة العالمية الخاصة بالمناخ والتنوع البيولوجي والتنمية المستدامة، وقد كانت في صلب مخرجات مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28).
إنجازات وطنية
كما أشار عبدالله بالعلاء إلى بعض الإنجازات التي حققتها دولة الإمارات على صعيد الأمن المائي، حيث أولت الدولة أولوية كبيرة لإطلاق المبادرات، لمواجهة شح المياه مثل «مبادرة محمد بن زايد للماء» والتي تسعى منذ إطلاقها بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في فبراير 2024 إلى تعزيز الوعي العالمي بأزمة ندرة المياه، وتسريع وتيرة تطوير حلول تكنولوجية مبتكرة لمعالجتها، إضافة إلى اختبار فاعلية هذه الحلول، وتعزيز التعاون الدولي لتوسيع نطاق تطبيقها، وزيادة الاستثمارات الهادفة إلى التغلب على هذا التحدي لما فيه خير الأجيال الحالية والقادمة.
دعم استدامة المياه
وأوضح عبدالله بالعلاء أن مؤتمر الأمم المتحدة للمياه 2026 سيسهم بشكل مؤثر في دعم استدامة المياه، بفضل التحضير الجيد وثراء أجندته التي تغطي محاوره الستة المعتمدة رسمياً للحوارات التفاعلية وهي المياه من أجل الشعوب، والمياه من أجل الازدهار، والمياه من أجل كوكب الأرض، والمياه من أجل التعاون، والمياه في العمليات متعددة الأطراف، والاستثمارات من أجل المياه.
ويعد مؤتمر الأمم المتحدة للمياه 2026، محطة محورية لتسريع العمل العالمي في مجال المياه، حيث يفتقر 2.2 مليار شخص إلى مياه شرب آمنة، و2.4 مليار شخص يعيشون في دول تعاني من شح المياه، وتعد منطقة الشرق الأوسط الأكثر ندرة في المياه عالمياً، كما يواجه 700 مليون شخص خطر النزوح بسبب شح المياه الحاد بحلول عام 2030، وقد زادت النزاعات المرتبطة بالمياه على مستوى العالم خلال السنوات العشر الماضية بمقدار 4 أضعاف.
وتشير التقارير الأممية إلى أن 70 % من المياه العذبة على الصعيد العالمي، تستهلك في الزراعة، فيما يصل المبلغ التقديري المطلوب لتحقيق الأهداف العالمية المتعلقة بالمياه بحلول عام 2030 إلى 6.7 تريليونات دولار.
ويتوقع الخبراء العالميون أن إعادة استخدام المياه يمكن أن تمثل حلاً مستداماً يسهم بشكل فعال في تعزيز دفع عجلة التنمية المستدامة، ومواجهة تفاقم انعدام الأمن الغذائي، والتدهور في الصحة العامة والاستقرار الاقتصادي والسياسي الناجم عن الإجهاد المائي.
أولوية استراتيجية
وأكد بالعلاء خلال الإحاطة أن الأمن المائي يعد أولوية استراتيجية على المستوى الإقليمي والعالمي، مشيراً إلى الإمكانات الكبيرة التي تمتلكها دولة الإمارات لتكون مركزاً عالمياً لبحث قضايا المياه، بفضل جهودها ومبادراتها الوطنية والجهود الإنمائية الدولية، مثل «استراتيجية الأمن المائي لدولة الإمارات 2036»، وإطلاق «مبادرة محمد بن زايد للماء»، و«مؤسسة سقيا الإمارات»، التي وفرت مياه شرب نظيفة لأكثر من 15 مليون شخص في 37 دولة حول العالم.
